الإضراب الأطول في تاريخ الجامعة الوطنية بلبنان يدخل في بازارِ السياسة

بيروت – ليال خروبي ـ  NPA
انحل عقدُ إضراب الأساتذة في الجامعة الوطنية بعدَ إعلانِ الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين تعليق الإضراب المستمرّ منذ /40/ يوماً واستئناف التدريس بدءاً من يومِ الخميس المقبلْ.
واتُخذ قرار التعليق إثر اجتماع الهيئة مع وزارة المالية, وشرخَ الصف المطلبي والنقابي للأساتذة وخلف حالاً من الفوضى في إدارة الملف المطلبي الذي استنزف /80/ ألفَ طالب زمنيا وأدخل عامهم الدراسي في مصيرٍ مجهول. 
الإضراب قام للضغط على السلطة السياسية من أجل كف يد موازنة العام 2019 عن مخصصات الجامعة والأساتذة، حيث لحظ مشروعها شطب /40/ مليار ليرة لبنانية (ما يعادل /26/ مليون دولار أمريكي) من ميزانية الجامعة وهي سياسة تخفيضيه مستمرة منذ /10/ سنوات.
أما وبعد قرار الهيئة التنفيذية المنفرد بتعليق الإضراب، فقد استحال تخندقا بين فريقين: الأساتذة يصرون على العمل النقابي ولو بدون أفق، وآخرون ارتأوا إكمال العام الدراسي لمصلحة الطلاب، فيما نالت الفئة الأخيرة قسماً كبيراً من الاتهامات بالارتهان للأحزاب السياسية التقليدية.
قضية فكّ الإضراب من عدمها ستُحسم يوم السبت المقبل حيث من المقرر انعقاد  مجلس المندوبين ــ الذي يحلُّ محلّ الهيئة العامة، التي هي قانوناً صاحبة القرار الأخير بهذا الشأن ــ وليس الهيئة التنفيذية, وهي التي سبق أن أقرّت الإضراب بالتصويت، وذلك بحسب النظام الداخلي للجامعة.
الأساتذة ووعود السلطة
يقول الأستاذ في الجامعة اللبنانية باسل صالح وهو من معارضي تعليق الإضراب لـ”نورث برس” إن ضغوطات أحزاب السلطة وعلى رأسها تيار المستقبل وحركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية هي التي “أوصلتنا لهذه النتيجة، والسلطة حاولت أن تقوم بانقلابها، ولكن مع انعقاد مجلس المندوبين فإن الكفة بنظرنا سترجح لصالح الإضراب”.
وحول مصير العام الجامعي للطلاب يوضح صالح, لا نستطيع التعبير عن وجعنا إلا بالإضراب، وهذه السلطة “لا تريد أن تستمع لنا، وتحاول أن تسدَّ العجزَ من جيوبنا ومن مخصصات الجامعة من دون البحث عن موارد أخرى.”
ويضيف صالح أن على الطلاب أن يتفهموا أن مشكلتهم ليست مع الأساتذة “بل مع السلطة التي تتحمل المسؤولية”.
وبدوره كشف نائب رئيس الهيئة التنفيذية لرابطة أساتذة الجامعة حسين عبيد لـ”نورث برس” عن وجود اتصالات بين أقطابِ هذا الملف للتوصل إلى حل.
ولفت عبيد إلى أن “هناك ظروف سياسية لا نستطيع تجاوزها، وقد حصّلنا بعض الوعود من السلطة السياسية على رأسها عدم المس بميزانية الجامعة وتثبيت عدد من الأساتذة المتعاقدين”.
ويضيف عبيد: “لا نستطيع إكمال الإضراب نحو مصير مجهول، وأنا من مؤيدي الإضراب من أول الطريق ولكن سننتظر تنفيذ الوعود ونكمل العام الدراسي، ومسيرة النضال لن يتوقف.”
تتمثل أهمية الجامعة اللبنانية التي تأسست عام 1956 بكونها متاحة لجميع الطبقات الاجتماعية وتوفر التعليم العالي بمقابل مالي زهيد.
يذكر أن الإضراب كان نتيجة اللامبالاة بالتعاطي مع الأساتذة والجامعة هي التي دفعت الهيئة لإطلاق الصرخة وإعلان الإضراب دفاعاً عن الحقوق.