كوباني – فتاح عيسى/ جهاد نبو – NPA
معمل الرخام, أحجار الرخام ذات النقوش المختلفة, أحجار طبيعية بأشكال متنوعة, ولّد نحاتاً من رحم عامودا (شمالي سوريا), ليبدأ بتحويل أحجار مدينته إلى تماثيل ولوحات حجرية تجسد آلام مجتمعه ووطنه، فــ”النحت أداتي البديلة للحديث, فهي تعبر عن مشاعري وأحاسيسي” حسبما يقول ريشان يوسف.
معمل الرخام العائد ملكيته لعائلته, كانت النقطة الأولى لأعماله النحتية, ليصنع “ريشان يوسف” تماثيل ولوحات حجرية وأي طلبات أخرى لأعمال فنية مادتها الحجر.
نحات من رحم عامودا
ولد ريشان يوسف في مدينة عامودا سنة 1988، بدأ برسم اللوحات التشكيلية منذ الثانية عشر عاماً من عمره, فكان يهوى الرسم والنحت منذ صغره, حيث أن وجوده في معمل الرخام كان الأثر الأكبر في نمو موهبته كنحات.
يقول يوسف: “كان عمري /14/ عاماً, حينما نحت أول تمثال وكانت فكرتي عن ثورة كردية” مشيراً إلى أن “الحس القومي لدى الكرد يظهر في مرحلة الوعي”.
وكان ريشان يوسف من مكتومي القيد في الجزيرة السورية، ولكنه لم يحصل على الجنسية السورية في وطنه سوريا، بعد أن أصدر الرئيس السوري، بشار الأسد، قرار منح الجنسية في 2011 بعد بدء الأزمة.
درس يوسف حتى المرحلة الثانوية، إلا أن رغبته في متابعة تعليمه العالي في كلية الفنون الجميلة بدمشق جوبهت بعدة عوائق وخاصة أنه كان محروم من الجنسية السورية، ورغم ذلك اجتهد وعمل على تطوير نفسه من خلال قراءة الكتب المتعلقة بفلسفة الفن وتاريخه، وكتب علم الجمال، والإطلاع على الأعمال الفنية العالمية.
مشاركته في ملتقى الفن التشكيلي
يشارك يوسف في ورشة عمل “سامبوزيوم” التي أقيمت ضمن فعاليات “ملتقى الفن التشكيلي الثاني” لمدة ستة أيام في مدينة كوباني/عين العرب، ما بين 16-10 أيار/مايو الجاري، بمشاركة /26/ فناناً من عدة مدن سورية.
وكانت له مشاركات سابقة في عدة معارض جماعية في مدن عامودا والقامشلي والدرباسية إضافة إلى معرض في مدينة ديار بكر بتركيا 2015، والذي شارك فيه مجموعة من الفنانين الكرد من دول عديدة بالعالم
لوحته الحجرية
وعن مشاركته في الملتقى، قال يوسف “أنا سعيد بمشاركتي ووجودي في مدينة كوباني التي شهدت أساطير وملاحم المقاومة، وبما أن فكرة وموضوع الورشة والملتقى كانت عفرين، فأردت أن أظهر آلامنا وآلام شعبنا لما حدث في عفرين، من خلال لوحة حجرية من نوع ريليف”.
وتبلغ طول لوحته متراً واحداً وعرض /70/ سم وسماكة15// سم، وهي عبارة عن نحت لحبة زيتون وأوراقها على الحجر، وداخل لب الزيتون نحت لطفل رضيع معلق بحبل الحياة “الحبل السري” إلى حبة الزيتون، وكأن حياة الطفل معلقة بحبة الزيتون.
ويقول يوسف عن لوحته قائلاً: “أردت إيصال فكرتي عبر هذه اللوحة، بأنه لطالما هناك زيتون في عفرين فإن الكرد باقون وموجودون.”
ستة أيام قضاها ريشان يوسف في نحت حبة الزيتون على لوحة حجرية “ليعرف العالم أن صوت المطرقة والإزميل التي أنحت بها بها لوحتي ستكون أعلى من صوت القنابل والحروب”.