بالتفاصيل.. القوات التركية تقصف مناطق شمال سوريا بشكل يومي وتتجاهل نداء الأمم المتحدة
القامشلي – عكيد مشمش – نورث برس
لم تتوقف القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة التابعة لها، مؤخراً، عن قصف مناطق شمال وشرقي سوريا، رغم نداء الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لوقف إطلاق النار.
وتعرضت مناطق ريف حلب الشمالي، الآهلة بالسكان المدنيين ومهجري ريف حلب الشمالي، وكذلك مناطق وقرى في عين عيسى وتل أبيض شمالي الرقة، وتل تمر شمالي الحسكة، لقصف يومي متكرر من قبل القوات التركية وفصائل المعارضة التابعة لها بالأسلحة الثقيلة والقذائف، في تجاهل كامل لمبادرة الأمم المتحدة من أجل هدنة إنسانية للالتفات إلى جهود مواجهة مخاطر انتشار فيروس كورونا المستجد.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة ، قد أطلق نداءً الإثنين الماضي، "من أجل وقف فوري لإطلاق النار في جميع أنحاء العالم لحماية المدنيين الأكثر ضعفاً في الدول التي تشهد نزاعات، مع انتشار وباء فيروس كورونا المستجد".
وقامت القوات التركية وفصائل المعارضة التابعة لها، في اليوم ذاته /23/ آذار/ مارس الجاري، بقصف قرية "كور حسن" التابعة لبلدة تل أبيض بريف الرقة الشمالي، كما وقصفت طريق M4 الدولي، وقرية "هوشان" التابعة لبلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، وكذلك قرية "أم الكيف" شمال بلدة تل تمر في ريف الحسكة الشمالي.
وفي الـ/25/ من آذار/ مارس الجاري قامت القوات التركية وفصائل المعارضة بقصف قرية "الفاطسة" ومحيط الطريق الدولي (M4) في بلدة عين عيسى واستهدفت منازل المدنيين.
وكذلك فقد طفل لحياته وأُصيب اثنان آخران بجروح بليغة نتيجة انفجار لغم زرعته فصائل المعارضة المسلحة في قرية "الزيتونة" التابعة لمدينة تل أبيض شمال الرقة.
وفي الـ/26/ من قصفت القوات التركية بلدة تل رفعت في ريف حلب الشمالي بالأسلحة الثقيلة، وتسببت بإصابة مدنيين بجروح.
وفي الـ/27/ قصفت القوات التركية وفصائل المعارضة التابعة لها قرية "صيدا" بريف بلدة عين عيسى، بالأسلحة الثقيلة والقذائف.
وفي الـ/28/ قصفت القوات التركية بالأسلحة الثقيلة، قريتي "شوارغة وإرشادية" التابعتين لناحية شران شرق مدينة عفرين.
كما وقصفت القوات التركية وفصائل المعارضة التابعة لها طريق M4 وقرية "دبس" التابعة لبلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي.
ولا يزال القصف التركي لتلك المناطق مستمراً، فقد قصفت القوات التركية، اليوم /29/ آذار/ مارس، قرى "كفر عطون وإرشادية والعلقمية والمالكية ومرعناز وشوارغة وتنب وكشتعار وتات مرش" التابعة لناحية شران بمنطقة عفرين، وكذلك قريتي "عقيبة وصوغانة" التابعتين لناحية شيراوا جنوبي عفرين.
كما وقصفت القوات التركية بلدة تل رفعت بريف حلب الشمالي بالقذائف، دون ورود أنباء عن إصابات.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد أعلنت، في بيان لها الثلاثاء الماضي، التزامها بدعم الجهود العالمية الرامية لمكافحة وباء "كورونا"، واستجابتها للنداء الذي أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة، "انطونيو غوتيريس".
وقال البيان آنذاك إن "أي تجدد للأعمال الحربية سيخلق موجات نزوح ستؤثر على ما تبقى من البنية التحتية الصحية، وبالتالي تسريع انتشار الفيروس وزيادة فتكه، وذلك بسبب تدهور المرافق الصحية في سوريا نتيجة الحرب".
وأعلنت قسد الالتزام بحالة "الدفاع المشروع وتجنب الخوض في أية أعمال عسكرية"، ودعت جميع أطراف الصراع السوري إلى الامتناع عن أية مبادرات لأعمال عسكرية، والالتزام الفوري بهدنة إنسانية، بحسب البيان.
من جهتها، رحبت الأمم المتحدة، ببيان قوات سوريا الديمقراطية (قسد) الذي أعلنت فيه إيقاف الأعمال القتالية تأييداً لنداء الأمين العام للأمم المتحدة من أجل وقف إطلاق نار شامل وبذل الجهود لمواجهة فيروس كورونا المستجد.
وقالت الأمم المتحدة، في بيان نشرته الجمعة الماضي على موقعها الإلكتروني، إن قوات سوريا الديمقراطية أعلنت التزامها بتجنب الانخراط في عمل عسكري، وأضافت أن الأمين العام يدعو الأطراف الأخرى في الصراع السوري إلى دعم نداءه.
وأشار بيان المنظمة الأممية إلى أن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، "شدد على استعداده للعمل مع جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة على الأرض، وكذلك مع البلدان الرئيسية التي يمكنها دعم توسيع نطاق العمل للرد على وباء COVID-19 وضمان استمرار وقف إطلاق النار".
وصرّح مدير المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، مصطفى بالي، أمس السبت، لـ"نورث برس", إن تركيا لاتزال مستمرة بأعمالها العدائية تجاه مناطق شمال وشرقي سوريا، رغم نداء الأمم المتحدة من أجل وقف إطلاق نار شامل وبذل الجهود لمواجهة فيروس كورونا المستجد، والذي استجابت له قوات سوريا الديمقراطية.
وأشار بالي، إلى أن لديهم معلومات شبه مؤكدة بأن تركيا تقوم بتجهيز مشافٍ ميدانية في رأس العين/ سري كانيه لنقل المصابين بـوباء كورونا من تركيا إليها.
وأضاف، "إذا تأكدنا من المعلومات الواردة، فإن ذلك يعتبر هجوماً بيولوجياً على مناطقنا".
وطالب بالي، الأمم المتحدة وكافة المؤسسات العالمية أن تتدخل للتحقق من الأفعال التي تقوم بها الدولة التركية في سوريا.