ريف حلب.. موسم زراعي خاسر ومطالبات بتفعيل صندوق الجفاف والكوارث

نور الدين عمر – حلب

يشكو مزارعون بريف حلب الشرقي هذا العام من موسم زراعي خاسر نتيجة قلة الأمطار وتأخير ضخ المياه عبر السواقي للأراضي الزراعية، مما تسبب بقلة الإنتاج للمحاصيل هذا العام بنسبة تقارب نصف الموسم الفائت.

تضمين لتخفيف الخسائر

يقول طارق عثمان (55عاماً) وهو من سكان منطقة تل بلاط في ريف حلب الشرقي، لنورث برس، إن سبب تضرر زراعة القمح هذا العام يعود لعاملين أساسيين: الأول تأخر تغذية الأراضي عبر مشروع الري الواقع بمنطقة مسكنة.

ويضيف أن العامل الآخر يعود لاحتباس الأمطار وعدم هطولها بالتوقيت المناسب خلال مراحل النمو مما أدى لعدم نمو القمح بشكل جيد وعدم وصوله لمرحلة تشكل السنابل وامتلاء الحبة.

وأدت المتغيرات المناخية والجفاف وظروف الإنتاج المتعثرة في هذا العام وغياب الدعم والمحروقات إلى تراجع كبير في الغلة لمحصول القمح والشعير لدى المزارعين في مدينة حلب بشكل ملحوظ مما يثير مخاوف المزارعين من فشل الموسم.

ويشير “عثمان” لنورث برس، إلى أن العام الفائت كان إنتاج موسم القمح أفضل إذ عوضت الأمطار عن قلة مياه الري عبر قناة الري، لافتاً أن هنالك الكثير من الأراضي الزراعية قد خسرت موسمها بشكل كامل في هذا العام مما دفع المزارعين إلى تضمين أراضيهم المزروعة بالقمح لمربي المواشي لتخفيف خسائرهم.

بينما لا يتوقع المزارع الخمسيني تعويض ما خسره هذا العام من مصاريف شراء البذار والأسمدة وفلاحة الأرض واليد العاملة، مبيناً أن تكاليف زراعته لـ 43 هكتاراً بلغت تسعة ملايين ليرة سورية لكل هكتار.

ويطالب مزارعون الحكومة الانتقالية بتقديم الدعم من خلال تفعيل صندوق الجفاف والكوارث وتنشيط العملية الإنتاجية لتأمين الاكتفاء الذاتي للبلاد من الإنتاج الزراعي ووقف تراجع الزراعة في الأرياف.

تأخير ترميم الساقية في المسكنة

يقول إبراهيم قاسم (60 عاماً)، أحد المزارعين المتضررين وهو من سكان منطقة تل عرن بريف حلب، لنورث برس، إنه قام بزراعة 14 هكتار من القمح مثل كل عام ولكن مع تأخر ترميم قناة الري التي يستقدم منها مياه الري، ما تسبب بحرق المحصول بشكل شبه كامل، على حد وصفه.

ويضيف أن هطول الأمطار لم تتجاوز 2 مليمتر، مشيراً إلى أنه لن يتمكن هذا العام من جني المحصول.

ويبين أن تكلفة زراعته تجاوزت مئة مليون ليرة سورية، قائلاً أن كل هكتار كلفه حوالي 8 مليون و800 ألف ليرة سورية في هذا العام، وهذا المبلغ هو خسارته هذا الموسم، على حد قوله.

ويطالب المزارع الستيني الحكومة الانتقالية بتأمين مياه الري وتوفير المحروقات والأسمدة في العام الجديد وتأمين الجرارات بقروض ميسرة ومجدولة عبر المصرف الزراعي التعاوني لتخفيف نفقاتهم الزراعية وتعويض خسارتهم.

فيما يقول المزارع لؤي مراد (40 عاماً) وهو من الريف الشرقي لحلب، لنورث برس، تأخير ترميم السواقي في مشروع مسكنة لضخ المياه تسبب بعدم نمو المحاصيل لتأخر ضخ مياه الري.

ويضيف أنه لجأ لحلول بديلة بحفر بئر زراعي لكنها لم تنفع أبداً إذ لم تتوفر مياه للري في البئر وكذلك صعوبة تأمين المحروقات وبأسعار مرتفعة.

ويشير إلى أنه لجأ أيضاً للطاقة الشمسية كنوع من تخفيض المصاريف للمساعدة بزيادة الإنتاج، مضيفاً أنها “كذلك لم تنفع”.

ورغم أهمية القطاع الزراعي واعتباره مصدراً أساسياً في الاقتصاد السوري، إلا أنه لا يحظى بالاعتمام والدعم المطلوب، في وقت يخسر المزارعون مصادر دخلهم ما ينذر بتركها وتراجع المساحات الخضراء في سوريا.

تحرير: خلف معو