منذ عشر سنوات.. سكان بريف كوباني يطالبون بنقل مكب النفايات

فتاح عيسى – كوباني

مع قدوم فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تتفاقم معاناة سكان القرى الواقعة شرقي مدينة كوباني في شمالي سوريا، بسبب الروائح الكريهة وتكاثر الذباب والبعوض الناتجة عن مكب النفايات الواقع جنوب قرية تليجب (تل حاجب)، والذي يعد المكب الرئيسي للنفايات لمدينة كوباني ومحيطها الشرقي.

ويقع المكب على بعد أقل من كيلومترين من قرية تليجب ويؤثر مباشرة على عدد من القرى المجاورة منها “شيران، خراب كورت، جيلك، خربال، خراب حيل، وقره مزره”، وعلى الرغم من الشكاوى المتكررة على مدى سنوات، لا تزال المشكلة دون حل جذري.

معاناة مستمرة منذ سنوات

يقول مصطفى حمو (54 عاماً) وهو من سكان ناحية شيران، لنورث برس، إن مكب النفايات يتسبب بتكاثر البعوض ما يؤدي لانتشار الأمراض والأوبئة مثل حبة السنة (اللاشمانيا) وانتشار الروائح الكريهة، وأن أغلب الأمراض التي تصيب سكان هذه القرى سببه هذه النفايات.

ويضيف حمو أن نحو ثلاثة آلاف منزل في ناحية شيران يسكنها نحو عشرة آلاف نسمة، لا يستطيعون تناول طعامهم بأريحية بسبب مكب النفايات.

ويشير إلى أن معاناة السكان تزداد خلال فصلي الربيع والصيف، حيث تنتشر الروائح الكريهة، والأمراض الجلدية، كما أن سكان هذه القرى يلغون رحلاتهم إلى مزارعهم وأراضيهم خلال فصل الربيع بسبب مكب النفايات الموجود على التلة التي تطل على القرية ما يؤدي لانتشار الذباب بكثرة في المنطقة.

ويبين “حمو” أن معاناتهم ومعاناة القرى المجاورة لهم، مستمرة منذ أكثر من عشر سنوات من هذه المشكلة، مطالباً بنقل مكب النفايات من مكانه الحالي، ومشيراً إلى أنهم قدموا شكاوى في البلدية ومجلس الناحية دون جدوى.

ويذكر أن رش المبيدات في المكب من أجل تقليل انتشار الذباب والبعوض، دون المستوى المطلوب، الأمر الذي يتسبب بانتشار أمراض وأوبئة مثل “اللاشمانيا” جراء هذه النفايات.

انتشار الأمراض الجلدية

يقول مصطفى خليل (32 عاماً) وهو من سكان قرية تليجب/ تل حاجب، إن مكب النفايات يتسبب بانتشار الذباب والبعوض، وخاصة في فصل الصيف، مشيراً إلى أن الأمراض الجلدية تنتشر بشكل كبير وخاصة عند الأطفال بسبب مكب النفايات.

ويضيف أنه عندما تهب نسمة هواء تصلهم الروائح الكريهة، وينتشر الذباب بكثرة، وأن تلك المعاناة توجد لدى سكان قريتهم إضافة إلى نحو ثمانية قرى أخرى تقع على مقربة من مكب النفايات.

ويطالب “خليل” بنقل مكب النفايات إلى مكان آخر بعيداً عن السكان، لأن السكان كباراً وصغاراً يعانون من انتشار الذباب والبعوض، ووصول الأوساخ والدخان إلى قراهم مع الهواء، وانتشار الأمراض.

ويشير إلى أن معاناة السكان تزداد بدءاً من الشهر الخامس (أيار/ مايو) وحتى الشهر العاشر، مبيناً أن رش المبيدات على المكب شبه معدوم، وأن سيارات نقل القمامة تكب النفايات بشكل عشوائي.

ويضيف “خليل” أن هناك وعود كثيرة بنقل المكب إلى مكان آخر دون تنفيذ تلك الوعود حتى الآن.                

وعود بنقل المكب ولكن

من جهته يقول إبراهيم محمد وهو نائب الرئاسة المشتركة لبلدية شيران (بلدية قرى الريف الشرقي)، إن هناك شكاوى من قبل سكان نحو ثمانية قرى وصلتهم فيما يتعلق بمشكلة مكب النفايات.

ويضيف أن الحق مع سكان هذه القرى، لأن مكب النفايات يتسبب بأمراض خلال فصل الصيف، ويتسبب بانتشار الذباب والدخان والروائح في ثمانية قرى قريبة من المكب.

ويشير إلى أنهم أوصلوا تلك الشكاوى لإدارة مقاطعة الفرات، التي قررت نقل المكب إلى قرب قرية “بير رش” حيث تم بدأ العمل لفتح الطريق إلى مكان المكب الجديد، ولكن المعارك في سد تشرين تسببت بتأخر وتوقف العمل فيه.

وتقع قرية “بير رش” نحو 30 كم جنوب كوباني، وتم تحديد موقع للمكب في وادي يقع بين عدة تلال بعد موافقة سكان القرية بحسب مسؤول البلدية.

ويبين نائب رئيس بلدية شيران أن الأعمال استؤنفت مؤخراً بعد اجتماع مع الجهات المعنية، حيث تم الاتفاق على تجهيز المعدات اللازمة لإكمال الطريق إلى الموقع الجديد الذي تم اختياره بعناية في وادٍ تحيط به تلال، وبموافقة سكان القرية.

ويضيف: “نحن نحتاج إلى آليات ثقيلة لفتح الطريق بسبب التضاريس الصخرية، وقد يستغرق الأمر من شهر إلى ثلاثة أشهر”، بحسب محمد.

ويقول المسؤول الخدمي إنهم  يواصلون رش المبيدات في المكب الحالي إلى حين اكتمال العمل على الموقع الجديد، مشيراً إلى أن نقل المكب يتطلب ميزانية ووقتاً، لكنه شدد على أن السكان سيشهدون تحسناً في حال تم تنفيذ المشروع في المدة المحددة.

وفي ظل تفاقم الأزمة البيئية والصحية التي يعيشها سكان القرى الشرقية لكوباني، يبرز مطلب نقل مكب النفايات كضرورة ملحة، لا كخيار قابل للتأجيل.

وبين وعود الجهات المعنية ومحاولات التخفيف من الأضرار بالحلول المؤقتة، تبقى صحة آلاف السكان، خاصة الأطفال وكبار السن، عُرضة للخطر، ومع دخول فصل الصيف واشتداد المعاناة، يأمل الأهالي أن تُترجم الوعود إلى أفعال ملموسة، تُنهي سنوات من المعاناة وتعيد إليهم حقهم في بيئة نظيفة وحياة كريمة.

تحرير: خلف معو