“حبوب مشوهة”.. حشرة السونة تهدد محصول القمح في الرقة

الرقة – نورث برس

يواجه مزارعو القمح بريف الرقة، شمالي سوريا، هذا العام، انتشار حشرة السونة، ما يهدد محاصيل القمح في مرحلة حساسة من نموها، وسط تحذيرات من خطورتها.

وتُعدّ “السونة” من أخطر الآفات التي تصيب القمح، إذ تهاجم السنابل في مراحل مبكرة، وتؤدي إلى إنتاج حبوب مشوّهة، ما يؤثر على جودة الطحين ونسبة البروتين فيه، ويزداد خطرها في حال تأخرت المكافحة أو لم تُغطَّ المساحات المتضررة بشكل كافٍ.

الجفاف

يقول حمود الموسى ( 45 عاماً)، مزارع من ريف الرقة، لنورث برس، إن الجفاف الشديد أثر بشكل كبير على موسم المحاصيل البعلية هذا العام.

ويضيف الموسى، أن موسم القمح المروي يواجه خطراً كبيراً بسبب وجود آفات كثيرة، ومنها حشرة السونة التي تنتشر بكثرة في الحقول الزراعية.

وساهم موسم الجفاف الحالي بهجرة الحشرة بأعداد كبيرة نحو الأراضي المروية، وانتشارها بشكل واسع.

ويشير المزارع إلى أن هذه الحشرة كانت موجودة في الحقول منذ سنتين أو ثلاث، ولكن هذا العام انتشرت بنسبة كبيرة في الحقول الزراعية، وذلك بسبب “قلة الأمطار والقحط”.

ويلفت إلى غلاء أسعار الأسمدة الزراعية والمبيدات الحشرية، على الرغم من إلغاء الرسوم الجمركية عليها، قائلاً إن التجار في مناطق شمال وشرق سوريا “يتحكمون في الأسعار”.

ويطالب مزارعو الرقة الجهات المعنية بالتدخل السريع لمكافحة حشرة السونة وتقديم السماد الزراعي والمبيدات الحشرية النافعة.

غياب الدعم

يقول عمار الحارس ( 42 عاماً) مزارع من ريف الرقة الجنوبي، لنورث برس، إنه يملك 20 دونماً من القمح، ويواجه خطراً كبيراً بسبب انتشار حشرة السونة وغيرها من الآفات.

ويضيف أن “هذا يدل على عدم وجود دعم زراعي حقيقي من الجهات المختصة”.

ويشير الحارس إلى أن قطاع الزراعة تضرر بشكل كبير منذ بداية اندلاع الثورة السورية، داعياً إلى تقديم دعم سريع وعاجل للمزارعين لإتمام مواسمهم الزراعية.

ويبين أن المزارعين يخسرون في نهاية كل موسم، وأنه لا يكفي جني محصولهم لسد الدين المترتب عليهم من الصيدليات الزراعية والبذار والسماد.

ويلفت الحارس إلى أن المزارعين في مناطق الزراعة البعلية خسروا بشكل كبير في الموسم الماضي، والبعض منهم لم يستطع زراعة حقله هذا العام بسبب التكاليف العالية.

ويقول: “إن ثلاثة أرباع الأراضي لم تزرع وبقيت بوراً أرضاً خالية”، محذراً من أن القمح قد يعتبر من النوادر في السنوات القادمة إذا لم يتم تقديم الدعم الحقيقي للقطاع الزراعي.

فيما تقول شريفة الحسن، وهي والدة مزارعين بريف الرقة، تركوا أعمالهم الزراعية ولجأوا لأعمال بديلة بسبب غياب الدعم الزراعي.

مكافحة

يقول نجم إسماعيل الحمادة ( 30 عاماً)، مزارع من ريف الرقة، لنورث برس، إنه كافح الحشرة بنفسه أكثر من مرة لكن دون الحصول على نتيجة.

وفي تصريحات سابقة قبل أيام، قال حمود الشريدة، رئيس مكتب الوقاية في لجنة الزراعة والثروة الحيوانية بالرقة، لنورث برس، إن الحشرة تنتشر بكثافة هذا العام في الخط الجنوبي، بالإضافة إلى مناطق الخاتونية، والكرامة، والحوس، والمزارع.

وأضاف الشريدة أن “حشرة السونة تهاجم سنابل القمح عندما تكون الحبة في طور اللبن، حيث تمتص محتواها، وتُطلق إنزيمات تؤثر على جودة الخبز الناتج عن طحين هذه الحبوب وتشوّه السنبلة وتؤدي إلى موتها، بالإضافة إلى انخفاض في كمية المحصول الناتج ونوعيته”.

وأشار إلى أن كمية المبيدات المتوفرة في كامل شمال وشرق سوريا تبلغ 18 طناً، وكانت حصة الرقة خمسة أطنان، ولكن الكمية المتوقعة لتغطية حاجتها تقدر بعشرة أطنان.

وأضاف: “نحن ننتظر حالياً مراقبة الوضع في باقي مقاطعات شمال وشرق سوريا، فإذا لم تكن الحشرة منتشرة في مناطقهم، ربما نستفيد من كمية المبيد المتوفرة لدى هيئة الزراعة في شمال وشرق سوريا، لذا نحن لا نزال في مرحلة متابعة وضع باقي المناطق”.

وقبل الحرب السورية كانت تُنفذ حملات منظمة لمكافحة الحشرة، أما الآن، فبرغم استخدام مبيدات خلال العامين الماضيين، إلا أن أعدادها ارتفعت بشكل كبير، وهو ما يتطلب تدخلاً أوسع.

تحرير: خلف معو