استمرار فعاليات معرض الكتاب في كوباني وسط انتقادات لقلة العناوين القادمة من عفرين
كوباني- فتاح عيسى-جهاد نبو/ NPA
تستمر فعاليات معرض الكتاب الذي أقامته هيئة الثقافة بإقليم الفرات(تقسيم إداري يضم تل أبيض/كري سبي وعين عيسى وكوباني/عين العرب) في مدينة كوباني/عين العرب شمالي البلاد، لليوم الثاني، وتختتم فعالياته مساء اليوم.
ويعد المعرض الذي حمل شعار “باقتناء الكتاب نرتقي نحو فكر حر”، الأول من نوعه في كوباني، حيث أقيم في صالة الفرات غرب المدينة، بمشاركة /8/ أجنحة تابعة لمكتبات ومؤسسات ودور نشر من منبج وإقليمي الجزيرة والفرات.
وتضمن المعرض نحو أربعة آلاف كتاب، من مختلف المجالات الثقافية، وشهد حسومات على شراء بعض الكتب وصلت إلى /25/ بالمئة.
وتخلل المعرض محاضرتان ثقافيتان، للكاتب حسين محمد علي وشادي اسماعيل.
وعن أهمية هكذا معارض وأثرها على المجتمع استشهد الكاتب حسين محمد علي، بمقولة للكاتب الأمريكي همنغواي “لولا قراءة الكتب كنت متُّ قبل الأوان”، مضيفاً أن الاقتصاد والبناء والأسواق لا يمكن أن تكون بديلة عن الكتاب.
إعادة الوعي
وأوضح محمد علي أن مهمة الكتاب وأهميته هي إعادة الوعي، مشيراً إلى تراجع مستوى قراءة الكتب خلال الأزمة السورية التي أدت إلى الهجرة و”تفكك المجتمع وظروف أخرى ساهمت بالعزوف عن القراءة”.
وأكد علي، أن المعرض هو خطوة حاسمة يجب أن تتبعها خطوات أخرى.
من جهته عبر الشاعر الكردي أحمد الحسيني القادم من مدينة قامشلو/القامشلي، أن المعرض يعتبر شيئاً مميزاً في إطار اللغة والثقافة الكردية، كونه أول معرض يقام في كوباني، مشيراً إلى أن اللغة الكردية بحاجة إلى المزيد من هذه النشاطات لتعميق وتفعيل حركة القراءة باللغة الكردية.
وأوضح الحسيني أن جناح اتحاد مثقفي روج آفا كردستان(اتحاد يضم مثقفين كرد من سوريا)، في المعرض يضم /20/ عنوانا باللغة الكردية، تتضمن كتب تاريخية وأبحاث وكتب أدبية متنوعة وترجمات، إضافة إلى مجلة المؤسسة، مشيراً إلى أن الهدف الأساسي من حضورهم تعويد وتعليم الناس على القراءة باللغة الكردية بالدرجة الأولى، وأن قراءة عنوان باللغة الكردية والتعود على الأحرف الكردية اللاتينية هو كافي في هذه المرحلة.
وأضاف الشاعر الكردي أنه يأمل أن يجد الباحثون عن الكتب والمهتمين بالقراءة طلباتهم في هذا المعرض، لأن الكتب تعتبر جزءاً من بناء الإنسان.
تأثير التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي
بدورها أكدت نسرين كنعان( 26 عام) المهتمة بقراءة الكتب، أن افتتاح معرض الكتاب في مدينتهم كوباني أدخل الفرحة لقلوبهم، لأن مدينتهم تعرضت للدمار في كافة النواحي، الأمر الذي أدى إلى ابتعاد المجتمع عن الاهتمام بقراءة الكتاب.
وأضافت كنعان أن قراءة الكتب، تساهم في إعادة ربط الفرد بمجتمعه والتعرف على ثقافات أخرى، مشيرة إلى أن التطور التكنولوجي ساهم سلباً على المجتمع وخاصة الشباب الذين يهتمون بمواقع التواصل الاجتماعي، ويقضون ساعات فيه، بينما يعزفون عن قراءة كتاب.
وتأمل كنعان أن تساهم مثل هذه المعارض في إعادة الاهتمام لدى الشباب بقراءة الكتب، لأنها تساهم في زيادة وعيهم وتعرفهم على ثقافات أخرى.
غياب نتاج عفرين الثقافي عن المعرض
إلى ذلك انتقد الكاتب محمود جقماقي (من عفرين) غياب النتاج الثقافي والفكري لمدينة عفرين عن المعرض، في ظل استهداف مدينة عفرين بوصفها حالة ثقافية فريدة في الشمال السوري، مشيراً إلى أن عنوانين اثنين فقط من نتاج منطقة عفرين وصلت إلى المعرض، رغم وجود عشرات العناوين الثقافية والفكرية والتاريخية والدراسات من نتاج منطقة عفرين.
وأوضح جقماقي أن سوء التنسيق والإدارة، من قبل الفعاليات والمؤسسات المعنية بالشأن الثقافي، هو السبب في عدم وصول هذه العناوين إلى المعرض الذي يقام في كوباني.
وأشار جقماقي إلى أن أي خطوة تساهم في تعزيز ثقافة القراءة هي خطوة مباركة ومحل تقدير للقائمين عليها، متمنياً تلافي هذه الأخطاء في المستقبل.
يذكر أن هيئة الثقافة في إقليم الفرات جهزت جناحاً رمزياً خاصاً بمدينة عفرين التي تعرضت لدخول القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة وسيطرتها عليها في آذار/مارس 2018 .