رئيس هيئة اللاجئين لـ نورث برس: السوريون رقم فاعل بمصر.. وهذه أسباب الحملة ضدهم
القاهرة- محمد أبوزيد- NPA
“لا أستبعد دوراً أو مصلحة روسية في محاولة إفساد العلاقة بين المصريين والسوريين!”، تفسيرٌ مختلفٌ تحدث عنه رئيس الهيئة العامة للاجئين السوريين في مصر، تيسير النجار، في تحليله لحملة الهجوم الأخيرة التي تعرض لها السوريون المقيمون في مصر قبل أن يتم احتوائها نسبياً خلال الـ /24/ ساعة الماضية.
استهل النجار حديثه مع “نورث برس”، بالحديث عن الأسباب التي أسهمت في تحريك حملة الهجوم على السوريين في مصر حتى وصلت إلى حد المطالبة بـ “طردهم” على حد قول ومطالب المشاركين في تلك الحملات، وقال: “لا يخل, الأمر من أسباب مختلفة”. وأضاف “السبب المباشر مرتبط بالتساؤلات غير المستغربة لدى قطاع من المصريين بشأن أموال السوريين، ومن أين أتوا بها”.
وألمح النجار بذلك إلى البلاغ الذي قدّمه المحامي المصري سمير صبري (المشهور بمحامي البلاغات، والمقرب من السلطات المصرية) إلى النائب العام المستشار نبيل صادق قبل أيام، والذي طالب فيه بالتحقق من مصادر أموال السوريين، ووضع أطر قانونية ورقابة على الاستثمارات السورية، باعتباره سبب رئيسي ضمن الأسباب المحركة للهجوم على السوريين في مصر.
أموال السوريين
ورداً على تلك التساؤلات التي تدور بشأن الأموال السورية في مصر والتشكيك في مصادرها من قبل البعض من آن لآخر، شدد رئيس الهيئة العامة للاجئين السوريين على أن “أموال السورين اكتسبوها بعرقهم واجتهادهم وتعبهم وكدهم في مصر.”
وأشار النجار أن البعض يحاول الربط بينهم وبين جماعة الإخوان (تصنفها السلطات المصرية على أنها تنظيم إرهابي) وقال: “هذا الكلام قطعاً غير صحيح، السوريون في مصر ليس لهم علاقة بالإخوان أو غيرهم, ولهم بصمات إيجابية واضحة في مصر”.
وتابع: “قد تكون هناك أسباب أخرى لانطلاق الحملة ضد السوريين، وهنا لا يمكن تجاهل الدور الذي قامت بها روسيا في مساعدة النظام السوري على استرجاع الكثير من المناطق التي كان قد فقدها، بخاصة في شمال حماة وشمال حلب وريف اللاذقية وغير ذلك، والحديث الآن عن إعادة الإعمار وعودة اللاجئين “.
واستطرد قائلاً: “يريدون اعادة اللاجئين ولو غصباً عنهم”، لافتاً إلى أن “المقصود كان إرجاع اللاجئين إلى سوريا للإيحاء بانتهاء الأزمة، وبالتالي هم لهم مصلحة بشكل أو بآخر في محاولة إفساد العلاقة الطيبة بين الشعبين السوري والمصري، ومحاولة تخريب تلك العلاقة بأمور عديدة”، وذلك من أجل الضغط على السوريين للعودة إلى بلادهم من جديد والمشاركة في إعادة الإعمار.
أثر إيجابي
وأوضح رئيس الهيئة العامة للاجئين السوريين في مصر، في معرض حديثه مع “نورث برس”، أن “السوريين لهم أثر في الناحية الاقتصادية في مصر، معروف أن عددهم ليس كبيراً بالمقارنة بالحضور السوري في دول أخرى، لكن فاعليتهم واضحة ومعروفة في الاقتصاد المصري بشكل جيد”.
عزز ذلك بحسب النجار، العلاقة الإيجابية والحب المتبادل بين الشعبين المصري والسوري، وهي العلاقة التي أثقلتها العوامل المشتركة بين البلدين، والتشابهات بين الشعبين، وبالتالي “العلاقة الطيبة ليست غريبة علينا، خصوصاً بوجود أمور تاريخية كثيرة تربط الشعبين ببعضهما”.
وبخلاف الإحصاءات الرسمية، قدّر رئيس الهيئة العامة للاجئين السوريين في مصر عدد السوريين في مصر بأكثر من نصف مليون شخص، وقال: “حسب المفوضية فإن العدد يتأرجح من /150/ إلى /170/ ألف سوري في مصر مسجلين بالمفوضية. ولكن ليس كل السوريين المتواجدين مسجلين فعلاً، لاسيما الذين أتوا إلى مصر قبل وببداية الأزمة في 2011”.
وأوضح أن “السوريين الذين أتوا إلى مصر ببداية الأزمة كان معظمهم من ميسوري الحال، وهؤلاء لم يسجلوا أنفسهم كلاجئين بالطبع، لأنهم أمورهم المادية جيدة، بالتالي لا يوجد إحصاء دقيق عن العدد الإجمالي للسوريين في مصر بالأخذ في الاعتبار عدد من هم غير مسجلين في مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة”.
هجوم
وخلال الأيام الأخيرة انطلقت حملة هجوم واسعة ضد السوريين في مصر، حرّكتها ثلاثة أسباب مختلفة، أولها اللغط الذي أوجده مطعم يحمل اسم أرطغرل (سلطان تركي) في إحدى المحافظات المصرية، على أساس أن هناك توتراً مصرياً تركياً، وتتهم السلطات المصرية أنقرة بموالاة ودعم الإرهاب.
والسبب الثاني تغريدة لمؤسس تنظيم الجهاد في مصر نبيل نعيم، اتهم فيها السوريين بالحصول على تمويل من التنظيم الدولي للإخوان.
بينما السبب الثالث مرتبط ببلاغ المحامي سمير صبري للنائب العام لوضع رقابة على تدفقات السوريين الاستثمارية.
ومؤخراً تم احتواء تلك الحملة بتصريحات ومواقف إيجابية روجت لها وسائل الإعلام المصرية، وأطلق المصريون هاشتاغ “السوريين منورين مصر” في مواجهة حملات التشكيك والتخوين.
هيئة اللاجئين
تأسست الهيئة العامة للاجئين السوريين في /13/ تموز / يوليو من العام 2013 بترخيص من وزارة التضامن الاجتماعي (الوزارة المعنيّة بمنح ترخيصات للجمعيات الأهلية)، ويقع مقرها الرئيسي في مدينة السادس من أكتوبر المصرية. والهيئة معنية بأمور السوريين في مصر وتسعى إلى توفير خدماتها الطبية والتعليمية وخلاف ذلك للسوريين وأبنائهم من خلال التكافل بين السوريين وبتمويل ذاتي.