نورث برس
ألقى مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية في ألمانيا، القبض على طبيب سوري في مدينة "هيس" وسط البلاد، بتهمة ارتكابه "جرائم ضد الإنسانية" أثناء عمله في المخابرات العسكرية لدى الحكومة السورية، بمدينة حمص، وتعذيبه لشخصين على الأقل، بحسب ما أعلنت السلطات الألمانية الاثنين.
وأصدر مكتب المدعي العام الاتحادي في ألمانيا مذكرة اعتقال بحق "علاء م." من المحكمة الاتحادية العليا، في 19 من حزيران الحالي، قبل أن يُقبض عليه في اليوم التالي، السبت، من قبل مسؤولي مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية في مدينة هيس.
ومثل المتهم "علاء م." أمام قاضي التحقيق في محكمة العدل الاتحادية العليا، والذي فتح أمر الاعتقال وأمر بتنفيذ الحبس الاحتياطي.
وورد في أمر توقيف الطبيب، أنه في نهاية نيسان 2011، بدأت قوات الحكومة السورية باستخدام "القوة الوحشية" لقمع جميع أشكال الحراك المناهض لسياستها، ولعبت المخابرات السورية حينها دورًا أساسيًا في ذلك، وكان الهدف وقف الحركة الاحتجاجية بمساعدة من المخابرات في أسرع وقت ممكن وتخويف السكان.
ولهذه الغاية، ألقي القبض على شخصيات معارضة واحتُجزوا وعُذبوا وقُتلوا في جميع أنحاء سوريا، بحسب بيان أمر التوقيف.
وعمل "علاء م." طبيبًا في سجن للمخابرات العسكرية في مدينة حمص عام 2011، في الفترة من 23 تشرين الأول إلى 16 تشرين الثاني 2011.
وفي تلك الفترة، تعرض أحد المعتقلين المحتجز لمشاركته في مظاهرة (يدعى محمود من مدينة حمص)، لجلسة تعذيب، ثم أصيب بنوبة صرع، وطلب أحد زملائه المعتقلين من أحد الحراس إبلاغ الطبيب، وبعد وصوله قام "علاء" بضرب المعتقل بأنبوب بلاستيكي، واستمر في ضربه وركله على رأسه، حتى فقد وعيه، ثم وضع عدة حراس المحتجز المصاب في بطانية ونقلوه بعيدًا حتى موته.
وأشار بيان أمر التوقيف إلى أن سبب موت المحتجز إلى الآن غير واضح.
وتشتبه النيابة العامة الألمانية بأن الطبيب قد صب الكحول على الأعضاء التناسلية لمعتقل آخر ثم أشعل النار فيه، بحسب شهادة طبيبين سابقين في المشفى العسكري.
ودخل "علاء م." ألمانيا عام 2015، ووفقاً للمدعي العام الاتحادي، فقد زاول مهنته كطبيب، قبل أن يتم القبض عليه.