الضفة الغربية ـ NPA
قال رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة السفير محمد العمادي إن تأخر صرف المساعدات النقدية للأسر الفقيرة في قطاع غزة، يرجع لأسباب فنية، نافيا كافة الأخبار المتداولة حول سحب أموال المنحة ووقف صرفها.
وأكد العمادي الذي وصل غزة منذ يومين، أنه سيتم صرف مساعدات لمئة ألف عائلة فقيرة في قطاع غزة بواقع /100/ دولار لكل عائلة.
وكان السفير القطري يعتزم قبل المجيئ إلى غزة عقد اجتماعات مع الجانب الإسرائيلي لبحث عدد من الملفات، أهمها تثبيت التهدئة والبحث في إيجاد حلول لأزمة الكهرباء.
وتأتي هذه الزيارة بالتزامن مع قدوم المبعوث الأممي للسلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف إلى القطاع، على خلفية توتر الأوضاع الميدانية.
وفي السياق، يقول القيادي في “حماس” حماد الرقب لـ”نورث برس”، إن تفاهمات التهدئة لم تنهار أو تفشل بعد، مشيراً إلى أن حركته تنتظر تطبيق جزئها الأول، وأن هناك حراكاً بما يتعلق بقضية الكهرباء وخط /161/، علاوة على إدخال كميات من الوقود لصالح تشغيل محطة توليد الطاقة في غزة. وهذه الأمور تسير بشكل إيجابي، وفق الرقب.
لكن الرقب أقر بوجود تذبذب في تنفيذ ملفات أخرى، لا سيما توسيع مساحة الصيد البحري، والالتزام الزمني بإدخال الأموال المخصصة لمساعدة الأسر الغزية الفقيرة، مبيناً أن “حماس” تريد آلية واضحة وسهلة بدلاً من الحديث كل شهر عن آلية مختلفة.
ويتابع الرقب “حتى الآن، من خلال تواصلنا مع قطر ومصر والمبعوث الأممي نيكولاي ميلادينوف، هم يتحدثون بصورة رئيسية أن إسرائيل ملتزمة بالتهدئة بالرغم من شروطها وكذلك ظروفها الخاصة المتعلقة بالانتخابات. ولكن أوصلنا رسالة عبر ملايدينوف قبل أيام بأنه لا يعنينا ظروف إسرائيل الداخلية، وما يهمنا هو التخفيف عن شعبنا في غزة”.
ويرى القيادي في حماس حماد الرقب أن “قضية التهدئة مرتبطة بصورة رئيسية بإمضاء التفاهمات، ولو تم تطبيقها يمكن أن يؤدي إلى كسر للحصار ولو بصورة تدريجية، وعندها يستطيع الناس أن يعتاشوا ويقومون بالأمور الأساسية بحياتهم”.
ولكن الرقب حذر من أنه إذا بقي الحصار واستمر وتم الحديث عن عدم تقدم، فمن الطبيعي أن تنفجر التهدئة، “لأننا لا نستطيع أن نمنع /2/ مليون فلسطيني في غزة من عدم إزعاج إسرائيل كجهة محاصِرة بأي وسيلة كانت”.
وفيما يتعلق بتعهد رئيس المكتب السياسي لـ”حماس” اسماعيل هنية أمام ميلادينوف بمعاقبة من أطلق صاروخين اتجاه المستوطنات الإسرائيلية مؤخراً، أوضح الرقب أن هناك جهات “مشبوهة” في غزة حاولت أكثر من مرة تفجير التهدئة، عبر إطلاق صواريخ لا يوجد بها “رأس متفجر”، وفي ذلك شبهة “أمنية” ودليل على أنه ليس فعلاً “مقاوماً”. وكشف عن إلقاء القبض على عدد منهم في مرات عديدة.
ويتهم الرقب بذلك جهات وصفها بأنها إما “عميلة” لإسرائيل أو ممن لا يريد فك الحصار عن غزة.
ولذلك يشدد الرقب على أن “حماس” متيقظة ومتنبهة ميدانياً لما يجري، وعندما يثبت أن من أطلق الصاروخ فصيل مقاوم، فإن الحركة تتواصل مع قيادته لمعالجة الأمر كما جرى في حالة الجهاد الإسلامي؛ لأن هناك غرفة عمليات مشتركة والأصل أن أي صاروخ يُطلق من خلالها.
وكشف الرقب أن حالات لإطلاق صواريخ في أوقات سابقة منسوبة إلى “سرايا القدس”، كانت بأوامر من قيادات الجهاد الإسلامي، لكنه أوضح أنه تم مراجعة هذه القيادات والتفاهم معها وانتهت القضية وأن العلاقة بين “حماس” و”الجهاد” في أفضل ما تكون.
ويتابع “الأخوة في الجهاد يتفهمون تماماً ضرورة ضبط الإيقاع الميداني ومتى يمكن أن نقاتل سوية أو نهدئ سوية”.
وحول ما إذا كان الرقب يقصد “جماعات سلفية”، بتعبيره أن “جهات مشبوهة” تقف وراء إطلاق بعض الصواريخ من غزة، أجاب “لا توجد جماعات سلفية عسكرية في قطاع غزة، نهائياً”.
هذا وسلطت الصحافة الإسرائيلية الصادرة، الاثنين، الضوء على دخول الأموال القطرية إلى غزة، وذكرت صحيفة “معاريف” أن هذه الأموال البالغة قيمتها خمسة وعشرون مليون دولار، قد تم إدخالها لبنك البريد في قطاع غزة، تمهيداً لتوزيعها على الفئات المستحقة.
ويبلغ إجمالي المنحة /25/ مليون دولار وسيتم تحويل /10/ ملايين دولار منها إلى إسرائيل لشراء الوقود المنقول إلى محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة للتشغيل، وسيتم توزيع حوالي /10/ ملايين دولار كمنحة نقدية للأسر المحتاجة، مع تلقي كل أسرة /100/ دولار.
وحسب المصادر، سيتم التبرع بمبلغ /5/ ملايين دولار نقدًا لمشاريع “النقود مقابل العمل” التابعة للأمم المتحدة، حيث يتم توظيف سكان غزة بشكل مؤقت ويتم دفع الأجور لهم”.
وعلى هامش المخصصات، من المتوقع أن يجري المبعوث القطري محادثات مع قادة حركة حماس في غزة ومبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف لتخفيف التوترات بين إسرائيل وحماس.
من جهة أخرى، كشفت لجنة الانتخابات المركزية، صباح الاثنين، عن زيارة مرتقبة لرئيسها الدكتور حنا ناصر إلى قطاع غزة؛ من أجل استكمال المشاورات حول إجراء الانتخابات في “كل محافظات الوطن”.
وقال المدير التنفيذي للجنة الانتخابات هشام كحيل في تصريحات إن ناصر أكد خلال لقائه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله، الأحد، استعداده لعمل كل ما يلزم لإتاحة هذه الانتخابات لجميع الفصائل السياسية بما فيها حركة حماس.
وأكد عباس خلال لقائه ناصر استعداده التام للدعوة لانتخابات تشريعية تتبعها انتخابات رئاسية، على أن تشمل الأراضي الفلسطينية كافة وعلى رأسها القدس، كما ورد على لسانه.