“خيوط الجريمة”.. شباب من كوباني ينتجون مسلسلاً بوليسياً

كوباني – فتاح عيسى

مع مطلع  شهر رمضان الجاري، بدأ ممثلون من كوباني، بعرض مسلسلهم البوليسي “خيوط الجريمة”، على منصات التواصل الاجتماعي، بعد نحو شهرين من تصويره.

ويتم عرض المسلسل بمعدل حلقة كل يومين على منصة “يوتيوب”، وعلى موقعي “فيسبوك” و”انستغرام”.

فكرة المسلسل

تتمحور فكرة المسلسل “البوليسي” حول جريمة قتل، ويتم التطرق فيها إلى مواضيع أخرى مثل انتشار المخدرات وسلبياتها والفساد المالي، بحسب القائمين على تأليف المسلسل.

ويقول دلبرين مسلم وهو مخرج المسلسل، لنورث برس، إن المسلسل يتألف من 12 حلقة، ويشارك فيه نحو 14 ممثلاً وممثلة من كوباني، إضافة إلى كادر من المصورين والمساعدين.

وتبدأ أحداث المسلسل في الحلقة الأولى بجريمة قتل، “حيث يقتل المجرم شخصاً بدافع الغيرة، لأنه كان ناجحاً في حياته وعمله”، بحسب “مسلم”.

ويضيف أنه يتم التطرق لموضوع المخدرات وكيف يؤدي إهمال الأب لأطفاله، وكذلك الحديث عن التنصل من المبادئ والحقوق بسبب المال والفساد المالي.

وتم تصوير مشاهد المسلسل في عدة أماكن بمدينة كوباني منها مركز باقي خدو للثقافة والفن، ومقر الحزب اليسار الكردي وكافيتريات المدينة.

ويعتبر “مسلم”، أن أحداث المسلسل لم تبنى على أحداث واقعية في المدن الكردية، وأن الهدف من التطرق لهذه المواضيع هو تجنب حدوثها.

ويشير إلى أنه وبعد الانتهاء من عرض حلقات المسلسل، أي بعد نهاية شهر رمضان، سيتم عرضه أيضاً في مركز باقي خدو للثقافة والفن على شكل “فيلم”.

ويذكر مسلم أن أغلب المشاركين في المسلسل هم أعضاء فرقة “يكتا” المسرحية، والذين خضعوا لتدريبات على فن التمثيل المسرحي، إضافة إلى تدريب الممثلين على كيفية الوقوف أمام الكاميرا، وكل ما يتعلق بأساسيات التمثيل، في الفترة التي سبقت إنتاج المسلسل.

ظروف وتحديات

يقول مخرج مسلسل “خيوط الجريمة” إنه تم تصوير المسلسل رغم الظروف التي تمر بها المنطقة التي تعيش أجواء الحرب.

وتشهد حالياً مدينة كوباني التي تعرف برمزيتها الدولية في مقارعة الإرهاب، هجمات جوية متكررة من الجانب التركي والفصائل الموالية لها منذ نحو أربعة أشهر.

ويضيف “مسلم” أن “الحرب على المنطقة أدت لتوقف الميزانية المخصصة للمسلسل من قبل مركز باقي خدو للثقافة والفن بعد تخصيصها لحالات الطوارئ، إلا أن الممثلين قرروا متابعة عملهم بإنتاج المسلسل بدون ميزانية”.

ويبين المخرج دلبرين مسلم أنه كان من المقرر دعم إنتاج المسلسل بميزانية جيدة (نحو عشرين ألف دولار) ولكن توقف الدعم بسبب بدء الهجمات التركية على سد تشرين وجسر قره قوزاق بريف كوباني، على حد قوله.

ويضيف أن الميزانية كانت ستساهم بإنتاج المسلسل بشكل احترافي ويشابه إلى حد ما الدراما السورية التي تعرض في القنوات التلفزيونية.

ويشير إلى أنهم لا يمتلكون تقنيات حديثة تساعدهم على إنتاج مسلسل يضاهي المسلسلات التي تعرض على القنوات التلفزيونية، وإنهم استعاروا كاميرات التصوير وأجهزة تسجيل الصوت من أصدقائهم وزملائهم.

هدف المسلسل

تقول فلكناس إبراهام وهي ممثلة رئيسية في المسلسل، إنها تجربتها الأولى في التمثيل، وتلعب دور إعلامية تبحث عن الحقيقة في مسلسل “خيوط الجريمة”، وتحاول عبر مهنتها البحث عن الحقيقة وعن القاتل، وإظهار الوقائع للناس.

وتضيف إبراهام أن هدفهم هو نشر الوعي بين المشاهدين ليأخذوا منه العبر إضافة إلى تمضية وقتهم في شهر رمضان بمشاهدة مسلسل مختلف يمكن أن يشاهده الجميع.

وتذكر إبراهام أن فريق المسلسل عمل بروح الفريق الجماعي عبر مساعدة بعضهم من أجل أن يكون المسلسل ناجحاً.

تجربة أولى

من جهته يقول مصطفى بكار وهو كاتب المسلسل وممثل رئيسي فيه، إنه بدأ بكتابة سيناريو المسلسل في شهر آذار/ مارس من العام المنصرم، وانتهى من الكتابة في شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

ويضيف “بكار” أنه أول تجربة درامية بوليسية لهم، وأن هدفهم من إنتاج هذا المسلسل هو أن يبرهنوا على مقدرتهم بإنتاج مثل هذه الأعمال في مدينتهم كوباني، وخاصة أنه لم يكن هناك مثل هذه الأعمال في كوباني سابقاً.

ويشير إلى أنهم يستفيدون من فكرة انتظار الناس لشهر رمضان من أجل مشاهدة المسلسلات الدرامية، وأن إنتاج المسلسل باللغة الكردية هدفه الوصول إلى مشاهدين قد لا يفهمون (اللغة) المسلسلات باللغة العربية.

ويبين كاتب المسلسل أنه خضع لعدة دورات في كتابة السيناريو والسينما والتصوير والمسرح، ولديه أكثر من عشرة أعمال مسرحية، ويعتبر كتابة المسلسل تجربة معمقة لم تحدث سابقاً في مدينته.

ويذكر “بكار” أنه كتب أحداث المسلسل كقصة وحبكة في البداية، ثم كتب السيناريو، ولكن ما عانوه هو صعوبة تنفيذ الحبكة والإثارة على أرض الواقع، الأمر الذي دفعهم إلى محاولة الربط بين أحداث المسلسل عبر إضافة وإزالة مشاهد، وإضافة شخصيات من أجل تنفيذ الحبكة الدرامية حتى نهاية المسلسل.

ويشبه المسلسل إلى حد ما مسلسلات الدراما السورية، وأن هدفهم هو البرهان على استطاعتهم ومقدرتهم بإنتاج مسلسلات درامية وبوليسية، وليست فقط إنتاج مسلسلات تتحدث عن مشاكل وهموم الناس، أو إنتاج مسلسلات كوميدية فقط. 

وفي رمضان 2024 أنتج ممثلون من كوباني مسلسلاً اجتماعياً تحت عنوان “جيان” أي الحياة (بالعربية)، الذي ركز على العادات والتقاليد البالية في المجتمع والتي تؤثر على حياة الشباب، خاصة فيما يتعلق بالزواج والتدخل الأسري في اختيار الشريك، وكيفية تغليب مصالح العائلة على مصالح الأفراد، حيث لاقى المسلسل نجاحاً في عدد المشاهدات الذي تجاوز 150 ألف مشاهدة على منصة “يوتيوب”.

تحرير: خلف معو