كوباني/عين العرب- فتاح عيسى/جهاد نبو-NPA
اُفتتحت مؤخراً في مدينة كوباني/عين العرب، شمالي سوريا، أول دار للنشر في المدينة، باسم دار "آفا" بهدف دعم الكتَّاب والمثقفين، لطباعة إنتاجهم الأدبي والثقافي، إضافة إلى تطوير الواقع الثقافي في المدينة.
وأفاد مدير الدار، محمود جقماقي، لوكالة "نورث برس" أن الدار ستهتم بشؤون الطبع والنشر والتوزيع، بهدف إغناء الحركة الثقافية، ودعم الكاتب بالدرجة الأولى، في ظل الصعوبات التي يعاني منها الكتَّاب بشكل عام، وذلك ضمن إمكانيات الدار التي تم افتتاحها بجهود شخصية.
وأضاف جقماقي أن الكاتب في مناطق شمال وشرق سوريا، يعاني من مشكلة إيصال نتاجه الثقافي إلى الخارج، كما يعاني الكاتب الموجود في الخارج، من إيصال نتاجه الثقافي إلى داخل مناطق شمال وشرق سوريا، مشيراً إلى أن الدار توصَّلت لحل لهذه المشكلة من خلال تأمين طريقة لإيصال الكتاب إلى أوروبا وإقليم كردستان.
حقوق الملكية الفكرية
وأوضح أن الجانب الأهم الذي تعمل عليه دار آفا للنشر، هو موضوع حقوق الطبع والنشر، أو ما يسمى بالـ (ISBN) الدولي، أي رقم إيداع دولي للحفاظ على حقوق الملكية الفكرية للكاتب، من خلال إجراء صيغة قانونية في مملكة الدانمارك.
وتهدف الدار إلى إيجاد صيغة تعاقدية معقولة ومقبولة للكاتب، على أن تتحمل الدار العبء الأكبر من تكاليف الطباعة والنشر والتوزيع، حيث ستقوم الدار بطباعة الكتب في إقليم الجزيرة، إضافة إلى طباعة بعض النسخ في أوروبا.
وتعاني مدينة كوباني/عين العرب من عدم وجود مطبعة تعمل على طباعة الكتب رغم أن مطبعة حديثة ومتطورة وصلت إلى المدينة منذ عدة سنوات، ولكنها لا زالت موجودة في مستودعات هيئة التربية والتعليم في إقليم الفرات دون الاستفادة منها.
ويبّرر الرئيس المشارك لهيئة الثقافة في إقليم الفرات, ريزان نعسان, عدم تفعيل المطبعة بعدم وجود فريق عمل أو خبراء يعملون على هذه المطبعة.
لجان للتقييم
وحول آلية اختيار الكتب من قبل الدار للطباعة والنشر، أوضح جقماقي، أن الدار لديها لجنتين لقراءة وتقييم النتاجات الثقافية، إحداهما لتقييم الأعمال المكتوبة باللغة الكردية والثانية للأعمال المكتوبة باللغة العربية.
وأشار جقماقي إلى أن الدار بحاجة إلى دعم مادي ومعنوي، مضيفاً أن الدار ستقبل الدعم من المؤسسات الثقافية التابعة للإدارة الذاتية ضمن معايير معتمدة في الدار.
بدوره أوضح نعسان، أن الهيئة تدعم مثل هذه المشاريع، وتقدم المساعدة لها على قدر إمكانياتها، لما لها أهمية في نشر أعمال الكتَّاب والشعراء والمثقفين، ومساعدتهم في طباعتها.
مكتبة للقرُّاء تابعة للدار
بدورها أوضحت مديرة العلاقات الداخلية في دار آفا، أهين عمر، أنه يوجد إلى جانب الدار، مكتبة تحتوي على نحو /3/ آلاف كتاب في شتى المواضيع باللغتين العربية والكردية، يمكن للقرُّاء مطالعتها داخل الدار أو خارجها، مضيفةً إلى أن الدار تعمل لتوفير المزيد من العناوين التي تهم القرُّاء ضمن إمكانياتها.
إلى ذلك أكدَّ الكاتب والأديب حسين محمد علي صاحب كتاب "كوباني مملكة الماء والغرانيق" أن افتتاح دار في مدينة كوباني التي تعرضت لهجمة تكفيرية، يعتبر خطوة عظيمة، لأن الثقافة هي حاجة للإنسان، مشيراً إلى أن الدار تعتبر قاعدة أساسية لبناء الثقافة ونشرها، ولترسيخ القيم الثقافية في المجتمع.
نوعية المنشورات
تمنى محمد علي أن تقوم الدار بنشر النتاجات الثقافية الجادة والمفيدة، وألا تنظر للموضوع نظرة تجارية، كما تفعل بعض دور النشر، بهدف تطوير الوعي والثقافة في هذه المنطقة.
وأشار محمد علي أن المدينة كانت تعاني من قلة عدد المكتبات الثقافية بشكل عام، لأن الهم السياسي والمعيشي والنزعة الاستهلاكية كانت طاغية في المجتمع، مضيفاً أن على الدار أن تلعب دوراً في تشجيع النتاجات الأدبية والثقافية القيّمة.
ويقول جقماقي, مدير الدار, أنهم سيركزون على الالتزام بالقيم الاجتماعية في اختيار الكتب, إلى جانب وجود قيمة ثقافية للعمل.