ألف منزل في قلب الصحراء السورية يصارعون ظروف الحياة شبه المعدومة

علي البكيع – دير الزور

في قلب الصحراء السورية القاحلة، حيث تشتد قسوة الحياة في هذا الفصل البارد، تقع قرية كباجب، ببادية دير الزور شرقي سوريا، التي تحولت إلى واقع للمعاناة والإهمال.

سكانها، العدد القليل الذي عاد إليها بعد سنوات من النزوح، وجد نفسه يواجه واقعًا مريرًا، حيث يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة، العطش ينهش أجسادهم، والجهل يسرق مستقبل أطفالهم.

“أدنى مقومات الحياة”

يقول ماجد العلي لنورث برس، إن “المنطقة معدومة من الخدمات بشكل نهائي، 90 بالمائة من سكان القرية لم يعودوا بسبب انعدام الخدمات ولا يوجد أدنى مقومات الحياة”.

ويضيف أنهم في معاناة يومية في البحث عن المياه، إذ أن إحضار غالون (عبوة أو بيدون) ماء تكون من مسافات بعيدة تصل إلى 50 كيلومترًا، فيما مياه الصهاريج، يصل سعر البرميل الواحد إلى 20 ألف ليرة سورية، وسط غياب شبكات الكهرباء والاتصالات.

ويوجد نحو 100 منزل في القرية تقريبًا، فيما لا يصل مخصصات الخبز إليها ويصل سعر ربطة الخبز من البسطات 10 آلاف إلى 15 ألف ليرة سورية، بحسب “العلي”.

كما يشير إلى أنه لا توجد أدوية وخدمات صحية أو طبية، ما يضطر سكان القرية للتنقل إلى مدينة دير الزور التي تبعد 50 كيلومترًا عن القرية، كما لا توجد سيارات تصل إلى المنطقة غير المخدومة.

ويقول: “إذا مرض أحد أفراد العائلة، يجب أخذ سيارة أجرة تصل تكلفتها إلى 600 ألف ليرة إلى المستشفى إذا كان في الصباح، وإذا كان في الليل لا أجد سيارة ولا أحد يذهب معي”.

ويتابع: “من جهة أخرى، فإن المدارس أيضاً معدومة بشكل نهائي، يوجد أطفال تتراوح أعمارهم من 5 سنوات إلى 10 سنوات لم يدخلوا مدارس ولا حتى يعرفون كتابة أسمائهم، لعدم وجود مدارس ليتعلموا”.

تدهور البنية التحتية

يقول محمد مطيران الفدعان من قرية كباجب لنورث برس، إن البنية التحتية متدهورة “نعاني من انقطاع المياه والاتصالات غير شغالة، ونعاني من كثير من الأمور التي تحتاجها هذه القرية”.

ويضيف: “نحن أصحاب ثروة حيوانية، أينما تذهب توجد ألغام”، حيث تنتشر الألغام الأرضية في كل مكان، ما يجعل كل خطوة قد تكون الأخيرة.

ويشير بالقول: “لا نستطيع العيش إلا في هذا المكان، ونتمنى من الحكومة النظر في الحالة المأساوية، نحاول شراء خزان المياه بأي وسيلة، لو يصل سعر البرميل إلى 100 ألف ليرة، لا توجد مشكلة، ولكن لا يوجد أحد يحضر الماء”.

ويتابع: “نحن معدومون، لا توجد مدارس ولا مستوصفات ولا اتصالات، لا توجد خدمة بشكل نهائي، إذا مرض أحدهم في القرية، إما يتم إسعافه إلى دمشق، أو أقرب مستشفى في مدينة دير الزور والتي تبعد 50 كيلومترًا عن القرية”.

فيما يقول أحمد مطر الفضي: “نحن في قرية كباجب لم يتم الاستماع إلى مطالبنا لا من الحكومة ولا المنظمات، نعاني من نقص حاد في مقومات الحياة. لا توجد كهرباء ولا مياه شرب، لا توجد شبكات اتصال ولا مستوصف”.

ويضيف: “عدنا إلى القرية بعد تهجيرنا من قبل النظام البائد منذ 10 سنوات، وجدناها مسروقة بشكل كامل حتى أعمدة الكهرباء مسروقة معداتها، لا يوجد في المنزل لا أبواب ولا نوافذ”.

ويشير إلى أن المستوصف مدمر وغير مؤهل مسروق بشكل كامل، ولا يوجد تعليم منذ أكثر من 9 سنوات، قائلاً: “لدينا فئة من العمر (فئة الـ 20 عامًا) أميين غير متعلمين في المدارس”.

ويطالب سكان القرية الجهات المعنية في الإدارة الجديدة بتأمين الخدمات الأساسية في المنطقة، من المياه، والكهرباء، وخدمات الإنترنت، والأهم إنشاء مستوصف صحي وتأمين مخصصات الخبز وأن تفرز الدولة للقرية صهاريج مياه الشرب كل يوم.

تحرير: خلف معو