دمشق – أحمد كنعان – NPA
بصالة شبه فارغة، يستمر عرض مسرحية "ثلاث حكايا"، من إخراج الفنان أيمن زيدان، إذ انطلق العرض في الـ /30/ من حزيران / يونيو الماضي على خشبة مسرح الحمراء بدمشق.
يتكون العرض من ثلاث حكايا منفصلة، تتناول كل حكاية عائلة بسيطة، الأولى تشرح معاناة عامل بسيط مع ألم أسنانه وتعرضه للإهمال من قبل الجميع، والثانية تحكي قصة موظف يقوده الفقر للتورط في قضية فساد، أما الثالثة تحكي قصة رجل يقبل تحت ضغط الفقر أن يعمل بديلاً عن كلب حراسة.
العرض مستمر
هذا العرض المسرحي "ثلاث حكايا" مأخوذ عن نص "قصص تروى" للكاتب الأرجنتيني الراحل اوزوالد دراكون، قام بإعداده محمود الجعفوري وأيمن زيدان، ومثّل شخصياته قصي قدسية ومازن عباس وخوشناف ظاظا ولمى بدور وحازم أيمن زيدان.
مدرسة بريخت
راهن المخرج أيمن زيدان على كسر الإيهام، في محاولة لإلغاء حالة الفصل بين العرض الفني والجمهور، واستبدال حالة التماهي بالشعور، بحالة من التفكير النقدي، بحيث تدفع المشاهدين لرؤية أنفسهم كفاعلين وليس كمستقبلين فقط.
ويستند زيدان إلى المدرسة التي أسسها الألماني برتولد بريخت, فيبدأ العرض بأن يعرّف الممثلون عن أنفسهم (نحن ممثلون)، وهي طريقة طالما استخدمها الفنان المسرحي الشهير زيناتي قدسية في عروضه.
كما راهن المخرج على التشابه الكبير بين روح كتابة "دراكون" التي تلتقط المأساة، وما يعيشه السوريون في الآونة الأخيرة، وراهن كذلك على روح الكوميديا السوداء، وعلى أداء قصي قدسية "المدهش"، و"براعة" مازن عباس و"الاستثناء" بأداء خوشناف ظاظا.
رهانات خاسرة
هذه الرهانات كلها بدت خاسرة، فقد غادر البعض الصالة أثناء العرض الذي بدا بارداً وبعيداً جداً، وقد يكون السبب في ذلك برأي الناقد تمام بركات الذي قال لـ"نورث برس" أن "عموم ما قاله العرض، جاء مكرراً ومستهلكاً جداً أو جاء بما يمكن تسميته بـ (الكليشة)، فأغلب ما جاء فيه يعرفه الجمهور المحلي جيداً، إنه يحياه ويتنفسه."
وأضاف متسائلاً "لماذا على الجمهور أن يشاهد على خشبة المسرح، ما يعيش على إيقاعه منذ سنين طويلة وفي ظروف قاهرة كتلك التي تنتج عن الحروب؟
لمسات الراحل الساجر
جيل الرواد من متابعي المسرح السوري يتذكر أنّ عراب المسرح السوري الراحل فواز الساجر، كان تصدى لإخراج هذا النص في العام 1980، وما زالوا يتحدثون عنه بإعجاب كبير.
فالمهندس همام حدة والذي كان صديقاً مقرباً من الساجر أفصح لـ "نورث برس" عن تمنياته بـ"المحافظة على صورة العرض في مخيلتي كما قدمها الساجر"، مضيفاً أن "العرض الذي يقدم اليوم على مسرح الحمراء فيه لمسات كثيرة من عرض (رحلة حنظلة) وهو أيضا للراحل الساجر".
المسرحية تعرض بحضور خجول، مساءاً، وبشكل يومي على خشبة مسرح الحمراء بدمشق، التي تعد أشهر خشبة مسرح في سوريا، واحتضنت مئات العروض المسرحية في وقت سابق.