ممثل حزب الشعوب الديمقراطي: الكرد سيدعمون معارضي أردوغان في انتخابات اسطنبول

أربيل – أميد توفيق – NPA
لم يغب مدح الكرد والتودد لهم في الحملة الإعلانية لمرشحي حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري المعارض، قبيل انتخابات بلدية اسطنبول المعادة التي من المزمع أجراؤها في 23 من الشهر الجاري. واستخدم مرشح حزب العادلة والتنمية الحاكم بن علي يلدرم كلمة “كردستان” في مدينة ديار بكر ذات الأغلبية الكردية. 
و من جانبه أشاد المرشح المعارض أكرم أمام أوغلو، بدور صلاح الدين دميرتاش، الرئيس السابق لحزب الشعوب الديمقراطي (المحكوم عليه حاليا في السجن) في لقاء له على قناة محلية قائلا: أتمنى أن أعرفه من قرب، لأن فهمه ولهجته السياسية، هي ما نحتاجه نحن لنمارسه في كل أنحاء تركيا، وهذا أمر دائما أعتقد أنه صواب وأثني عليه”.
وفي 31 مارس/آذار الماضي، شهدت تركيا انتخابات محلية، أفرزت فوز “العدالة والتنمية” في عموم البلاد، إلا أن المعارضة تصدرت رئاسة بلديتي أنقرة وإسطنبول.
وقررت اللجنة العليا للانتخابات التركية، إلغاء نتائج التصويت على رئاسة بلدية اسطنبول الكبرى؛ وذلك بعد النظر في الطعون المقدمة من قِبل حزب “العدالة والتنمية” الحاكم. 
لماذا يدعم حزب الشعوب الديمقراطي أمام أوغلو
كما جرت في الجولة الأولى، حزب الشعوب الديمقراطي حريص على التصويت لصالح أكرم امام اوغلو في جولة الإعادة أيضا حسب ما يقول ممثل الحزب في إقليم كردستان.
وقال عابد أيكة ممثل الحزب في تصريح لـ”نورث برس”، أن حزبه سيدعم إمام أوغلو في انتخابات بلدية اسطنبول.
ويهدف حزب الشعوب إلى إلحاق الهزيمة بحزب العدالة والتنمية، حيث يعتقد أيكة أن “هزيمة هذا الحزب تأتي بمعنى انتصار العملية الديمقراطية في تركيا”.
وأشار عابد، أن حزبه لا ينتظر من أوغلو أي مكسب في مقابل التصويت له في انتخابات البلدية، إنما هدفهم من دعمه هو أن يعمل حزب الشعب الجمهوري على دفع العملية الديمقراطية داخل تركيا مستقبلا.
وأضاف “يجب أن يغير حزب العدالة من سياساته الخارجية والداخلية وانهاء تدخله في شمال شرق سوريا وإقليم كردستان.”
 ويرى أيكة، أنه إن لم يوقف حزب العدالة والتنمية سياسته القمعية ضد الكرد، سيواجه هزائم كبيرة في المستقبل كالتي ألحقت به في مدن كبيرة مثل أزمير وأضنة ومرسين وأنطاليا وهاتاي, ويعتقد أن الهزيمة حدثت بفضل “خطة استراتيجية مسبقة لحزب الشعوب الديمقراطي”.
الكرد ورقة رابحة في الانتخابات 
يقول الصحفي والمتابع للشأن التركي كيلان عباس في حديثه لـ”نورث برس” إن النتائج الأخيرة للانتخابات بلدية اسطنبول أظهرت أن أصوات الكرد لها دور حاسم.
 ويشير عباس أنه في الانتخابات السابقة حصل حزب الشعوب الديمقراطي على مليون و/200/ ألف صوت في اسطنبول، وبدوره حصل حزب الجمهوري المعارض على قرابة 2 مليون و/500/ ألف صوت، وفي الانتخابات الأخيرة حصل حزب الجمهوري على قرابة 4 مليون و/500/ صوت.
وأضاف “سبب هذه الزيادة حسب مسؤولي حزب الشعب الجمهوري رجع إلى تصويت ناخبي حزب الشعوب الديمقراطي لصالح مرشحهم”.
وفق تقرير لمجموعة “تيباف” للدراسة الاقتصادية والسياسية في تركيا، يوجد في اسطنبول /10/ ملايين و/570/ ألف و/939/ ناخب، حيث صوّت في جولة الأولى /8/ ملايين و/866/ ألف و/614/ ناخب (نسبة 83.88%)، ولم يشارك في العملية مليون و/704/ ألف و325/ ناخب والذين تكون نسبتهم (16.12%) من مجموع الناخبين.
اشار التقرير أن المكون الكردي داخل اسطنبول له مليون و/818/ ألف و/542/ ناخب، وينتمي مليون و/195/ ألف و/602/ منهم الى حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) حيث صوت /911 ألف/ من هذا العدد في الجولة الأولى لصالح أكرم أمام أوغلو في 31 من آذار الماضي مقابل /4 آلاف فقط/ منهم صوتوا لصالح بينالي يلدرم.
ويرى مراقبون، في حال قرر الناخبون الكرد المشاركة من الذين لم يشاركوا في الجولة الأولى، سيحسم الفوز لصالح أمام أوغلو بفارق كبير.
ماذا فعل حزب العدالة والتنمية لضمان الفوز
عقب انتهاء انتخابات بلديات المدن التركية في 31 من آذار هذا العام, والتي خسر فيها مرشح حزب العدالة والتنمية بن علي يلدرم برئاسة البلدية أمام مرشح حزب الشعب الجمهوري أكرم أمام أوغلو، بدأ حزب العدالة بتقديم سلسلة من الطعون والاعتراضات منها قبول طلب العدالة والتنمية الخاص بإعادة انتخابات رئاسة البلدية الكبرى، وقررت اللجنة العليا للانتخابات إلغاء نتيجة انتخابات مدينة اسطنبول في يوم 6 مايو \ أيار وإعادة التصويت في 23 حزيران \ يونيو. 
وفي اليوم نفسه تم السماح لمحاميي عبد الله أوجلان برؤية موكلهم داخل زنزانته التي حرمت عنهم منذ 2011.
ويقول كيلان عباس إن رفع قرار منع رؤية اوجلان وزيارته من قبل محاميه وأعضاء أسرته في 6 من أيار كان مرادفا لقرار أعادة انتخابات بلدية اسطنبول، وكل المتابعين يرون بأن القرارين متعلقان نوعا ما بأخر”.
وتابع: “مسؤولو حزب العدالة والتنمية يريدون استغلال صوت الناخبين في جولة إعادة أنتخابات اسطنبول حتى ولو كان بنسبة قليلة، لكن كما هو مرجح، ناخبو حزب الشعوب الديمقراطي يدلون بأصواتهم لصالح مرشح الحزب الجمهوري هذه المرة أيضاً”.
ويشير عباس أنه من الصعب التكهن بفوز أي من المرشحين، لأن المنافسة بينهما قوية جدا، وفي الجولة الأولي كان الفرق بين أصواتهما /21/ ألف صوت، وبهذا كل الاحتمالات مفتوحة لبقاء النتائج كالسابق ويفوز أكرم أمام أوغلو مرة أخرى، أو تسجل النتائج عكس ذلك ويفوز بن علي يلدرم في الأخير”.
وما يظهر التخوف من الخسارة من قبل حزب العدالة والتنمية الحاكم، هو عزل السلطات لـ 13 مسؤولا فى اللجنة العليا للانتخابات، حسب جريدة “حرييت” التركية.
وتحسبا لتكرار هزيمة يلدرم أمام مرشح حزب الشعب الجمهوري، قررت الحكومة نقل 20 منشأة من ممتلكات بلدية إسطنبول الكبرى، من بينها عدة مراكز ثقافية، وشركة إس بارك المتخصصة في تصميم وتنفيذ مواقف السيارات، إلى بلدية إيسنلار، التابعة لحزب العدالة والتنمية، والتي يرأسها توفيق جوكسو، حسب ما نشره موقع “ديكان”.