بعد المجزرة الثالثة.. عشيرة السبخة تطالب “قسد” بالتدخل لحماية أبناء المنطقة
الرقة – مصطفى الخليل – نورث برس
طالب شيخ عشيرة السبخة، محمد تركي السوعان، قوات سوريا الديمقراطية بالتدخل لإيجاد حل أمني توافقي مع قوات الحكومة السورية، لحماية أبناء المنطقة من تكرار حوادث "القتل الممنهج بحق الأبرياء" في بادية السبخة /30/ كم جنوب شرق مدينة الرقة.
وقامت مجموعة مسلحة مجهولة الهوية بارتكاب مجزرة بحق /11/ مدنياً من أبناء قريتي "الغانم العلي" و"زور شمر"، حوالي /15/ كم شرقي مدينة السبخة، عصر الجمعة الفائت، أثناء قيامهم برعي أغنامهم في البادية المتاخمة لقراهم من الجهة الجنوبية.
وذكرت مصادر أهلية، لـ"نورث برس"، أن أفراد المجموعة المسلحة مجهولة الهوية الذين ارتكبوا المجزرة، كانوا يستخدمون دراجات نارية وآليات مموهة، وسرقوا ألفي رأس من الغنم مع جرارين زراعيين وسيارة شاحنة، ولاذوا بالفرار باتجاه البادية السورية جنوباً.
وأوضح شيخ عشيرة السبخة إن حادثة القتل بحق رعاة أغنام من أبناء عشيرة السبخة هي الثالثة من نوعها، فقد ارتُكبت جريمة القتل الثانية خلال الشهر الماضي في الظروف نفسها، مضيفاً " وجرت حادثة قبلها بعام أيضاً، استهدفت مجموعة من أبناء قرى السبخة كانوا يقومون بجمع فطر الكمأة".
وكانت مجموعة مجهولة الهوية قد قامت، في الرابع من شهر كانون الثاني/ يناير الفائت، بارتكاب مجزرة بحق /21/ مدنياً من أبناء قريتي "الشريدة والجبلي" جنوبي السبخة، حيث أوضحت مصادر محلية أن القتل تم بواسطة طلقات في الرأس، ونجا من حادثة القتل تلك طفل بحدود الثانية عشرة من عمره.
فيما شهدت منطقة السبخة، شتاء العام الماضي، جريمة قتل جماعي بالطريقة نفسها بحق مجموعة من الأهالي كانوا يقومون بجمع نبتة "الكمأة" في المراعي الواقعة جنوب السبخة راح ضحيتها حوالي /20/ شخصاً قرب المكان نفسه، ما يرفع عدد ضحايا الحوادث الثلاث إلى /52/ شخصاً.
وأشار السوعان، الذي فقد ثلاثة أشخاص من أبناء عمومته في حادثة القتل التي جرت الشهر الماضي، إلى أن رعاة الأغنام الذين قُتلوا بهذه الطريقة ليسوا "إرهابيين، ولا يحملون فكراً إرهابياً، ولا ينتمون لأي فصيل عسكري".
ويشكك السوعان، في عدم معرفة قوات الحكومة السورية لـ" من يقف وراء هذه الحوادث المتكررة بطريقة ممنهجة", متابعاً " إن النظام السوري الذي يحكم السيطرة على تلك المنطقة، يقول إنه من أبناء البلد، لكن ينبغي على ابن البلد أن يحافظ على الناس ويحميها؟".
وتقع قرى عشيرة "السبخة" إحدى عشائر قبيلة "البو شعبان" على يمين نهر الفرات، بدءاً من نقطة المقص غرباً قبالة مدينة الرقة عند مدخل الجسر الجديد، إلى معدان العتيق/70/ كم غربي مدينة دير الزور.
وسميت هذه المنطقة باسم خط السبخة كون عشيرة السبخة هي أكبر العشائر التي تقطن على طول منطقة الشامية، مع أبناء عشائر العفادلة، والبومانع، وشمر، والبورمضان، والبوسبيع، والبوحمد.
وقال السوعان إن حادثة القتل بهذه الطريقة، استهدفت للمرة الثالثة أبناء عشيرة السبخة تحديداً، ما جعلهم يشعرون بعدم الأمان.
ويفصل معبر "العكيرشي"، /18/ كم شرقي الرقة، بين مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في الريف الجنوبي من مدينة الرقة حتى قرية الدلحة /21/ كم جنوب شرقي الرقة، والمساحات التي تسيطر عليها قوات الحكومة السورية في منطقة السبخة.