باحث سوري: اتفاقية “قسد” ودمشق بمثابة الأساس الذي ستُبنى عليه المرحلة القادمة

القامشلي – نورث برس

قال وليد جولي، وهو باحث في مركز الفرات للدراسات، الأحد، إن الاتفاق المبرم بين الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية “قسد” مظلوم عبدي، بمثابة الأساس الذي ستُبنى عليه المرحلة القادمة، خاصة مع وجود دعم ورعاية دوليين.

وأضاف جولي في تصريح لنورث برس: “تلعب الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا دور الضامن في تفاهمات قسد سواء مع الدولة التركية أو مع حكومة دمشق الجديدة”.

وبين أنه رغم شمولية الاتفاقات الأخيرة مع حكومة دمشق الجديدة، “سواء تلك التي جرت بين مظلوم عبدي وأحمد الشرع أو تلك التي تم التوصل إليها بين مجلس حيي الشيخ مقصود والأشرفية فإن الجهة التي خاطبت الحدث ميدانياً كانت وحدات حماية الشعب، وهي من أصدرت البيان الرسمي بشأن الاتفاق، ما يؤكد طبيعة التواجد غير المباشر لقسد في تلك المناطق”.

وفيما يتعلق بالوضع في غربي الفرات، قال الباحث السوري، إنه على المستويين الرسمي والفعلي لم يكن هناك وجود مباشر لقوات سوريا الديمقراطية “قسد” في غرب الفرات.

ولافت إلى أن هذا ما يستدعي سردية مطولة حول طبيعة وآلية التواجد العسكري في مناطق مثل عفرين ومحيط حلب ومنبج، والباب وغيرها من المناطق التي تم تحريرها من تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

وأشار جولي إلى أن “القوة الفعلية هناك متمثلة بوحدات حماية الشعب والمرأة وهي التي خاضت المعارك ضد التوغل التركي والفصائل السورية الموالية لأنقرة وبذلك، فإن أي حديث عن تواجد رسمي لقسد غرب الفرات مرتبط بعمليات الإسناد والدعم من التحالف الدولي في إطار الحرب على داعش”.

وفق البند الخامس من اتفاق 10 آذار، يُتوقَّع أن تبدأ عودة تدريجية للمهجرين من عفرين إلى ديارهم ما يستدعي صياغة آلية إدارية وأمنية جديدة تختلف كلياً عن الوضع القائم حالياً.

وتوقع جولي أن يتم تطبيق نموذجاً مشابهاً لاتفاق حيي الشيخ مقصود والأشرفية “أي إدارة محلية تراعي خصوصية عفرين ذات الغالبية الكردية”.

وفيما يخص شرقي الفرات، أوضح الباحث السوري أن الوضع هناك أكثر تعقيداً حيث لا يزال التحالف الدولي ناشطاً، وهناك أيضاً إرث ثقيل لتنظيم “داعش” يحتاج إلى حلول أمنية واجتماعية مستدامة.

وأضاف: “كما أن دوافع الوجود الأميركي في شرقي سوريا لا تقتصر على محاربة التنظيم، بل تشمل كذلك ملفات إقليمية حساسة مثل مواجهة النفوذ الإيراني، وحماية أمن إسرائيل، وتعقيدات أخرى تتصل بتوازنات دولية أوسع”.

وبين جولي أنه من المبكر الحديث بشكل حاسم عن مستقبل شرق الفرات “المسألة تتجاوز السياق السوري الداخلي خاصة مع استمرار تركيا في موقفها المعادي لأي مكتسب كردي وسعيها المستمر إلى تقويض أي شكل من أشكال الحكم الذاتي الكردي في سوريا”، وفق تعبيره.

 إعداد وتحرير: عبدالسلام خوجة