ألماني معتقل من تنظيم "الدولة الإسلامية" يطالب حكومة بلاده بإعادته
الحسكة – جيندار عبدالقادر – نورث برس
أوس نيازي غولم، /41/ عاماً، "داعشي" ألماني من أصول تركية، دخل الأراضي السورية من منطقة الراعي في بلدة الباب، /60/ كم شمال شرقي حلب، وانتقل إلى الرقة، ليسلم نفسه بعدها لقوات سوريا الديمقراطية أثناء الحملة العسكرية التي أطلقتها الأخيرة لطرد تنظيم "الدولة الإسلامية" منها صيف 2017.
يقبع غولم الآن في سجن الحسكة المخصص لمعتقلي التنظيم تحت إشراف قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف الدولي، في غرفة مع نحو /20/ شخصاً من جنسيات أوروبية مختلفة، بينهم أطباء وإعلاميون على حد قوله، ويطالب الحكومة الألمانية بالتواصل مع قسد لإعادته إلى بلاده.
ولد غولم في ألمانيا ويحمل جنسيتها، وينحدر من أصول تركية حيث انتقل والداه منها إلى ألمانيا، كان يقيم في مدينة "هلدسهايم" القريبة من ولاية هانوفر الألمانية. عمل في المجال الإعلامي والتجارة، إلى أن دخل الأراضي السورية مع زوجته في 2015، لينتسب إلى صفوف تنظيم "داعش".
يقول غولم، لـ"نورث برس"، إنه جاء إلى سوريا لأول مرة عام 2012، وكان يعمل في "منظمة خيرية" تسمى (هيفنن نوت)، كانت تنشط في إدلب ودارة عزة في ريف حلب الغربي.
ويضيف،" بعد أن استمعت إلى خطاب (أبو بكر بغدادي) عام 2014 تأثرت كثيراً وقررت المجيء من ألمانيا إلى أراضي الدولة الإسلامية في سوريا".
يروي غولم تفاصيل انتقاله من ألمانيا إلى الأراضي السورية، ويقول إن مر بالنمسا، وهنغاريا، ورومانيا، وبلغاريا وصولاً إلى تركيا، " أحد أفراد التنظيم أرشدني إلى فندق في مدينة غازي عنتاب التركية، بقيت فيه لأربعة أيام، ليرسل إلينا بعدها سائق سيارة أجرة، أوصلنا إلى بلدة الراعي في منطقة الباب".
وانتقل إلى محافظة الرقة التي كانت عاصمة التنظيم المزعومة، لينضم إلى إحدى الكتائب القتالية.
يجيد غولم، أربع لغات وهي الألمانية والإنكليزية والتركية والعربية، لذلك لم يكن يشارك في الأعمال القتالية في كتيبته، على حد قوله.
وحول حياته داخل التنظيم، يقول: "لم تكن حياتي جيدة، عرفت أنه تم خداعي، رأيت الكثير من الفظائع والتعامل السيء مع النساء، وأدخلوني السجن لأنني كنت أرفض ممارساتهم التي يرتكبونها بحق المدنيين".
سلّم غولم نفسه إلى قوات سوريا الديمقراطية، في مدينة الرقة صيف 2017، عندما أطلقت الأخيرة حملة عسكرية لطرد التنظيم منها، وقال إنه ندم كثيراً على خوضه هذه التجربة "الخطيرة" في حياته.
أما عن مسألة تسليم نفسه يقول، "تكلمت مع أم زوجتي في ألمانيا للتواصل مع الاستخبارات الألمانية، وأنا أيضاً تواصلت معهم، وقالوا لي سلّم نفسك لقوات سوريا الديمقراطية وسوف نقوم بجلبك إلى ألمانيا".
ينتقد غولم موقف الاستخبارات الألمانية ويدعي أنها كذبت عليه، "قالوا لي سلّم نفسك لقوات سوريا الديمقراطية، ستبقى لديهم نحو /6/ أشهر ومن ثم سنجلبك إلى ألمانيا، ولكنهم لم يفوا بوعدهم".
ويرى غولم أن الحكومة الألمانية مطالبة بالتواصل مع قوات سوريا الديمقراطية لمعرفة مصيره، "أريد أن أعرف هل سيأخذوننا أم لا؟ لا بد لهم أن يقولوا لنا ما هو مصيرنا، لا بد أن يعيدوننا إلى بلداننا".
وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية بدعم وإسناد جوي من التحالف الدولي لمكافحة تنظيم "داعش"، في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2017، من طرد التنظيم من محافظة الرقة التي كان قد أعلنها عاصمةً لخلافته المزعومة.