خبير في الجماعات الإسلامية: عملية طرابلس فردية وعرضية وقدرة داعش الهجومية مشلولة

بيروت ـ ليال خروبي ـ NPA
لا تزال العملية المسلحة التي عصفت بمدينة طرابلس شمال لبنان ليلة عيد الفطر ترخي بظلالها الأمنيّة والسياسيّة على المدينة. 
ولعلَّ العاملَ الأبرزْ في تثبيت حالة الترقب بالمدينة خصوصاً وفي لبنان عموماً هو أنَ ملابسات العملية كاملةً لم تتضح حتّى الساعة وسط تكهنات تتراوحُ بين فرضيّات “الذئب المنفرد”، الاضطراب النفسي ووجود خليّة منظّمة خلف الهجومْ.
وفي حين وصل عدد الموقوفين على ذمة التحقيق لدى القوى الأمنية اللبنانية ومخابرات الجيش إلى /20/ شخصاً، ذكرت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الأحد، أن “التحقيق يشمل موقوفاً تردد أنه كان على علمٍ بحصولِ (مبسوط) على السلاح الذي استخدمه لتنفيذ العملية”.
وتضيف الصحيفة “تركز التحقيقات على جمع المعلومات، والتدقيق فيها، وتوثيقها، في محاولة يمكن أن تؤدي إلى التأكد مما إذا كانت هناك جهة محرضة أو مشغلة للمسلح مبسوط، وصولاً إلى تبيان ما إذا كان من بين الموقوفين من هو على دراية بوجود نيّة للقيام بعمل مسلح يستهدف القوى الأمنية”.
البصماتُ الجماعيّة في الهجوم الذي أودى بحياة /4/ عسكريين لبنانيين هي ما تتبّعُها الأجهزة الأمنيّة، ففي ظلِّ مخاوفَ من عودةِ مسلسل العمليات المسلحة إلى لبنان عبر الخلايا النائمة لتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) الذي باركَ العملية عبر رسالةٍ نشرتها وكالة أعماق وفق ما تناقلته مصادر إعلامية لبنانية، فيما بدى لافتاً تجاهلُ القادة الأمنيين والسياسيين اللبنانيين في خطاباتهم لهذا المُعطى، وحتى أنّ بعضَ الإعلام اللبناني قلّل من قيمة رسالةِ التنظيم، معتبراً أنها لا تشي بمسؤوليته عن العمليّة.
الذئب المنفرد 
مصطلحُ الذئب المنفرد هو الأكثر تداولاً في المواقف والتحليلات والخطابات المنشورة إعلاميّا حول هجوم طرابلس، ذلك أن المنفّذ كان منفرداً بحسب ما تشير التحقيقات حتى السّاعة، كما أنه يتبنّ فكر تنظيم “الدولة الإسلامية”، لكنَّ الخبير في الجماعات الإسلاميّة سمير الحسن، يقدّم قراءة مختلفة لـ”نورث برس”، حيثُ يوضح أن الذئاب المنفردة لا تنطبق إلا على أوروبا حيث شاع المصطلح في الأصل بعد سلسلة العمليات المسلحة هناك وبحسبه: “الذئاب المنفردة مجموعات غير مركزية لا تمتلك القدرة على التواصل ولديها صلاحية التنفيذ بدون الرجوع إلى القيادة خاصة عندما يتعرض التنظيم لمجموعة ضربات متلاحقة تلغي أي تسلسلٍ للهرمية”.
ويضيف الحسن:” في مناطقنا المسلح غير معزول لأن له القدرة على التواصل مع القيادة إن كان عبر الإنترنت أو الهاتف”.
ويتابع: “برأيي الشخصي ما جرى في طرابلس هو عمل فردي عرضي، ففي لبنان لا توجد خلايا بالمعنى التنظيمي المركزي بل يوجد بعض المناخات المتعاطفة مع هذه التنظيمات”.
وحول تبني تنظيم “الدولة الإسلامية” للعمليّة يعرب الحسن عن اعتقاده بأن “التنظيم في الفترة الأخيرة كان يتبنى أيَّ هجومٍ لكسب مزيدٍ من النقاط وما جرى مؤشر على هشاشة وضعف التنظيم”.
كما يشدد الحسن على أنّ “الأجهزة الأمنية اللبنانية استطاعت في الفترة السابقة استئصال معظم الخلايا عبر العمليّات الاستباقيّة ما شلّ قدرة (داعش) على القيام بعمليات مركزيّة وبالتالي فإن هجوم طرابلس الأخير بحسب المعطيات المتوفرة غير مرتبطٍ بأجندة للتنظيم”.