الولايات المتحدة تلتزم الصمت حول الهجوم على ناقلات النفط قرب مضيق هرمز

واشنطن – هديل عويس – NPA 
في حادثة خطيرة ومبهمة هي الثانية من نوعها خلال شهر، تعرضت ناقلات النفط لهجوم قرب مضيق هرمز الاستراتيجي والذي يعبره خمس النفط في العالم، وذلك بعد أسابيع من أنباء عن تعرض ناقلات أخرى لتفجيرات قرب ميناء إماراتي.  
إلا أن حادثة الخميس كانت الأكثر خطورة، حيث تعرضت ناقلتين (نرويجية ويابانية) كانتا تمران في خليج عمان لنيران غريبة، أدت إلى طلب طاقمي الناقلتين للاستغاثة وتركها. 
وتأتي الحادثة في ظروف وملابسات غريبة، فإيران تستنكر وتقول أن التوقيت مريب وخاصة أن استهداف ناقلة يابانية يأتي في أثناء زيارة وزير الخارجية الياباني شينزو آبي إلى طهران، لبحث سبل جمع طهران مع واشنطن على طاولة مفاوضات واحدة. 
من جانب آخر، وصف مراقبون ما يحدث على أنه تنفيذ فعلي لما كانت إيران تهدد به حين قالت أن دول المنطقة لن تبيع نفطها إذا ما عجزت إيران عن ذلك، وبالفعل كانت النتيجة لاستهداف الناقلتين، ارتفاع أسعار النفط في العالم بعد الحادثة بنسبة 3٪، وهو الأمر الذي حاولت تجنبه إدارة ترامب ويزعجها ويزعج ناخبي الرئيس الأمريكي الذين يعولون كثيراً على بحبوحة اقتصادية تعيشها الولايات المتحدة في عهد الرئيس للذهاب إلى صناديق الاقتراع وانتخابه مرة أخرى، أما ارتفاع أسعار النفط فيعني تأثر المواطن الأمريكي من كل المناحي الاقتصادية سلباً. 
ردة فعل الولايات المتحدة
اعتاد الوسط الإعلامي والسياسي الأمريكي على أن أي تحرك عسكري تجاه حرب شاملة يسبقه حشد سياسي وشعبي لإقناع الرأي العام الأمريكي بضرورة الحرب وحقيقة تهديد العدو للأمن القومي الأمريكي ووقوف واشنطن أمام خيار واحد وهو الرد بالقوة لا غير.
وحرب العراق كانت خير دليل على الموقف الأمريكي الذي ذهب باتجاه إعطاء الشعب الأمريكي مبررات الحرب، مثل وجود أسلحة دمار شامل لم تدمر في العراق، الحملة التي انقادت إليها كل وسائل الإعلام في الولايات المتحدة بما في ذلك أكثرها معارضةً لجورج بوش الابن آنذاك. 
بالنظر إلى ما يحدث اليوم بين إدارة ترامب وإيران، لا يبدو أن الرئيس الأمريكي على الأقل وهو أعلى سلطة تنفيذية في إدارته أنه يريد أن يشعر الأمريكيين بوجود حرب مرتقبة، بل سعى إلى طمأنتهم بأن الحرب غير محتملة، فقبل أسابيع في اليابان أعرب الرئيس ترامب عن رغبته بالتفاوض مع إيران وقال إنه لا يهتم إلا بتعهد إيران بوقف البرنامج النووي. 
وبعد مرور ساعات على حادثة استهداف الناقلتين في خليج عمان، بقي ترامب صامتاً على تويتر الذي لا يتردد من اتخاذه عادةً كمنبر للترويج لأفكاره واستراتيجياته بين مريديه إلا أنه لم يذكر الحادثة في صفحته الشخصية. 
وكان الرد الأمريكي الرسمي مقتصراً على إفادة من الأسطول الخامس الأمريكي ومقره البحرين في بيان عن “هجوم استهدف ناقلتي نفط في خليج عُمان”، مشيراً إلى تلقيه “ندائي استغاثة منفصلين عند الساعة 6.12 صباحا بالتوقيت المحلي والساعة 7.00 صباحا” وأنه سارع للمساعدة. 
كما بقي مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي صامتاً إزاء الحادثة فلم يرد بالإدانة أو توجيه الاتهام لأي كان. 
وكتب المحلل الاستراتيجي في شؤون الطاقة العالمية “جوليان لي” في بلومبيرغ “أبحث عن المستفيد” وعنون “إيران مستفيدة بشكل ضئيل جداً من هذا الاستهداف”. 
وقال أن حتى ارتفاع أسعار النفط لن يفيد إيران بشيء ما دامت معاقبة وهناك من يريد توريطها أكثر بإشارة أصابع الاتهام لها.
كما لفتت صحف أمريكية معادية للحرب، إلى وجود إعادة انتخابات مرتقبة في إسرائيل بعد أن فشل نتنياهو لأول مرة منذ سنوات بتشكيل الحكومة وتحقيق فوز ساحق، مشيرة إلى الفائدة السياسية الكبرى التي قد تجنيها حكومة نتنياهو من اندلاع حرب مع إيران. 
من جانبنا في “نورث برس” حاولنا التواصل مع الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض للسؤال حول الحادثة دون تلقي أي رد، أما المتحدث باسم البنتاغون فقال لـ”نورث برس” وعدد من الصحفيين الآخرين، “من الممكن أن تكون إيران قد فعلتها” وهو التصريح الوحيد الذي خرج من حكومة الولايات المتحدة برمتها حول الحادثة المبهمة. 
من جانبه رأى المحلل السياسي الدكتور علي باكير، أن إيران توجه الأمور لصالحها وتختبر الولايات المتحدة المترددة كثيراً في خوض حرب، تستهدف أمس عبر جماعة الحوثيين مطار أبها المدني في السعودية، وقبلها ناقلات نفط في الإمارات والآن استهداف في خليج عمان.