الصومال يعرض سيطرة أميركية على قواعد جوية وموانئ استراتيجية “خوفاً من الانفصال”

دمشق – نورث برس

قال الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في رسالة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن الصومال مستعد لعرض السيطرة الحصرية للولايات المتحدة على قواعد جوية وموانئ استراتيجية.

ونشرت رويترز، أمس الجمعة، رسالة مؤرخة بتاريخ 16 آذار/ مارس الجاري، وأكدها دبلوماسي إقليمي مطلع، قال فيها الرئيس الصومالي إن الأصول تشمل القاعدتين الجويتين في باليدوجل وبربرة بالإضافة إلى مينائي بربرة وبوصاصو.

لكن الأصول المذكورة – ميناء وقاعدة بربرة الجوية الواقعين في أرض الصومال (صومالي لاند)، وميناء وقاعدة بوساسو الجوية في بونتلاند – ليست تحت سيطرة الحكومة الصومالية. وتعتبر مقديشو كل هذه المواقع جزءا من أراضيها السيادية.

واختتمت الرسالة بترحيب الحكومة الصومالية بفرصة بدء محادثات حول الخطوات التالية.

تأتي الرسالة فيما يحاول الصومال الاحتفاظ بأقاليم ساحلية انفصالية حيوية وسط مخاوف من أن الولايات المتحدة قد توقف دعمها لمشروع بناء الدولة في الصومال.

وقد كانت أرض الصومال، وهي منطقة تتمتع بالحكم الذاتي داخل الصومال، تسعى للحصول على اعتراف كدولة مستقلة لأكثر من ثلاثة عقود، وترى في إدارة ترامب فرصة متجددة.

ويعد ميناء بربرة وقاعدته الجوية في أرض الصومال مواقع حاسمة يمكن الاستفادة منها لرصد ومواجهة هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن. في عام 2022، عرضت أرض الصومال نفسها على الولايات المتحدة الوصول إلى الميناء مقابل الاعتراف.

وفي أوائل هذا الشهر، قال وزير خارجية أرض الصومال عبد الرحمن دير عدن للإذاعة العامة الإسرائيلية إنه منفتح على استقبال مواطنين من غزة مقابل الاعتراف.

وحاليا، المشغل الرئيسي في مينائي بربرة وبوساسو هو “دي بي وورلد”، وهي شركة لوجستية متعددة الجنسيات مقرها الإمارات العربية المتحدة، التي كانت حكومتها داعماً رئيسياً لسعي أرض الصومال إلى الاستقلال وتحتفظ أيضا بعلاقات مع إسرائيل.

قد يؤدي أي شكل من أشكال الاعتراف بأرض الصومال إلى نشوب صراع محتمل في هذه المنطقة المضطربة. وكانت التوترات قد تصاعدت العام الماضي عندما قالت المنطقة المتمتعة بالحكم الذاتي إنها توصلت إلى اتفاقية لتأجير أراض لإثيوبيا غير الساحلية لبناء منشأة بحرية على ساحل بربرة مقابل الاعتراف، وتمكنت الصومال من حشد الدعم الدولي ضد الصفقة، وبوساطة تركية، تم إلغاؤها.

ووفقا لكاميرون هدسون، الزميل الأول في برنامج إفريقيا بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، فإن الحكومة الصومالية قلقة من أن الولايات المتحدة ستقطع العلاقات مع الحكومة الفيدرالية وتنهي مشروع بناء الدولة الذي دام عقدا من الزمن لتركز بدلا من ذلك على مكافحة الإرهاب من قواعد رئيسية.

وأوضح أن “الفكرة بين الجمهوريين هي أن ‘هذه ليست دولة’. ليس في مصلحتنا محاولة بناء دولة عاملة في الصومال. يمكننا تنفيذ عمليات مكافحة الإرهاب دون ذلك”.

تحرير: تيسير محمد