تزامناً مع قمم مكة الثلاث.. إيران تقترح معاهدة إقليمية

الرياض ـ NPA
تكثف إيران تحركاتها الدبلوماسية على المحور الإقليمي، وعلى أجندتها مشروع أساسي هو الوصول إلى صيغة لإبرام اتفاقية عدم الاعتداء مع الدول المجاورة، إلا أنه من المستبعد أن تنجح طهران في ضمان تأييد كل دول الجوار الإقليمي.
واقترح وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، خلال زيارته إلى بغداد، الأسبوع الماضي، إبرام اتفاقية عدم الاعتداء مع الدول المجاورة.
وحول هذا المقترح، قال الناطق باسم الخارجية الايرانية، سيد عباس موسوي، في مؤتمر صحفي بطهران، اليوم الثلاثاء، إن “دول الخليج هي من أهم دول الجوار، وأن هذه الفكرة ليست جديدة، فمنذ فترة اقترح السيد ظريف إقامة مجمع للحوار الاقليمي”. 
وأضاف: “إيران لا ترغب بأن تكون المنطقة متوترة بل ترغب بإزالة التوتر، إن هذا المقترح طرح بحسن نية ونأمل من الأطراف الأخرى بأن تتعاطى معه بحسن نية أيضاً”، موضحاً أن هذ المقترح “موجه للدول التي تشعر – مخطئة- بتهديد يحدق بها من جانب إيران”.
وقام مسؤولون إيرانيون بجولة محادثات في دول المنطقة شملت كلاً من العراق وسلطنة عمان والكويت وقطر.
وخلال لقائه مع وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن، اليوم الثلاثاء في الدوحة، تطرق مساعد وزير الخارجية الإيراني، سيد عباس عراقجي، إلى مقترح المعاهدة الإقليمية، قائلاً إنه “يمكن من خلال آليات مثل مجمع الحوار الإقليمي في الخليج وتوقيع معاهدة عدم الاعتداء، تمهيد الطريق لبناء الثقة والتعامل البناء بين دول الجوار”. 
وأضاف عراقجي ، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، ان الأولوية بالنسبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية تكمن في الحوار مع بلدان المنطقة.
ومن المقرر أن تشارك إيران في اجتماع منظمة التعاون الإسلامي، في مكّة ، يوم الجمعة المقبل، وهو الاجتماع الذي تسبقه قمتان، الخليجية الطارئة والعربية الطارئة، لبحث أبرز الأزمات، وعلى رأسها التوتر مع إيران.
وتحاول إيران طرح فكرة الاتفاق الإقليمي خلال اجتماع التعاون الإسلامي، إلا أن ذلك مرهون بالتطورات التي ستشهدها القمتان الخليجية والعربية، وما إذا كانت لهجة البيانات ستكون هادئة أو تصعيدية.
وقد تنجح إيران في النهاية، في كسب عدد من الدول لدعم مقترحها باتفاق “عدم الاعتداء”، مثل سلطنة عمان وقطر والكويت، إلا أنه من الصعب تحول هذا الدعم إلى التوقيع على الاتفاق بين هذه الدول، بسبب وجود قوات وقواعد أمريكية فيها، غير أنه مجرد المحاولة يعزز وجود تيارين عربيين في منطقة الخليج، وهو ما تريد إيران ترسيخه عبر تأطيره في اتفاقيات إقليمية.