إدلب ـ نورث برس
أكد مصدر مقرب من "هيئة تحرير الشام"، أن سبب حملة الاعتقالات التي تشنها الهيئة والتي تطال قادة وعناصر في غرفة عمليات "فاثبتوا" التي تم تشكيلها حديثاً، يعود إلى ادعاء الهيئة أنهم خالفوا رأي الجماعة وشقوا الصف.
وشنت "هيئة تحرير الشام" اليومين الماضيين حملة اعتقالات، طالت كلاً من "أبو حسام البريطاني" الإداري في جماعة تنسيقية الجهاد المقاتلة، والذي ينشط في مجال العمل الإغاثي، في منطقة أطمة بريف إدلب، والقيادي السابق في الهيئة، "أبو مالك التلي"، بعد محاصرة منزله في بلدة سرمدا بريف إدلب الشمالي.
وأوضح المصدر الذي يتخذ اسماً وهمياً "أيمن الإدلبي" لأسباب أمنية لـ"نورث برس"، أن "غرفة عمليات (فاثبتوا)، كلهم كانوا مع الهيئة، لكن انشقوا عنها وشكلوا فصائل متعددة".
وأشار إلى أن سبب انشقاقهم "لأنهم يتبعون لتنظيم (القاعدة)، بينما الهيئة تقول إنها فكت ارتباطها بالقاعدة منذ 3سنوات".
وأضاف المصدر أنه "بعد فك الارتباط، القادة والعناصر الذين يصرون على الانتماء للقاعدة انشقوا، وشكلوا فصائل (حراس الدين وأنصار التوحيد، تنسيقيّة الجهاد، لواء المقاتلين الأنصار، وجماعة أنصار الإسلام) وفصائل أخرى انضوت تحت اسم غرفة عمليات (فاثبتوا)".
وأشار "الإدلبي" إلى أن "عدد عناصر فصائل الغرفة يبلغ نحو /4000/ يحملون جنسيات أردنية ومصرية وعراقية وتركية وسورية، ينتشرون بشكل مكثف في قرى ريف إدلب الشمالي".
وأضاف أن "لكل فصيل قائد، لكن من أبرزهم أبومالك التلي الذي تم اعتقاله يوم الاثنين من قبل (هيئة تحرير الشام) وهو زعيم حراس الدين، والسبب هو انشقاقه عن الهيئة وتشكيل غرفة عمليات (فاثبتوا)".
وأوضح أن "التلي كان شريك الجولاني متزعم (هيئة تحرير الشام) بإنشاء جبهة النصرة".
وأعلن أبو مالك التالي انشقاقه عن الجولاني في نيسان/ أبريل الماضي، وقبل أسبوع تقريباً تم الإعلان عن تشكيل غرفة عمليات "فاثبتوا"، التي كان اسمها "وحرض المؤمنين"، حيث يهدف القائمين على تلك الغرفة "إلى قتال القوات الحكومية وروسيا وإيران، ورفض كل الاتفاقيات الموقعة مع تركيا"، بحسب "الإدلبي".
بدوره قال الناشط الإعلامي "عبيدة أبو عمر" والمقيم في إحدى قرى إدلب لـ "نورث برس"، إن "هجوم تحرير الشام على غرفة عمليات (فاثبتوا) هدفه وضع حد لقيام الأخيرة بضم منشقين عن تحرير الشام وهذا يشكل خرقاً في العرف التنظيمي، إذ من الصعب على تنظيم خسارة عناصره لصالح تنظيم آخر".
وأضاف أن "غرفة عمليات (فاثبتوا) هي تجمعٌ للفصائل المتشددة في إدلب وهي سابقاً عصا بيد (تحرير الشام)، ولكن تنامي قوة حراس الدين جعلته يتمرد على الأم ويرفض الطاعة".
ومساء أمس الثلاثاء، شهدت مناطق إدلب اشتباكات واسعة بين "هيئة تحرير الشام" وفصيل "حراس الدين"، وأضافت مصادر خاصة لـ "نورث برس" أن الاشتباكات استمرت لساعات طويلة الأمر الذي أدى لقطع الطرقات وخلق حالة من التوتر الأمني في المنطقة.