عادوا إلى خيام فوق الركام.. قرى منطقة اللجاة بريف درعا تفتقر سبل العيش
إحسان محمد – درعا
في صيف عام 2018 وبعد اتفاقية التسوية في الجنوب السوري دخلت الفصائل الإيرانية وقوات الفرقة 25 المعروفة سابقاً باسم قوات النمر بقيادة العميد سهيل الحسن إحدى التشكيلات العسكرية السابقة في نظام الأسد المخلوع إلى منطقة اللجاة بريف درعا.
بعدها تعرضت المنطقة إلى تدمير وتحولت إلى منطقة عسكرية خالية من السكان بعد تهجير غالبية سكانها واعتقال مالا يقل عن 50 رجلاً معظمهم قضوا في السجون، بحسب سكان محليين.
قرى سويت بالأرض
يقول رضوان الدنحة، من سكان قرية الطف بريف درعا، لنورث برس، إن “النظام السابق دمر الوحدة الإرشادية الزراعية الوحيدة في القرية والتي تخدم أكثر من خمسة قرى”.
ويضيف أنه بعد سقوط نظام الأسد نهاية العام الفائت، عاد سكان منطقة اللجاة إلى قراهم لينصدموا من هول المشهد في سبع قرى وخمسة مزارع (أصغر من القرية) شمال شرقي اللجاة، التي سويت بالأرض بالكامل لا منازل ولا كهرباء ولا شبكات مياه حتى قبور الموتى جرفت.
ويشير إلى أن سكان اللجاة عادوا غرباء إلى ديارهم فوق ركام منازلهم، حتى الذكريات مسحت بالكامل ولم يعد هناك أي دليل يحفز الذاكرة على استعادتها.
ويقول إنهم نصبوا خيام فوق ركام المنازل بلا خدمات ولا أي مقومات للحياة، فيما ينتظر السكان بمرارة وصبر لم يعد يمتلكون منه الكثير عسى أن تسعفهم بعض المنظمات الإنسانية والحكومية بما يساعدهم على النهوض ومتابعة الحياة، على حد تعبيره.
ويضيف أن سكان القرية يعتمدون في معيشتهم على تربية المواشي التي تأثرت سلباً خلال الأربعة عشر عاماً الماضية في ظل غياب الدعم الحكومي و قلة الموسم المطري.
ويشير إلى أن معظم منازل القرية وشبكة الكهرباء وشبكة المياه مدمرة بشكل كامل مما حال دون عودة غالبية سكان البلدة.
كما يذكر بأن قوات النظام السابق دمر بشكل كامل القرية الأثرية والتي يزيد عمرها عن خمسة آلاف عام، كما دمرت آبار سطحية كان يستخدمها مربو المواشي للسقاية.
كما تعاني المنطقة من عدم توفر أي مركز صحي أو عيادة طبية حيث يضطر الأهالي لقطع مسافة 17 كم للوصول إلى أقرب مشفى، على حد قوله.
تدمير شبكة المياه والكهرباء
يقول سالم الشرعة من قرية الشومرة، بريف درعا، لنورث برس، إن “النظام السابق انتقم من أهالي البلدة بسبب احتضانهم لفصائل المعارضة السورية منذ بداية تشكيلها أواخر العام “2011.
ويضيف أن “النظام قام بتدمير مدرسة القرية ومسجدها وخزان شبكة المياه وشبكة الكهرباء بشكل كامل”.
ويطالب “الشرعة” الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية بمساعدتهم في إعادة ترميم المدرسة من أجل التحاق الأطفال بالتعليم بعد سنوات من الجهل بسبب تدمير المدرسة الوحيدة.
فيما يقول محمد السبتي من قرية حوش حماد، لنورث برس، إن بئري المياه في القرية خارج الخدمة وبحاجة لإعادة تأهيل من أجل تأمين مياه الشرب للمواطنين الذي يتجاوز عددهم ألفي نسمة.
ويضيف أن سكان القرية يضطرون لشراء مياه الشرب من الصهاريج التي بلغ سعرها مئتان وخمسون ألف ليرة سورية، ولا تكفي العائلة لأكثر من أسبوع في حين لا تكفي لثلاثة أيام إذا ما يتم سقاية المواشي.
ويشير “السبتي” إلى أن السكان يقعطون مسافة 17 كم من أجل الحصول على مادة الخبز من بلدة المسمية مما يزيد عليهم الأعباء المادية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يتعرضون لها.
وتعاني غالبية قرى منطقة اللجاة من التهميش، حيث هناك انعدام في الخدمات الأساسية للحياة، كالكهرباء والماء والمحروقات وغالبية مستلزمات الحياة، وسط مطالبات للحكومة الجديدة والمنظمات بتأمين مقومات الحياة لهم في المياه والكهرباء وإعادة البناء.