محلل روسي: التعاون بين تركيا وإسرائيل بسوريا يعد مؤشراً لتنامي التفاهمات غير المُعلنة

القامشلي – نورث ببرس

قال ديميتري بريجع وهو محلل سياسي روسي، لنورث برس، الخميس، إن ما ورد في التقرير الإسرائيلي بشأن “تعاون تركي إسرائيلي لتقسيم مناطق النفوذ في سوريا” يعكس تحولات استراتيجية عميقة، لافتاً أن “هذا الأمر يُعد مؤشراً على تنامي التفاهمات غير المُعلنة بين القوى الإقليمية حول مستقبل سوريا”.

وأضاف أن “الطرح القائم على توزيع مناطق السيطرة تحت مظلة قوى كبرى كـالولايات المتحدة في الشرق، وروسيا على الساحل يكشف عن محاولة لفرض توازن نفوذ لا يقوم على احترام السيادة السورية بل على تثبيت الأمر الواقع العسكري والجيوسياسي الذي أفرزته سنوات الحرب”.

والاثنين الفائت، كشف تقرير إسرائيلي عن تعاون بين تركيا وإسرائيل خلف الكواليس لتقسيم السيطرة حتى تستقر سوريا، وفقاً لصحيفة “يديعوت أحرنوت”.

وقال بريجع، في تصريحه لنورث برس: “من الناحية الإسرائيلية فإن الرغبة في ترسيخ تفاهمات مع تركيا تعكس تخوفاً متصاعداً من تغوّل النفوذ الإيراني خصوصاً في الجنوب السوري ومحاولة استباق أي تغيّرات قد تطرأ نتيجة تسويات مستقبلية بين إيران وواشنطن أو بين روسيا والدول الغربية”.

وبين أنه “من الناحية التركية فهي تنظر إلى الشمال السوري باعتباره جزءاً من أمنها القومي وتسعى عبر هذا النوع من التفاهمات إلى تثبيت وجودها العسكري والحدّ من الطموحات الكردية”، وفق تعبيره.

وأشار المحلل الروسي إلى أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب يحاول أن يتوسط بين تركيا وإسرائيل، “وهذا ما تبين من تصريحه الأخير عندما التقي ببنيامين نتانياهو لذلك ترامب يفهم أهمية إيجاد حلول جذرية لكل المشاكل في منطقة الشرق الأوسط”.

ولفت إلى أن ما تطرحه إسرائيل إن تم اعتماده “يحمل في طياته مخاطر جسيمة فهو يُكرّس تجزئة سوريا ويجعل من عملية إعادة بناء الدولة أمراً أكثر تعقيداً كما أنه يُضعف فكرة الدولة المركزية ويمنح شرعية غير مباشرة للوجود الأجنبي طويل الأمد، وهو ما قد يُبقي على التوترات ويؤسس لموجات جديدة من الصراع”.

إعداد وتحرير: عبدالسلام خوجة