تيارات ومطالب مختلفة بالسويداء.. كيف يبدو المشهد السياسي في الجنوب السوري؟

غرفة الأخبار – نورث برس

ما أن سقط نظام الأسد في الثامن من كانون الأول / ديسمبر الماضي، حتى بدأ المشهد السياسي في السويداء جنوبي سوريا، يأخذ توجهاً ومنحىً بات جلياً في ولادة تكتلات وأطر سياسية، وسط غياب التوجه الواحد، رغم ذهاب معظمها في أهدافها العلنية إلى إنها تمثل إرادة المنطقة.

ففي الثالث والعشرين من شهر آذار/ مارس الفائت، أعلن ناشطون وناشطات، عن تشكيل “التجمع المدني في السويداء”، ليكون “منصة سلمية تعمل على تعزيز صوت المواطن السوري في مراكز صنع القرار”، بحسب القائمين على التجمع.

وسبقه بنحو شهر إعلان تشكيل مجلس سياسي بهدف “طرح رؤية سياسية، أمنية واقتصادية تمثل رؤية المنطقة في سوريا الجديدة، ويسعى لتمثيل فصائل ومشايخ ومثقفي وسياسي السويداء”، بحسب قياديين في المجلس.

لكن لماذا يختلف المشهد السياسي في الجنوب السوري، رغم التوصل إلى تفاهمات إدارية مع الحكومة في دمشق؟.

مشهد معقد ومشاريع مختلفة

يرى جمال درويش عضو مؤتمر الحوار الوطني في السويداء، أن المشهد السياسي في السويداء “معقد ومركب، نتيجة الاختلاف بالمواقف وصراع المشاريع، الذي بدأ يتضح بعد سقوط النظام السابق”.

ويضيف درويش لنورث برس، “كل هذا بالتأكيد جعل من الصعب التكهن بمسار مستقبلي واضح للمحافظة، في المشاركة بالعملية السياسية التي تجري في سوريا الآن”.

ويوضح أن هذا المشهد “يعكس انقسامات عميقة بين ثلاثة تيارات في السويداء،  التيار الأول يطالب باللامركزية مع الحفاظ على العلاقة مع دمشق  هذا التيار يقوده الشيخ حكمت الهجري، والثاني يؤيد يدعو إلى الاندماج الكامل مع الحكومة الانتقالية، والتيار الآخر يدعو إلى نموذج فيدرالي مستوحى من تجربة شرق الفرات”، بحسب قوله.

التيار الأقوى

يعتقد جمال درويش عضو مؤتمر الحوار الوطني، أن تيار حكمت الهجري هو “الأقوى وهو المرجعية لاتخاذ أي قرار في السويداء”.

ويضيف أن المسألة ليست تفاوض وتفاوض على ماذا، “هناك ملاحظات على العملية السياسية التي تجري الآن برعاية الحكومة من لون واحد ، بينما يجب أن يشارك السوريون جميعاً في المرحلة الانتقالية بدون إقصاء أحد”.

ثم احتكار هذه العملية السياسية بيد الجهة المنتصرة، أدى إلى ظهور موافق متباينة منها، مبنية على مخاوف وهواجس معظم المكونات السورية، ساهم ذلك أيضا في تصعيد الخطاب الطائفي والديني خاصة بعد أحداث الساحل، وفقاً لقوله.

التوجه نحو دمشق

بينما يقول رشيد حوراني وهو باحث في مركز “جسور” للدراسات، إن “القوى التي تحمل توجهات وطنية تشكل غالبية في المدينة، والمجالس العسكرية التي تشكلت هي دعائية أكثر منها واقعية لإكساب نفسها حالة جماهيرية”.

ويضيف أنه “لا يمكن للقوى الوطنية في السويداء أن تتوافق مع الأجندات الانفصالية التي تطرحها بعض الأطراف ومطالبتها بحكم فيدرالي أو كونفدرالي”.

ويشدد حوراني على أن الأمور تسير في السويداء باتجاه دمشق لأنها الرغبة الغالبة على الجو العام فيها، بدليل تسليم رواتب للعسكرين، وتوجه الكثير من أبناء المدينة للالتحاق بالأمن العام والخدمة في مناطقهم، بحسب قوله.

إعداد وتحرير: مالين محمد