توتر إسرائيلي – تركي في سوريا.. صدام محتمل ودور أميركي حاسم
القامشلي – نورث برس
يرى محللون وسياسيون أن المشروعين التركي والإسرائيلي في سوريا متناقضان، وقد يصل الأمر إلى مواجهة سياسية أو حتى عسكرية بين البلدين، لافتين إلى أن للولايات المتحدة الأميركية الكلمة الفصل في أي تطور خطير بين حلفائها.
والخميس الفائت، أعلنت وزارة الدفاع التركية عن اجتماع مع إسرائيل في أذربيجان تناول سبل وقف التصعيد في سوريا.
وقالت الوزارة إن الاجتماع بين الطرفين ركّز على إنشاء آلية لخفض التصعيد لمنع وقوع حوادث غير مرغوب فيها في سوريا، مشيرةً إلى أن العمل على إنشاء هذه الآلية سيستمر.
إمكانية المواجهة عسكرياً
في الثامن من الشهر الجاري، صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن تركيا تسعى إلى إنشاء قواعد عسكرية في سوريا، ما يشكل تهديداً لإسرائيل.
وأضاف نتنياهو أن حكومته تعمل على منع هذه الخطط التركية بكل الوسائل الممكنة.
ويقول جواد كوك، المحلل السياسي التركي، إن لدى تركيا اتصالات مع الجانب الإسرائيلي، وإن لم تكن على مستوى رفيع.
ويضيف: “في النتيجة، تحاول تركيا دعم استقرار الحكومة الانتقالية في دمشق، بينما تسعى إسرائيل إلى إبقاء دمشق ضعيفة، أي أن هناك مشروعين متضاربين، وبالتالي احتمالية المواجهة السياسية أو حتى العسكرية بين البلدين واردة”.
ويُضيف كوك في تصريح لنورث برس: “تركيا تتجنب أي مواجهة مع إسرائيل، وإذا ما كانت هناك رعاية أميركية، فلن تكون هناك مواجهة عسكرية بين الطرفين”.
تخوّف إسرائيلي
يوضح كوك أن “تركيا تسعى لترسيخ وجودها في سوريا، لذلك تعمل على إنشاء قواعد عسكرية في تدمر وأطراف حمص وحماة”.
وكانت وكالة “رويترز” قد نقلت الأسبوع الفائت عن أربعة مصادر أن تركيا تفقدت ثلاث قواعد جوية على الأقل في سوريا، يُحتمل أن تنشر قواتها فيها، كجزء من اتفاق دفاع مشترك مزمع، قبل أن تقصف إسرائيل هذه المواقع بضربات جوية.
ووفق ما نقلته الوكالة عن مسؤول استخبارات إقليمي ومصدرَين عسكريين سوريين ومصدر سوري آخر مطلع، فإن فرقاً عسكرية تركية زارت خلال الأسابيع الماضية قاعدة T4 وقاعدة تدمر الجويتين في محافظة حمص، ومطار حماة العسكري، في إطار التحضيرات.
ويُشير جواد كوك إلى أن إسرائيل متخوّفة من احتمال توقيع أنقرة شراكة استراتيجية مع دمشق.
رسالة إسرائيلية لتركيا
يقول حازم الغبرا، السياسي والمستشار السابق في الخارجية الأميركية، إن ثمة حاجة ملحّة لأي عملية تفاوضية بين الجانبين الإسرائيلي والتركي، خاصة بعد التصعيد الذي حصل في جنوب سوريا.
ويضيف لنورث برس: “تركيا أرسلت خبراء عسكريين، وتحدثت عن بناء قواعد بالقرب من حدود إسرائيل، وهذا ليس سراً، وفي ثوانٍ يمكن لأي طائرة أن تصل إلى إسرائيل التي تفتقر لأي عمق استراتيجي جغرافيًا”.
ويتابع الغبرا: “كان هناك رد عسكري إسرائيلي كرسالة واضحة إلى تركيا، وقد تلقى الأتراك الرسالة بوضوح”.
ويذكر: “نحن اليوم أمام حوار حول الدور التركي في سوريا وماهي الخطوات التالية، وبالنهاية، أي حوار بين الطرفين يُعد خطوة صحية، ولا بد من حلول إيجابية لنزع فتيل أي أزمة، لأن الضحية في أي تصعيد ستكون دائماً المواطن السوري والأبرياء في المنطقة”.
الدور الأميركي
وفي السابع من الشهر الجاري، تعهد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بحل التوتر بين إسرائيل وتركيا في سوريا، وذلك خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض.
وقال ترامب لنتنياهو: “أعتقد أنني أستطيع حل أي مشكلة لديكم مع تركيا”.
ويرى الغبرا أن الدور الأميركي في الصراع التركي-الإسرائيلي غير واضح حتى الآن، مشيراً إلى أن “الدور الأميركي ليس ضرورياً في هذه المرحلة، لأن هناك اتصالات مباشرة بين الجانبين، ويمكن أن يتحاورا دون وسيط”.
ويبين: “أما التدخل الأميركي فقد يأتي إذا لم تُثمر المحادثات عن أي حلول، لتكون واشنطن وسيطاً بين حليفين لها”.
ويتوقّع الغبرا أن يتوصل الجانبان التركي والإسرائيلي إلى تفاهمات خلال هذه المرحلة، موضحاً أن الوضع معقّد، لكن المطالب الإسرائيلية بشأن التواجد التركي في سوريا واضحة.