“الجمهورية السورية” في وثائق أقدم مخطط لمدينة بأقصى شمال شرقي سوريا

ديرك – نورث برس

في أول مخطط رسمي لمدينة ديرك بأقصى شمال شرقي سوريا، قبل 75 عاماً، تحمل وثائق الدولة، حسبما كشفته ابنة أحد مؤسسي المدينة، لنورث برس، اسم الجمهورية السورية قبل إلصاق صفة العربية على تسمية الدولة منذ عهد نظام البعث (الحزب الحاكم سابقاً) خلال فترة حكم الأسدين.

ومع بدء الاحتجاجات السورية عام 2011 اعتمد المحتجون علم الاستقلال وهو علم الجمهورية السورية (1932 – 1963) والتي تعرف أيضاً باسم الجمهورية الأولى.

الجمهورية السورية

تحمل فاطمة عبد الغني ابنة الحاج عبد الرحمن أحد مؤسسي مدينة ديرك، في يدها وثيقة لأول مخطط رسمي تم تنظيمه في المدينة عام 1949م، حيث يوضح تضاريس ومعالم مدينة ديرك بما في ذلك النهر الذي يمر وسطها، بالإضافة إلى البستان العسكري الفرنسي الذي يعد من أبرز معالم المدينة حينها.

وتقول السيدة السبعينية لنورث برس: “في الوثائق التي نمتلكها تتوضح اسم الدولة هي الجمهورية السورية واسم المدينة ديرك مع أسماء كردية لجميع القرى المحيطة وهي أوراق رسمية معتمدة من الدولة السورية”.

وتضم سوريا مزيجاً من الطوائف الدينية والمذهبية، حيث تتنوع بشكل كبير مما يعكس التعددية الثقافية والدينية الغنية في البلاد، فكل واحدة من مكوناتها  تحمل تاريخها وطابعها الثقافي الخاص.

وتضيف “عبدالغني” أن العلاقة بين سكان المدينة من كرد وعرب وسريان هي علاقة تاريخية يسودها التفاهم والتآخي والتعايش المشترك منذ مئات السنين وقد كانت تشاركنا المكونات في أعيادنا القومية وعلى رأسهم نيافة المطران قرياقس راعي أبرشية السريان الأرثوذكس في الجزيرة عام 1965م.

وتبين السيدة السورية أنها امرأة كردية الأصل تتطلع إلى أن تشعر بروح المواطنة الحقيقية، وأن تكون سوريا وطناً لجميع أبنائها دون تفرقة.

تهميش المكونات

تشير فاطمة عبد الغني إلى أن التسمية الحالية في الدستور المعلن للدولة (الإعلان الدستوري) تعكس نهجاً إقصائياً، وتتجاهل حقوق القوميات الأخرى وفي المقدمة الشعب الكردي العريق، كما أنها استكمال لسياسات البعث الشوفينية والتي مارست الظلم بحقوق الكرد منذ سنوات طويلة.

وخلال الأيام الفائتة، شهدت مناطق سورية، احتجاجات شعبية ضد وثيقة الإعلان الدستوري التي احتفظت باسم الدولة كما في عهد النظام السابق (الجمهورية العربية السورية).

وتظاهر مئات الكرد في شمال شرقي سوريا، تنديداً بالإعلان الدستوري الذي لا يُلبّي في نظرهم تطلّعات مكونات الشعب السوري، مطالبين بسوريا لا مركزية ديموقراطية تعددية.

وتتميز سوريا بتنوع ديني وعرقي غني، حيث تعايشت فيها مكونات مختلفة دينياً ولغوياً لعقود طويلة، رغم كل محاولات السلطات المتعاقبة تهميش المكونات والأقليات الدينية والعرقية وفي مقدمتهم الشعب الكردي وحرمانه من أبسط حقوقه.

حيث عانى الكرد في فترات تاريخية مختلفة من سياسات التهميش والإقصاء طيلة عقود الحكم البعثي لاسباب أيديولوجية وامنية، حرموا خلالها من التحدث بلغتهم وإحياء أعيادهم القومية وسحبت الجنسية من عدد كبير منهم رغم مشاركتهم في كل مجالات الحياة داخل الدولة السورية.

ومع سقوط نظام البعث، يتطلع الكرد في سوريا إلى دولة لامركزية ديمقراطية تعددية تضمن حقوقهم في دستور البلاد ومشاركة حقيقية في مؤسسات الدولة.

تحرير: خلف معو