عائلاتٌ سوريّة تجدُ بهجة العيد في فسحات بيروت العامّة

بيروت – ليال خرّوبي – NPA
يختار اللاجئون السوريون في بيروت الفسحات العامّة لتمضية عيد الفطر.
في الأيام العادية اعتادت حديقة الصنايع، وهي أكبر حديقة عامة في بيروت، استقبال العائلات السورية التي تقصدها كمتنفسٍ مزدانٍ بالأخضر والهواء المنعش وبأقل الأكلاف الممكنة.
أما وقد حلَّ العيد، فالحديقة ازدحمت بثياب الأطفال الجديدة وصيحاتهم وبالآباء والأمهات.
جمعة حسن واحدٌ من هؤلاء الآباء، نزل مع أطفاله الستة وزوجته من منطقة البقاع إلى بيروت لزيارة أقارب له ثم أكمل يوم العيد في الحديقة.
“مشوار العيد” هذا اعتاد عليه أبناؤه كلّ عام، كما يقول لـنورث برس، مستذكراً الأيام الخوالي حين كانت العائلة تمضي العيد في سوريا قبل الحرب واللجوء من ريف حلب إلى لبنان عام 2014.
وفي حين اختارت بعض العائلات السورية الفسحات الخضراء مقصداً للاحتفاء بالعيد، اختار البعض الآخر التنزه بحراً وتحديدا في كورنيش المنارة الشهير بيروت.
الشريط البحري الطويل عجَّ بالعائلات السورية التي وجدت فيه مقصدا ترفيهيا يوفر أكثر من ميزة لكل أفراد العائلة، كتنشق هواء البحر والتمتع بمشهده، والفسحة الكبيرة التي يوفرها لألعاب الأطفال على أنواعها.
الشعور بغربة العيد، كسره أحد الشبان السوريين على هذا الكورنيش، حيثُ أضفى أجواءً شاميّة دافئة أعادت للسوريين مشاهد العيد في الوطن.
معتصم الطالب الجامعي الذي يدرس الأدب العربي اختار مهنةً شيقةً من الناحية الثقافية وهي “بائع التمر الهندي” المتجول.
 بالشروال والطربوش ينزل معتصم إلى الكورنيش البحري بشكلٍ دوري، يحمل ابريقا ذهبيا ضخما على ظهره وينادي على زوار الكورنيش لشراء مشروبه المنعش، ولم يتوافد  الشارون فقط، بل الشبان الذين تهافتوا عليه لالتقاط صور “السيلفي” معه.
ويقول معتصم خلال حديثه لنورث برس أنه اختار هذه المهنة أولا لضيق فرص العمل أمام الشبان السوريين وثانيا حبا منه للفولكلور السوري، وقد نزل في يوم العيد لإضفاء البهجة وإشعار العائلات السورية وكأنها في بلدها.