الوضع الأمني في كركوك يتدهور ويوتِّر الشارع العراقي
كركوك – أميد توفيق – NPA
تعرضت مدينة كركوك العراقية، مساء الخميس، لسلسلة تفجيرات ومثلما هزت الانفجارات الشوارع وأمن المواطنين، دفعت السياسيين من طوائف مختلفة الى المطالبة باتخاذ إجراءات عاجلة وإيجاد حلول سياسية سريعة لما تعاني المدينة من فراغ أمني وانعدام الثقة بالمؤسسات الأمنية الموجودة لفرض الأمن في المدينة وأطرافها .
وقال مسؤول مركز كركوك للحركة الإسلامية الكردستانية، حسن الشيخاني في تصريح لـ”نورث برس” إن وضع كركوك الأمني في تدهور أكثر معلنا بالقول: ” الوضع لن يقف على ما كان عليه و ستكون هناك أزمة مستمرة في كركوك و المناطق المتنازع عليها وجميع المحافظات الساخنة السنية الثلاث”.
و أشار الشيخاني أنهم كأحزاب كردستانية حريصون على المطالبة بعودة البيشمركة و قوات الآسايش الى كركوك لإدارة الملف الأمني وبالتنسيق مع القوات العراقية الاتحادية الأخرى مضيفا: “إن الحل الأمثل للوضع الحالي في كركوك هو الرجوع الى ماقبل 2014 والتحرك بإدارة مشتركة بين حكومة الإقليم و قوات من الحكومة الاتحادية العراقية و تمثيل عادل لجميع المكونات في المؤسسات الحكومية في المدينة”.
وأرجع المسؤول العراقسي سبب التدهور الأخير في المناطق المتنازع عليها إلى “أن هناك ضغط كبير على عناصر داعش في سوريا، وبسب ذلك تتوجه هذه العناصر الى المناطق المتنازع عليها الفارغة أمنيا و التي لاتفصلها فاصلا بينها و بين كركوك كما كان موجودا من قبل في ظل وجود قوات البيشمركة”.
وفي آخر حصيلة لضحايا الانفجارات الست التي طالت مواطنين عزل في شوارع كركوك، قتل شخصان و أصيب /30/ شخصا آخر إضافة إلى الحاق أضرار مادية كبيرة بالسيارات والمباني.
و بدوره أعرب رئيس حزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود البارزاني في بيان له عن استيائه لما وصل إليه الوضع الأمني في كركوك ودعى الى “العمل المشترك بين قوات البيشمركة و المؤسسات الأمنية في الإقليم مع الحكومة المركزية” من أجل الحفاظ على أمن مكونات المدينة من التهديدات الإرهابية واسترجاع الوضع الأمني إلى سابق عهده.
وبعد الانفجارات، دعا رجل الدين الشيعي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، في تغريدة له على “تويتر” الحكومة العراقية الى التحرك لحلحلة تدهور الأوضاع الأمنية في كركوك، قائلا: ” فيا حكومة العراق إما أن تتصرفي أو دعونا نتصرف.. عسى أن ننفع ولا نضر”.
وأضاف أن “كركوك ضحية الفساد والصراع القومي “.
وبعد سقوط نظام صدام حسين، سيطرت القوات الكوردية التابعة لحزبي (الديمقرطي الكردستاني و الاتحاد الوطني الكردستاني) على مدينة كركوك حتى /16/ تشرين الأول/ اكتوبر 2017 حيث هاجمت القوات العراقية و فصائل من الحشد الشعبي المدينة لفرض السيطرة عليها و اضطرت القوات الكردية الى الانسحاب لخارج حدود المدينة.
ومن جهتها دعت كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني، في مجلس النواب العراقي التي تمثل المحافظة في مجلس النواب بست مقاعد نيابية من مجموع /12/ مقعدا نيابيا بعد انفجارات كركوك، الى استعجال وتحرك فوري لاستتباب الأمن عن طريق القوى القانونية التي كانت لها دور سابق في مكافحة الإرهاب و استقرار المنطقة من ضمنها قوات البيشمركة.
و في نفس السياق دعت الكتلة إلى وضع خطة محكمة و عاجلة بمشاركة قوات الأسايش و البيشمركة من أجل استقرار الأمن داخل كركوك وضواحيها.
ومن جانبه دعا المحافظ الأسبق لمحافظة نينوى أثيل النجيفي، الى التنسيق بين مكونات المدينة لإيجاد حل سريع، قائلا: ” كركوك في عين العاصفة وإذا لم يسارع العرب والأكراد والتركمان لإيجاد حل سريع يقدم فيه الجميع تنازلاتهم فإن مستقبل كركوك في خطر”.
وفي وقت متأخر من الليل، اصدر رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان البارزاني، بيانا أدان فيه انفجارات كركوك و صرح بأنها: “مؤشرات خطيرة على تنشيط الإرهاب من جديد”، كما دعا إلى “تنسيق و تعاون مشترك جدي بين المؤسسات المعنية التابعة للحكومة العراقية و مؤسسات الإقليم”.
وبسبب موقعها الجغرافي وثرائها الاقتصادي، ظلت كركوك منذ فترة مبكرة من تاريخ العراق الحديث منطقة نزاع و توتر بين بغداد وأربيل، واستمرت كذلك خلال الغزو الأمريكي للعراق عام /2003/.
يذكر أنه قد وضعت كركوك بموجب المادة /140/ من دستور العراق الذي أقر في 15 أكتوبر/تشرين الأول 2005 ضمن لمناطق المتنازع عليها بين السلطة الاتحادية في بغداد وإقليم كردستان، ولكن لم تطبق المادة لحد الأن.