مركز حقوقي: تركيا تستغل انشغال العالم بأزمة "كورونا" لإحداث تغيير ديمغرافي بتل أبيض

 

نورث برس

 

بدأت تركيا العمل على المرحلة الثانية ضمن مخطط التغيير الديمغرافي الذي تنفذه في شمال سوريا، وبالتحديد في منطقة تل أبيض، ويأتي هذا في ظل انشغال العالم بأزمة فيروس "كورونا".

 

ونقل مركز "توثيق الانتهاكات في شمال سوريا"، عن ثلاث مصادر محلية، أن تركيا بدأت منذ ساعات صباح، اليوم الأربعاء بنقل عائلات المسلحين التابعين لها ضمن "الفيلق الأول" في "الجيش الوطني السوري" لتوطينهم في منطقة تل أبيض.

 

وذكر المركز أن /18/ باصاً تحرك ضمن هذه المرحلة يحمل عوائل المسلحين من معبر "حوار كلس" العسكري إلى معبر "أقجه قلعة" تمهيداً للعبور إلى مدينة تل أبيض.

 

وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد أعلن في التاسع من شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أن بلاده بدأت العمل على إسكان مليون شخص في مدينتي تل أبيض ورأس العين، وذلك في حديثه أمام وزراء الشؤون الاجتماعية بمنظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول.

 

 وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أكد في الـ/21/ من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، نقلاً عن مصادر أنه 

 

نُقل عدد من سكان الشمال السوري إلى مدينة تل أبيض الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل التابعة لها. 

 

وأضافت المصادر للمرصد أن القوات التركية تنفذ عمليات نقل المواطنين ممن يرغبون بالانتقال إلى تل أبيض، حيث تنطلق سيارات مرافقة يوميا في الصباح وفي المساء بعد تسجيل أسماء الراغبين في الانتقال، ليتم نقلهم من جرابلس إلى الحدود مع تركيا ثم إلى تل أبيض بصحبة ممتلكاتهم وأغراضهم.

 

حصيلة ضحايا الألغام

وفي سياق منفصل، قال "مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا"، في حصيلة نشرها على موقعه أمس الثلاثاء، إن تسعة مدنيين فقدوا حياتهم  في قرى مدينتي كوباني وتل أبيض خلال شهر آذار/ مارس الماضي، بسبب الألغام التي زرعتها القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة التابعة لها.

وأوضح مركز التوثيق، أنه من بين حصيلة المدنيين الذين فقدوا حياتهم، /4/ أطفال، وأن الألغام "التركية" أدت لإصابة /14/ شخصاً بجروح منها /4/ حالات أدت لقطع أطراف وإعاقات دائمة.

 

وقال إن الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا، كثّفت عملية زرع الألغام في محيط الطريق الدولي (M 4) والقرى القريبة والمتداخلة في المنطقتين.

 

وأضاف أن الأراضي التي زرعت فيها الألغام قريبة من المناطق السكنية، والطرقات حيث أسفر انفجارها عن إصابة عدد كبير من المدنيين، بحسب مركز التوثيق.

 

وفي الـ/25/ من آذار/ مارس الفائت، نشرت "نورث برس"، عن فقدان طفل لحياته وإصابة اثنين آخرين بجروح بليغة نتيجة انفجار لغم زرعته فصائل المعارضة المسلحة في قرية "الزيتونة" التابعة لمدينة تل أبيض شمال الرقة.

 

وسيطرت القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة على مدينتي رأس العين/ سري كانيه وتل أبيض/ كري سبي، بعد عملية عسكرية شنتها ضد شمال شرقي سوريا في تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي، وتسببت بنزوح أكثر من /300/ ألف مدني إلى مخيمات في مدينتي الحسكة وديريك ومخيمات في إقليم كردستان العراق، بحسب إحصائيات للأمم المتحدة.