هل تغيرت حسابات الانسحاب الأميركي من سوريا بعد 8 ديسمبر؟

القامشلي – نورث برس

رغم حديث وسائل إعلام أميركية عن إعداد البنتاغون خططاً للانسحاب من سوريا، لكن الواضح أن الحسابات الأميركية يحكمها الوضع في البلاد بعد الثامن من كانون الأول/ ديسمبر الماضي يوم سقوط نظام الأسد، بسبب الفراغ الأمني والفوضى العسكرية وعدم وضوح الرؤية في دمشق، وأخيراً تهديد لا يزال يشكله تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” ومصير الآلاف من معتقليه في سجون قوات سوريا الديمقراطية.

فماذا عن مصير حليفتها “قسد”، وهل تنسحب واشنطن وتترك كل هذه الفوضى وراءها بعد 11 عاماً من الدخول إلى الأراضي السورية، وسط رؤية سابقة لترامب ووعود انتخابية بإعادة الجنود الأميركيان إلى بلدهم؟.

يشير حازم الغبرا، وهو سياسي ومستشار سابق في الخارجية الأميركية، إلى أنه لا يوجد قرار أميركي حاسم بشأن بقاء القوات أو انسحابها من سوريا، ويتفق معه المحلل السياسي العراقي إبراهيم السراج، في عدم وجود نية للانسحاب بالوقت الحالي.

تحديات ودول فاعلة

يقول الغبرا لنورث برس، إن الوضع في سوريا مختلف تماماً عن أماكن أخرى يتواجد فيها الجيش الأميركي.

و يشير إلى أن التواجد الأميركي في سوريا يشمل مواجهة تحديات متعددة مثل وجود تركيا، وتهديدات “داعش”، وطموحات إيران، فضلاً عن غموض رؤية الحكومة السورية في دمشق.

ويذكر أن الانسحاب الأميركي من سوريا “قضية معقدة “، فهناك “توازن حساس للقوى في المنطقة  ولا يمكن المساس به في هذه المرحلة”.

“توازن استراتيجي”

يرى المحلل السياسي العراقي إبراهيم السراج، أن وجود القوات الأميركية في سوريا يعد جزءاً من التوازن الاستراتيجي في المنطقة.

ويضيف في تصريح صوتي لنورث برس، أن استمرار الوجود الأميركي في سوريا يعود إلى عدة عوامل، “أبرزها توفير الغطاء للعمليات الإسرائيلية في سوريا، سواء البرية أو الجوية، بالإضافة إلى الأهمية الاستراتيجية لمنطقة الجنوب السوري التي تطمح إسرائيل لضمها، وهو ما تتوافق فيه الولايات المتحدة مع الرغبات الإسرائيلية”، على حد قوله.

يعتقد السياسي العراقي أن وجود القوات الأميركية يساهم في مواجهة الهيمنة التركية والوجود الروسي في المنطقة، فضلاً عن كونه ورقة ضغط على الأطراف الأخرى مثل إدارة أحمد الشرع في دمشق.

تحذيرات

يحذر السياسي الأميركي حازم الغبرا، من أن أي انسحاب أميركي قد يؤدي إلى مشكلات كبيرة، بما في ذلك الحلفاء في الشمال السوري، بالإضافة إلى فوضى محتملة في السجون التي تضم عناصر “داعش”.

بينما يرى السراج أن الوضع على الأرض في سوريا يستدعي بقاء القوات الأميركية، ويقول إن الولايات المتحدة “تمتلك استراتيجية واضحة في المنطقة ولا تفكر في مغادرة سوريا”. 

وفي السابع من شباط/ فبراير الفائت، قال قائد قوات سوريا الديمقراطية الجنرال مظلوم عبدي، إن  تنظيم “داعش” يستغل الفراغ الأمني الذي خلفه النظام السوري في البادية السورية لتخزين أسلحة وإنشاء مواقع استراتيجية.

ويوجد في سوريا حوالي 900 جندي أميركي في مهمة مشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية لمحاربة “داعش”. 

 إعداد وتحرير: عبدالسلام  خوجة