تحديات تواجه الواقع الثقافي السوري في لبنان

بيروت – ليال خروبي – NPA
اجتمعت شخصيات ثقافية سورية ولبنانية الثلاثاء الماضي، حول طاولة نقاش للبحثِ في الواقع الثقافي السوري الآني في لبنان. 
فقد تم تنظيم الجلسة في “معهد عصام فارس” بالتعاون مع معهد “الأصفري” في الجامعة الأمريكية، لمناقشة التحولات التي شهدها الحقل الثقافي السوري في لبنان.
وناقشت الجلسة الحوارية التحديات التي طرأت على الواقع الثقافي السوري خصوصاً بعد الأزمة السورية، حيثُ شكّل العام 2011 نقطة محوريّة تغيرت على إثرها ملامح الثقافة السورية لتصبح أمام تحديات وصفها  الشخصيات الحاضرة بـ”الصعبة”.
وهاجرتْ شريحةٌ ثقافيةٌ سورية  كبيرة إلى أوروبا مع بداية الأزمة السورية مخلّفةً مقاعدها لأجيال أصغرَ منها سناً، وأثرت بشكل سلبي على الواقع الثقافي، حيث ناقشت الجلسة الفراغ الذي خلفتها هجرة العقول في الميدان الثقافي ككل. 
وتطرق المشاركون إلى البيئة القانونية في لبنان التي تشدد قيودها على تنقلات السوريين وإجراءات دخولهم وخروجهم وإقامتهم، التي تؤثر سلباً على الواقع الثقافي السوري. 
وفي معرضِ استعراضهم للقيودِ القانونية استحضر عبدالله الكفري مدير مؤسسة “اتجاهات” حادثة نقلِ جثمانِ موسيقي سوري توفي في لبنان الشهر الماضي، حيث دفعوا مبلغ /30/  ألف دولار أمريكي لإخراج الجثمان من المشفى وعند الحدود مع سوريا فوجئوا بالأمن اللبناني يطالبهم بمبلغ /200/ دولار كغرامةٍ استحقّت عليه ولم يسددها عندما كان على قيد الحياة، قائلا: “الجريمة عادةً تسقطُ عن المتوفّي فكيف بالغرامة”.
وأشار المشاركون إلى أن غياب الدعم الحكومي والرعاية والفضاءات الثقافية التي أثرت على الأرضية الثقافية اللبنانية وتسببت لها بـ”تصدع واضح”، في الوقت الذي تتشابك فيه هذه الأرضية بـ”العمق” مع المرحلة الأساسية الآنية للفعالية السورية.
ودللوا على تلك المرحلة بمداخلة الشاعر اللبناني يوسف بزي الذي استهلها بمطلع قصيدة للشاعر السوري محمد الماغوط “مقهى في بيروت”، مستعرضاً كيف أن الغرباء كتبوا سيرة بيروت وذاكرتها وثقافتها.