أغراس الخضار مورد رئيسي لسكان قرية في كوباني

فتاح عيسى – كوباني

يعمل يوسف محمد (75 عاماً) في زراعة شتل (غرس) الخضار بقريته “القناية”، غرب كوباني، شمال شرقي سوريا، منذ أكثر من عشرين عاماً، حيث تعتبر هذه المهنة التي تدوم لثلاثة أشهر مصدر رزق لأكثر من عشرين عائلة في هذه القرية.

مصدر معيشة

يقول “محمد” وهو مزارع مختص بزراعة شتل الخضار الصيفية، لنورث برس، إن قريته (القناية) أصبحت معروفة بهذا الصنف من الزراعة التي تبدأ في شهر شباط/ فبراير من كل عام، وتنتهي مع نهاية شهر نيسان/ أبريل حيث يتم بيع الإنتاج لسكان المنطقة.

ويضيف أنه “رغم ارتفاع تكلفة زراعة شتل الخضار، وخاصة اليد العاملة ومادة المازوت والبذار إضافة إلى شراء النايلون/البلاستيك الخاصة بالبيوت البلاستيكية، إلا أنها تعتبر مصدر ومورد معيشي لسكان القرية”.

ويشير إلى أنه يزرع دونماً وربع الدونم كل عام، وأن هذه المساحة كلفته مبلغ وصل إلى نحو ستة ملايين، مبيناً أن بيع الإنتاج يغطي التكاليف ويؤمن ربحاً سنوياً يتراوح بين ثلاثة أو أربعة ملايين ليرة، وهو ما يؤمن مصروف عائلته لعدة أشهر.

ويبيع المزارع السبعيني إنتاجه من شتل الخضار مثل الباذنجان والفليفلة والبندورة، بالرزمة أو “الضمة” حيث تباع كل رزمة بخمسة آلاف ليرة.

ويشدد بأن هذه المهنة تحتاج إلى خبرة، وإلى معرفة مواعيد وضع البلاستيك على الهنغارات (المساحات المزورعة) ومواعيد إزالتها وسقايتها.

خبرة متوارثة

بدوره يعزو حسين عبد الرحيم مستاوي (35 عاماً) وهو مزارع مختص أيضاً بزراعة شتل الخضار في قرية “القناية”، سبب شهرة قريتهم بهذا الصنف من الزراعة، إلى الخبرة التي اكتسبوها من آبائهم وأجدادهم، إضافة إلى توفر التربة الصالحة لهذه الزراعة وتوفر مياه الري.

ويضيف “مستاوي” أن أغلب قرى كوباني حالياً، وبعض قرى منبج سابقاً، كانت تعتمد على قريتهم (القناية) لشراء شتل الخضار.

ويشير إلى أنه زرع مساحة دونم ونصف تقريباً، وأن إنتاجها تكفي مصروف عائلته لستة أشهر تقريباً.

ويذكر المزارع الثلاثيني أن زراعة مساحة دونم ونصف بشتل الخضار كلفته نحو سبعمائة دولار، لافتاً إلى أن هذه المساحة تتضمن ثلاثة هنكارات، وأن التكلفة تتوزع على شراء البلاستيك والبذار بشكل رئيسي، وأن إنتاجها يباع بنحو ألفين دولار.

إنتاج محلي

يبين “مستاوي” أنه لا توجد مساحات زراعية كبيرة في قرية “القناية”، ولذلك يعتمد سكانها، على زراعة المساحات الصغيرة، لافتاً إلى أن نحو ثلاثين عائلة في القرية تعتمد في معيشتها على زراعة شتل الخضار.

بدوره يقول أحمد حبش وهو من سكان ريف كوباني الجنوبي، إنه قدم إلى قرية “القناية” لشراء احتياجاته من “شتل الخضار”، مضيفاً أن كل سكان قرى كوباني يتوجهون إلى هذه القرية “القناية” عندما يحين موعد زراعة الخضار، من أجل الحصول على “شتل الخضار”.

ويضيف “حبش”، أنه لا يوجد مزارعين آخرين يقومون بزراعة شتل الخضار لأنها تحتاج إلى خبرة.

ويرى أن أسعار “شتل الخضار” تعتبر مقبولة، حيث يكلف شراء شتل تكفي عائلة بشكل كامل مبلغ يتراوح بين عشرين وثلاثين ألف ليرة.

ويقول “حبش” إن زراعة شتل الخضار تعود بالفائدة على سكان المنطقة لأنها تساعدهم على زراعة الخضار وتأمين احتياجاتهم من الخضار لثلاثة أو أربعة أشهر وبالتالي لا يضطرون لشراء الخضار في هذه الفترة.

ويضيف أن الأهم هو أن السكان وبعد زراعة الخضار يستطيعون تأمين احتياجاتهم من المونة الشتوية من هذه الخضار وخاصة دبس البندورة.

ويعتمد أغلب سكان الأرياف بمناطق شمال شرقي سوريا على الزراعة بالدرجة الأولى وهو ما يعود بالفائدة على الاقتصاد المحلي، فيما تفتقر هذه الزراعات والقطاع الزراعي بشكل عام للدعم المطلوب وسط ارتفاع تكاليف الزراعة وقلة المحروقات بالإضافة لتوالي سنوات الجفاف.    

تحرير: خلف معو