سكان بالقامشلي يرحبون بمبادرة السلام الكردية التركية ويأملون وقف هجمات الأخيرة عليهم

نالين العلي – القامشلي

لا يزال الخوف والقلق يرافقان حفيظة في كل مرة تستهدف تركيا مدينتها القامشلي، شمال شرقي سوريا، فيما يأمل سكان المنطقة كبح جماح الجارة الشمالية من هجماتها بعد مبادرة السلام الكردية – التركية.

ولم تتوقف الهجمات التركية على جارتها الجنوبية سوريا، منذ سنوات الأزمة التي شهدت سوريا خلال أكثر من عقد ونصف مع اندلاع الاحتجاجات ضد الرئيس السوري السابق بشار الأسد، ولا تزال مستمرة حتى بعد سقوط نظامه نهاية العام الفائت.

ويطالب سكان في القامشلي بوقف الهجمات التركية بعد سد الذرائع التركية بمحاربة حزب “العمال الكردستاني” في سوريا، على أعقاب دعوة الزعيم الكردي المسجون عبدالله أوجلان حزبه إلى إلقاء سلاحه وحل نفسه والبدء بعملية سلام جديدة تنخرط فيها كل الأطراف في تركيا.

تأثير الهجمات

تقول حفيظة حسين من سكان حي العنترية بمدينة القامشلي شمال شرقي سوريا, لنورث برس إنه “لا يمر يوم دون استهداف تركي والذي أصبح ضمن روتين حياتنا, في كل مرة تستهدف فيها تركيا مناطقنا, يبث الخوف والرعب في نفوس أطفالنا”.

وتضيف أنه “هناك كبار في السن ومرضى لدينا, وأثناء الاستهداف يصعب عليهم الخروج والتحرك, ويتأثرون أيضاً بهذه الهجمات”.

وتشير “حسين” إلى أنه “حتى الاطفال لم يسلموا من هجمات تركيا وأصبحوا يعرفون جيداً أن تركيا تقوم بقصفهم واستهداف مدينتهم, يعيشون حالة رعب وخوف شديدة من أصوات الاستهداف التي تضرب منطقتنا”.

كما تقول علياء قاسم من سكان حي ميسلون بمدينة القامشلي, إن أغلب الاستهدافات تكون على المؤسسات الخدمية والبنية التحتية, ما يعرضنا لحرمان من جميع مقومات الحياة”.

وتتساءل “قاسم” بالقول: “ماذا تريد تركيا منا, وماذا لديها هنا حتى تقوم باستهداف مناطقنا وتدميرها؟”.

وتتذرع تركيا دوماً بمحاربة حزب العمال الكردستاني في سوريا، فيما يتأمل السكان أن تنتهي هذه الذرائع والحجج مع دعوة السلام التي أطلقها أوجلان والتي لاقت ترحيباً إقليمياً ودولياً واسعاً.

“مطلبنا السلام”

يقول حكمت عثمان من سكان حي ميسلون في القامشلي, إن “مطلبنا الوحيد هو السلام ووقف تركيا عن استهدافها لمناطقنا والبنية التحتية والعيش بأمان وسلام مع جميع المكونات المتواجدة ضمن المنطقة”.

كما يطالب رضوان الخلف من سكان حي قدور بك بالقامشلي, كغيره من السكان بالسلام للمنطقة وتدخل الدول الخارجية لوقف تركيا عن استمرار هجماتها على السكان والبنية التحتية.

ويضيف “الخلف” لنورث برس، أن “استهداف تركيا للمؤسسات الخدمية والبنية التحتية يحرم السكان من مقومات الحياة الأساسية مثل المياه والكهرباء والمحروقات والتي تعد جريمة حرب”

ويشير إلى أنهم “منذ عامين لم نر الكهرباء النظامية نتيجة استهداف تركيا لمحطات توليد الكهرباء وإخراجها عن الخدمة, هذه الاستهدافات جميعها تؤثر علينا نحن المدنيين وعلى نظام حياتنا”.

فيما لاتزال هجماتها مستمرة، ألحقت تركيا أضراراً كبيرة بالسكان والبنية التحتية شمال شرقي سوريا، إذ استهدفت خلال السنوات الماضية عشرات الهجمات الجوية على منشآت حيوية كحقول النفط ومنشآت الغاز ومراكز توليد الكهرباء.

وكانت “هيومن رايتس ووتش” قد سلطت في تقارير عديدة التركيز على انتهاكات تركيا شمالي سوريا، مشيرة إلى أن “الغارات بطائرات مسيَرة التي شنتها القوات المسلحة التركية على المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في شمال شرق سوريا بين 5 و10 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ألحقت أضراراً بالبنية التحتية الحيوية وأدت إلى انقطاع المياه والكهرباء عن ملايين الأشخاص”.

ومنذ العام 2016، نفذت تركيا ثلاث عمليات عسكرية واسعة النطاق في سوريا، وباتت القوات التركية وفصائل سورية موالية لها تسيطر على شريط حدودي واسع في سوريا.

تحرير: خلف معو