زانا العلي – الرقة
باع أحمد سيارته التي كان يعمل عليها بنصف قيمتها، ليأخذ والده الذي يحتاج إلى عمل جراحي (قلب مفتوح) إلى مشافي دمشق لعدم توفر العلاج اللازم في الرقة.
ويعاني سكان الرقة في شمالي سوريا، من تدهور الخدمات الصحية وقلة المراكز في الريف وعدم توفر العلاج والأدوية فيها، لا سيما في ظل قلة المنظمات الطبية الراعية للقطاع الصحي.
عدم توفر العلاج والاختصاصات
يقول أحمد سليمان (35 عامًا)، أب لسبعة أطفال: “بعت سيارتي قبل أسبوعين بمبلغ 3 آلاف دولار أميركي بنصف قيمتها، لأن أسعار السيارات الآن منخفضة”.
وأجبر “سليمان” على بيع مركبته لتأمين مبلغ عملية والده التي تكلف أكثر من ثلاثة آلاف دولار أميركي في دمشق، وهذا العمل الجراحي غير متوفر في الرقة، على حد قوله.
ويضيف: “عملية والدي كانت ناجحة، الحمد لله، ولكن ظروفي الاقتصادية أصبحت تحت الصفر، ولا أستطيع إعالة عائلتي ووالدي، بينما باقي إخوتي الشباب أوضاعهم المادية سيئة وليس لديهم ما يدفعونه”.
فيما خلال أسبوعين، لجأ ياسر محمد عبدي إلى عشرة أطباء في الرقة لمعالجة ابنته التي تبلغ من العمر ستة أشهر، ولكن في النهاية لم يتمكنوا من تشخيص مرض ابنته بشكل سليم إلا بعد إرسال التحاليل وتصوير الطبقي المحوري إلى أحد أطباء دمشق.
ويقول “عبدي”، لنورث برس، “آخر طبيب لجأت إليه في الرقة والتي كانت عبارة عن استشارة طبية أخذ معاينته 100 ألف ليرة سورية، بينما كانت معاينة الأطباء الآخرين 75 ألف ليرة سورية”.
ويعمل “عبدي” موظفًا في إحدى مؤسسات الإدارة الذاتية بالرقة بمرتب شهري قدره مليون ومئة ألف ليرة سورية، ويقول إن إيجار منزله 75 دولار أميركي، فيما مرض طفلته نفذت كل طاقاته، ما تسبب بتراكم الديون عليه في الوقت الحالي.
ويضيف: “أننا نتحمل كل متاعب الحياة ولا ضمانات صحية لدينا ولعائلاتنا، في حين أن المرتب الشهري لا يكفي إلا لإيجار المنزل والكهرباء.
المشافي العامة بحاجة للدعم
يقول مالك الجاسم منسق قسم الإسعاف في المشفى الوطني بالرقة، لنورث برس، إن الخدمات في المشفى بحاجة الى دعم لتلبية متطلبات الواقع الصحي في الرقة وريفها.
وبينما لا تعالج المشافي العامة في الرقة إلا الحالات الإسعافية الخفيفة، تفتقر المعالجة الطبية إلى الدعم اللازم لمساعدة السكان.
ويطالب سكان في الرقة بأن تصبح الطبابة في المنطقة ضمن القطاع العام فقط، بعيدًا عن القطاع الخاص الذي لا يراعي الوضع الاقتصادي المتردي للسكان.
ويضيف منسق الإسعاف في المشفى الوطني، أنهم يستقبلون من 200 إلى 250 شخص يومياً، وأنهم بحاجة ماسة الى أجهزة للمشفى ومنها أجهزة الأشعة والطبقي المحوري، فضلاً عن عدم توفر التحاليل الإسعافية بسبب نقص المواد الطبية.
ويشير إلى أن نسبة كبيرة من المرضى والمراجعين هم من خارج الرقة الأمر الذي يفاقم المعاناة ويزيد عبء المشفى.
ويعاني القطاع الصحي في الرقة من صعوبات عدة نتيجة الدمار الذي لحق بالمشافي والمراكز الطبية، وتراجع الدعم من قبل المنظمات، مما أدى إلى تراجع أعداد العاملين في المراكز الطبية من أطباء وممرضين، بسبب قلة الرواتب.