قيادي سابق في المعارضة: تركيا صدمت بأن فصائل تعتمد عليها في إدلب كانت “وهمية”
إدلب ـ نورث برس
تفاجأت القوات التركية المتواجدة في إدلب، بأن أعداد عناصر الفصائل المسلحة التابعة لها والتي تعتمد عليها في معركتها الأخيرة مع قوات الحكومة السورية "وهمية"، بحسب ما قال قيادي سابق في المعارضة المسلحة، الثلاثاء.
وقال القيادي السابق في المعارضة السورية، محمد أبو عبدالله، في حديث لـ"نورث برس"، إن الفصائل المسلحة التابعة لتركيا هي فصائل بأعداد "وهمية".
وأوضح، "تفاجأت تركيا بتلك الفصائل التي تعتمد عليها كالجبهة الوطنية، حيث وجدت أن أعداد عناصر تلك الفصائل هي عبارة عن حبر على الورق، وما تبقى من الفصائل لم تشارك إلا بنسبة قليلة من قوتها في المعركة التي أطلقتها تركيا في الأول من الشهر الجاري، تحسباً لتصفيتها من قبل الفصائل الأخرى أو أي طرف آخر بما فيهم تركيا".
وعقب هجمات شنتها القوات الحكومية السورية في السابع والعشرين من شباط/فبراير الماضي، على القوات التركية والفصائل المسلحة التابعة لها في إدلب، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، في الأول من الشهر الجاري، انطلاق عملية عسكرية ضد القوات الحكومية في إدلب.
وفي الخامس من الشهر الجاري، تم التوصل لاتفاق في موسكو بين الرئيسين الروسي والتركي، يقضي بوقف إطلاق النار في إدلب، وتسيير دوريات روسية ـ تركية على الطريق الدولي (M4)، والذي شهد اعتصامات من قبل فصائل من المعارضة ومدنيين، لمنع تسيير أي دورية.
وشكك القيادي السابق في المعارضة السورية، محمد أبو عبدالله، بأن الاعتصامات التي شهدها طريق (M4) يديرها حراك شعبي سلمي، "الاعتصام الذي حصل هو من ترتيب الفصائل، ويجب أن يطالب بعودة الناس إلى بيوتها وانسحاب النظام إلى حدود سوتشي".
وأشار أبو عبدالله، إلى أن الاعتصام الذي حصل في اريحا من قبل فصائل المعارضة ومن ضمنها "هيئة تحرير الشام"، كان المحرض الرئيسي له هو أحد بنود سوتشي، والذي يتضمن حل "الهيئة".
وأوضح أن "هيئة تحرير الشام" وضعت كل ثقلها بالاعتصام لأنه في حال تم فتح الأوتوستراد واستمر مرور الدوريات، فذلك يعني أن بنود سوتشي بدأت تنفذ على الأرض، ومن أبرزها حل الهيئة "وهو ما لا تريده الأخيرة"، بحسب "أبو عبدالله".
ويرى مراقبون للوضع في إدلب ومن خلفه الاتفاق الروسي التركي في موسكو، أن الاعتصام الذي جرى في أريحا على الطريق الدولي (M4) لمنع تسيير الدوريات الروسية التركية المقررة بالاتفاق، كان حجة لروسيا من أجل استئناف العملية العسكرية في إدلب.
وكانت أفادت وزارة الدفاع الروسية، في بيان أصدرته يوم الأحد الماضي، بتسيير أول دورية مشتركة مع تركيا على جانب من طريق (M4) الدولي في منطقة إدلب لخفض التصعيد، لكنها ذكرت باختصار مسار الدورية المشتركة، بسبب استفزازات من قبل "تشكيلات إرهابية، غير خاضعة لتركيا".
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه "تم منح وقت إضافي للجانب التركي لاتخاذ إجراءات خاصة بتحييد "التنظيمات الإرهابية"، وضمان أمن الدوريات المشتركة على الطريق M4".
وأوضح البيان أن "الإرهابيين حاولوا، من أجل تنفيذ استفزازاتهم، استخدام السكان المدنيين دروعا بشرية، بما في ذلك النساء والأطفال".
ومن المقرر بحسب الاتفاق، أن تستمر مدة تسيير الدوريات الروسية ـ التركية على الطريق الدولي لخمسة عشر يوماً، حيث سيرت أول دورية في الخامس عشر من الشهر الجاري.
وفي حال حاولت قوات الحكومة السورية والفصائل الإيرانية، التقدم في منطقة إدلب وخرق اتفاق وقف إطلاق النار، فبحسب القيادي السابق في المعارضة، "يكون تقدم النظام لصالحنا، لأنه خالف أوامر الروس، ولكن بدون أن نعطيهم الذريعة بقطع الأوتوستراد، ما يعني أن روسيا الضامن ستصبح خارج المعركة، وتركيا ستزج بكل قوتها في إدلب"، مشيراً إلى أن القوات التركية المتواجدة على الأرض هي "قوات مارينز وأتت خصيصا للقتال".
وكان اعتصم العشرات من أهالي منطقة إدلب وفصائل المعارضة المسلحة، على الطريق الدولي، الأحد الماضي، وقاموا بقطع الطريق بواسطة إشعال النار بالإطارات المطاطية، لمنع سير الدورية الروسية – التركية المشتركة على أوتوستراد اللاذقية – حلب (M4) الدولي.