تحويل مخلفات الحرب إلى مكتبة في مخيم مهجري عفرين شمالي حلب

حلب – دجلة خليل – NPA
على مساحة لا تتجاوز /100/ متر من أرض مخيم "سردم" لمهجري عفرين، في ريف حلب الشمالي، أقام اتحاد مثقفي عفرين مكتبة مكونة من حاوية لمخلفات الحرب بطول /6/ أمتار وعرض/2/ متر، وحديقة صغيرة، ليتسنى للمهجرين مطالعة الكتب واستعارتها.
تحت الانقاض
طرحت فكرة المكتبة من قبل اتحاد مثقفي عفرين، فبادر أعضاء الاتحاد إلى جمع الكتب من قرى ريف حلب الشمالي، من تل رفعت حتى تل قراح، بمشاركة المهجرين بشكل تطوعي لمساعدة أعضاء الاتحاد في عملية انتشال الكتب من تحت الأنقاض والبيوت.
افتتحت المكتبة بحوالي/700/ كتاب في الثالث والعشرين من شهر آذار/مارس من العام الماضي، ليصل عدد الكتب إلى/3/ آلاف كتاب في مختلف المجالات، ورتبت بحسب موضوعها إلى أقسام متعددة، منها الدراسات الأدبية والحقوق وروايات وجغرافيا والفيزياء وكتب وقصص للأطفال بالإضافة إلى المجلات.
أفيستا إبراهيم الرئيسة المشاركة لاتحاد مثقفي عفرين أوضحت لـ"نورث برس" أن الهدف من المكتبة هو الحفاظ على الكتب "كي لا تندثر تحت الأنقاض أو تستعمل لإشعال النيران" مضيفة، "إحدى أهم أهدافنا من افتتاح المكتبة؛ لنعرّف الجميع بأننا شعب قادر على صناعة حضارته رغم كل الظروف التي تحيط بنا".
وأوضحت إبراهيم "أننا نهدف أيضاً لإعادة أواصر العلاقة بين الكتاب والإنسان"، لافتةً إلى أن وسائل تواصل الاجتماعي والإنترنت والكتب الإلكترونية لا تعوض عن ملمس الكتاب و"الاستمتاع بأوراقه ورائحته".
وأصبحت المكتبة حلقة لتجمع القراء والمثقفين وحتى الأطفال مع بعضهم، يلتفون حول  المكتبة على شكل حلقات وتجمعات؛ فبعضهم  يجلسون على حجارة بشكل دائري ليتبادلوا النقاشات والأحاديث عن الكتب والثقافة والسياسة وآخرون يطالعون الكتب بشكل فردي في ظلال حديقة المكتبة.
احتضان المواهب
لم يقتصر دور المكتبة على مطالعة واستعارة الكتب، تضيف أفيستا إبراهيم، والتي تطالب المطالعين بعد الانتهاء من الكتاب "كتابة ملخص صغير عنه وتحليلاته، ومن خلال تحيلات القراء وملخصاتهم التي يزودوننا بها توصلنا إلى ضرورة إعطاء دورة في الدراسات؛ لنصقل قدراتهم التحليلية والمعرفية".
وأضافت الرئيسة المشاركة أن المكتبة تقيم أيضاً حفلات لتوقيع الكتب من نتاج أقلام مثقفي وكتَّاب أبناء عفرين، "كما إننا أجرينا مسابقة أدبية للقراء الشباب من قصص قصيرة وشعر ومسرح؛ لتشجيع المواهب على مواظبة الكتابة."
الكاتب الصغير
خليل موسى طفل في الرابعة عشر من عمره هُجِّر من عفرين مع أهله، ملتزم بزيارة المكتبة بشكل يومي، ألَّف كتابا بعنوان "حقيقة عفرين"، يستعرض فيه حياته في عفرين وحياته في منطقة النزوح كنوع من المقارنة، ويسرد فيه مجريات الحرب التي عاشها في مدينته عفرين، من بداية هجوم الدولة التركية والفصائل الموالية له حتى الثامن عشر آذار/مارس من العام المنصرم.
خليل موسى، وقَّع كتابه الأول في حفل خاص أقيم في الثاني والعشرين من أيلول/سبتمبر الماضي مع مجموعة من كتاب عفرين.
وحول مضمون كتابه أوضح خليل موسى لـ"نورث برس"، "سأكتب التاريخ الذي كنتُ شاهداً على مجرياته بخط يدي، كيلا يتعرض التاريخ للتحريف، وتزوير حقيقة ما تعرضت له مدينتي".
والجدير بالذكر بأن إدارة اتحاد مثقفي عفرين بصدد إعداد مجموعة كتب من نتاجات أقلام النازحين من مدينة عفرين، وسيعلن عن موعد توقيعها لاحقاً.