محلل سياسي يكشف الدوافع وراء زيارة "سهيل الحسن" للرقة السورية

نورث برس

 

اعتبر محلل سياسي روسي، أمس الخميس، أن زيارة قائد الفرقة (25) في قوات الحكومة السورية، سهيل الحسن، التي جرت مؤخراً إلى ريف مدينة الرقة، شمال شرقي سوريا، تأتي في سياق استباقي لأي تحرك من القوات التركية.

 

هدف الزيارة

 

وقال المحلل السياسي الروسي "دينيس كوركودينوف"، في حديث لـ"نورث برس"  أن زيارة قائد الفرقة (25) في قوات الحكومة السورية، سهيل الحسن، كان هدفها "اختبار الاستعداد القتالي لقواته، ومحاولة التفاوض مع القبائل المحلية لفتح المدينة بشكل كامل أمام القوات الحكومية، وبالتالي دفع قوات سوريا الديمقراطية بعيداً عنها"، وفق تعبيره.

 

وكانت وكالة أنباء "ANAA" الروسية، قد نشرت عبر قناتها في "تلغرام"، الاثنين، صوراً قالت إنها للقائد العسكري سهيل الحسن مع مقاتليه في بادية ريف الرقة الغربي، دون تحديد اسم المنطقة التي زارها.

 

وأشار "كوركودينوف"، إلى أن " قوات سوريا الديمقراطية ليست الجهة الوحيدة التي تقاتل من أجل الاستئثار بالرقة، بل هناك أيضاً قوات الحكومة السورية، القوات التركية، تنظيم (الدولة الإسلامية)، وكذلك روسيا".

 

ويعرف سهيل الحسن الملقب بـ"النمر" بتبعيته العسكرية لروسيا بشكل مباشر، وطالما رُبطت زياراته بمؤشرات على تحركات روسية.

 

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد أشار بعد المؤتمر الذي عقد بداية الشهر الجاري، مع تركيا وإيران، إلى أن "شمال شرقي سوريا يمثل أولوية في مكافحة الإرهاب الدولي".

 

توسيع منطقة الحرب

 

وقال المحلل السياسي، إنه في الحقيقة ووفقاً لنتائج مؤتمر روسيا وتركيا وإيران، الذي عُقد في الأول من الشهر الجاري، فإن "أنقرة تسعى لتوسيع منطقة الحرب من خلال إرسال قواتها إلى الرقة، والتي كانت تقاتل من أجلها سابقاً لإخراج المنافسين من هناك، الذين تأتي على رأسهم قوات سوريا الديمقراطية".

 

وأشار إلى أن "للمنطقة دور هام في التحضير لأي هجوم محتمل للقوات الحكومية السورية على مواقع المسلحين المدعومين من تركيا الواقعة بالقرب من كري سبي/ تل أبيض".

 

وأوضح أن نشاط الفصائل المسلحة التابعة لتركيا، في رأس العين وكري سبي/ تل أبيض، ومنها الجبهة الشامية، "يشكل عائقاً أمام تقدم القوات الحكومية في اتجاه شمال شرقي سوريا".

 

وقال "كوركودينوف"، إن "أعمال المدفعية التركية والفصائل التابعة لها، والتي استهدفت أربع مواقع للقوات الحكومية بالقرب من مدينة عين عيسى شمال الرقة خلال الشهر الجاري، تثير قلقاً كبيراً لدمشق".

 

واستهدفت فصائل المعارضة المسلحة التابعة لتركيا، في الخامس من الشهر الجاري، قرية "هوشان" غربي عين عيسى، إضافة لمواقع تتمركز فيها قوات الحكومة السورية بالمدينة. 

 

وأفادت مصادر محلية لـ"نورث برس" حينها، بأن "فصائل المعارضة المسلحة، تستهدف، قرى ريف تل أبيض الغربي، ومطعم صقر وقرية "هوشان" الواقعة /6/ كم غربي عين عيسى بقذائف المدفعية". 

 

وحول"الأهمية الاستراتيجية" للرقة، قال "كوركودينوف"، إن "هذه المنطقة غنية بالنفط. ولهذا تسعى دول عديدة، بما في ذلك روسيا، للسيطرة على هذا النفط، وهو أمر مهم للغاية في سياق الأزمة الاقتصادية العالمية"، بحسب المحلل السياسي الروسي.

 

"بؤرة توتر جديدة"

 

ونوه "كوركودينوف"، إلى أن هذا "يعني أن بؤرة توتر إقليمية جديدة تتشكل في شمال شرقي سوريا، إذا ما بدأت قوات سوريا الديمقراطية المقاومة، وشن الأتراك وقوات الحكومة السورية هجوماً فيما بينهما، فستصبح الرقة مركزاً جديداً للنزاع ومشكلة للمجتمع الدولي بأسره، تطغى على المشاكل المرتبطة بإدلب".

 

وأعرب الرؤساء الثلاثة، لروسيا وتركيا وإيران في قمة آستانا مؤخراً، "عن رفضهم للاستيلاء على النفط السوري بشكل غير مشروع وتسليم العائدات النفطية التي يجب أن تعود إلى الحكومة السورية، لأطراف أخرى".

 

وأوضح "كوركودينوف"، أنه ومع ذلك، "تؤدي الضربات التركية إلى خسائر مدنية كبيرة وتدمير البنية التحتية، ولا تنوي دمشق تحمل ذلك، على أساس أن الرقة لها أهمية استراتيجية، فهي تقع عند تقاطع طرق التجارة، بالإضافة إلى ذلك، لا تنوي قوات سوريا الديمقراطية بقيادة الجنرال مظلوم عبدي مغادرة الرقة".

 

اجتماع

 

وعقد مظلوم عبدي، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، بداية الشهر الجاري اجتماع عمل مع زعماء قبائل الرقة.

 

وقال عبدي، خلال استقباله لوفد من وجهاء العشائر العربية في الرقة، السبت، في مدينة الحسكة، إن "نشاط تنظيم (داعش) تكثف بعد الهجمات التركية على مدينتي سري كانيه وكري سبي/تل أبيض".

 

وأضاف "سنقوم قريباً بحملة أمنية على طول خط نهر الفرات بمناطق دير الزور لملاحقة الخلايا النائمة لتنظيم (داعش)، لإنهاء مخاطره كلياً وتبديد المخاوف لدى السكان المحليين".

 

ونسب المحلل الروسي إلى القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية قوله إن "تشكيلاً مسلحاً تابعاً له لا ينوي التخلي عن مواقعه في الرقة، وهو مستعد للدفاع عن أراضيه بالسلاح".