تطورات عسكرية أفضت لحل أكبر فصائل الجنوب السوري

غرفة الأخبار – نورث برس

تصدر حل اللواء الثامن بقيادة أحمد العودة التابع للفيلق الخامس أكبر الفصائل المسلحة في الجنوب السوري والذي كان مدعوماً من روسيا حتى تاريخ الثامن من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، المشهد  العسكري الأبرز في المنطقة منذ سقوط الأسد.

ويعتبر اللواء الثامن بقيادة أحمد العودة، امتداداً لفصيل “قوات شباب السنة” الذي تأسس عام 2012، وبعد اتفاق التسوية عام 2018 برعاية روسيا الحلفي الرئيسي للنظام السوري السابق على مدى أكثر من عقد بعد اندلاع الحرب في البلاد، وانضم اللواء إلى الفيلق الخامس المدعوم من موسكو.

ويوم أمس السبت، أصدر اللواء الثامن بياناً يعلن فيه حل الفصيل بشكل كامل وتسليم مقدراته العسكرية والبشرية لوزارة الدفاع السورية.

وظهر القيادي في اللواء الثامن، العقيد محمد الحوراني، في شريط مصور يعلن من خلاله حل اللواء بشكل رسمي وبشكل كامل، وقال إنه “سيتم وضع كافة المقدرات العسكرية والبشرية التابعة للواء تحت تصرف وزارة الدفاع”.

ولطالما حاول اللواء الثامن شأنه في ذلك شأن الفصائل العسكرية في الجنوب طرح أو فرض شروطه للاندماج في الجيش السوري الجديد.

وحدد بشار علي الحاج علي سياسي ودبلوماسي سوري سابق، في تصريح سابق لنورث برس، أبرز تلك الشروط برفض منطق التابع والمتبوع، “تذويب هذه الفصائل ضمن هيكلية عسكرية وطنية، مع احتفاظ بعض الفصائل الأخرى بامتيازات خاصة وفق ترتيبات”.

أقرأ المزيد :

وجاء قرار الحل بعد دخول قوات الأمن العام والجيش إلى مدينة بصرى الشام أبرز معاقل اللواء الثامن، في أعقاب توترات أمنية  شهدتها المدينة بعد مقتل القيادي بوزارة الدفاع بلال الدروبي.

وفارق الدروبي القيادي السابق في المعارضة السورية والمنتسب حديثاً لوزارة الدفاع، الحياة في أحد مشافي العاصمة دمشق، نتيجة تأثره بجروح أصيب بها الخميس الفائت، بعد إصابته بعدة طلقات نارية أثناء اعتقاله على يد عناصر مجموعة أحمد العودة في مدينة بصرى الشام.

وتحدثت صفحات محلية عن اعتقال الدروبي بتهمة التجارة بالمخدرات، بينما قالت أخرى إنه اعتُقل بسبب انشقاقه عن اللواء الثامن وانضمامه لوزارة الدفاع السورية.

وتسارع التطورات هذه جاءت بشكل مفاجئ ربما لم يكن في الحسبان، بدءاً من دخول قوات الأمن العام ووزارة الدفاع إلى مدينة  بصرى الشام وليس انتهاءً بحل اللواء.

وبحسب مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني السوري سابقاً، ، عصمت العبسي، في تصريح صحفي لقناة “المشهد”، فأن حل اللواء “خطوة تسارعت وتيرتها بسبب ما جرى في بصرى الشام خلال الأيام الفائتة، لكن القرار بحل اللواء ودمجه بوزارة الدفاع، كان قراراً قد اتخذ منذ اللحظات الأولى، بالتالي قرار الاندماج ضمن الوزارة كان قراراً حتمياً”.

وقال العبسي إنه “فعلياً لم يكن هناك قرار من قيادة اللواء وكان هناك تردد كبير قبل حل اللواء، الأمر الذي أدى إلى مقتل قيادي من قيادات بصرى الشام، وإلى إثارة حالة من الاحتقان الشعبي ومطالبات من قوات الأمن بضرورة حفظ السلم الأهلي”.

مصير أحمد العودة

قالت مصادرة خاصة لنورث برس، إن أحمد العودة قائد اللواء المنحل، يمكث الآن في منزله بمدينة بصرى الشام في درعا، ولم يتعرض لأي مضايقات حتى اللحظة، ولم يعلق أيضاً على حل قواته.

وذكرت عدة تقارير صحفية أن العودة يتمتع بعلاقة جيدة مع موسكو، وعلاقات جيدة تجمعه بالأردن والإمارات العربية المتحدة أيضاً.

وفي معركة سقوط الأسد، وصلت قوات أحمد العودة أولاً إلى العاصمة السورية دمشق، وانسحبت بعد وصول مقاتلي هيئة تحرير الشام، “خشية حدوث فوضى أو تصادم مسلح”، حسبما قال متحدث باسمها حينها.

وقالت متحدث باسم قوات اللواء الثامن حينها: “عدنا أدراجنا إلى مدينة درعا بعد ظهر الثامن من كانون الأول/ ديسمبر”.

والتقى العودة بعد يومين من سقوط الأسد، مع الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، لكنه لم يشارك بعد ذلك في الاجتماع الذي ترأسه الأخير في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، الذي جمع فيه قادة فصائل مسلحة قبلوا بالانضواء تحت مظلة وزارة الدفاع.

إعداد وتحرير: مالين محمد