هل أضعفت معارك تركيا ضد “قسد” سوق مبيعات رائدة المسيّرات التركية “بيرقدار”؟

لامار أركندي – نورث برس

مؤخراً شهد جسر قره قوزاق جنوب كوباني، وسد تشرين بريف منبج، شمالي سوريا، قصفاً جوياً مكثفاً استخدمت فيه تركيا رائدة طائراتها المسيّرة “بيرقدار” المنافسة لمثيلاتها الأميركية والإسرائيلية والروسية والإيرانية وغيرها، وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية إسقاطها لعدة مسيرات.

وأعلنت “قسد” إسقاط أربع مسيّرات من نوع “بيرقدار”، ناهيك عن عدد من المسيرات التركية الأخرى التي تشارك فصائل “الجيش الوطني السوري” الموالي لأنقرة وبعض أفراد الجيش التركي المعارك الدائرة على الجسر والسد, لتتوالى انكسارات المقاتلة البرمائية التي تباع الواحدة منها بما يقرب الـ 25 مليون دولار وفق ما كشفه خبراء عسكريون والذين قدروا خسائر أنقرة من الإسقاطات الأربعة للدرون الأسطورة بما يعادل الـ 100 مليون دولار خلال أيام قليلة .

السادسة عالمياً  

 تنافس شركة “بايكار” لتنكولوجيا الدرونات التركية مثيلاتها حول العالم بأحدث مسيرة وهي “بيرقدار تي بي 3” التي يصل طولها لأكثر من ثمانية أمتار وبارتفاع يتجاوز المترين فيما يبلغ طول جناحيها 14 متراً .

ويقدر خبير الطيران الحربي الضابط العراقي المتقاعد الطيار إسلام  سعدي، الحد الأقصى لوزن الدراون التركية بـ 1600 كيلوغرام وقدرة تحمل تصل لقرابة يوم كامل، صنفها الضابط العسكري في تصريح لنورث برس ضمن خانات المقاتلات الصبورة أو ذات النفس الطويل، بحسب وصفه .

وأشار سعدي إلى أن تركيا تستحوذ على المرتبة السادسة عالمياً في إنتاج المسيرات “بيرقدار”، منوهاً في الوقت ذاته إلى أن دولاً خططت لشراء هذه النوعية من المقاتلات دون طيار تدرس في هذا الوقت بشكل مكثف وتتابع على نحو دقيق التقارير الواردة عن إمكانات المسيرات وعدد إسقاطاتها وقوة تحملها ونقاط ضعفها قبل أن تغامر بإبرام عقود شراء واستيراد هذه النوعية وغيرها من الأسلحة ما إذا كان يسهل إسقاطها خلال المعارك التي استخدمت فيها .

الأمر الذي أكده مهندس الطائرات المسيرة موسى ضغيم لنورث برس، “أعرف أن دولاً كانت قد اتفقت على شراء بيرقدار لكنها أعادت النظر في صفقات الشراء”.

ويقول إن العمليات العسكرية الجارية في جسر قره قوزاق وسد تشرين، بين قوات سوريا الديمقراطية وفصائل “الجيش الوطني” بمشاركة المقاتلة التركية, وكيفية اختراق “قسد” دفاعات رائدة الدرون التركية وإسقاطها، كانت من أهم الأسباب في تغيير رأيها، على حد قوله.

الأمر الذي دفع دولاً لإعادة النظر في صفقات شراء المقاتلة المكلفة، بحسب ضغيم الذي قال: “نجحت بيرقدار في الصراعات التي دارت في أوكرانيا بين كييف وموسكو, وفي أذربيجان, والعراق, وليبيا وسوريا. ولكن يبدو أن المقاتلين الكرد خبروا كيفية التعامل مع هذه الأسطورة العسكرية, وبالتالي إسقاط عدد منها على مدار أيام، وهو ما أثر على نحو كبير على سوق مبيعاتها التي تجني أنقرة من صفقات بيعها أرباحاً خيالية”.

ويشير إلى أن “الأمر لا يؤثر فقط على سوق بيرقدار بل يتخطاها ليؤثر على صادرات الصناعات العسكرية التركية بشكل عام لاسيما وأن قسد تسقط مسيرات وتدمر أسلحة تركية يستخدمها الجيش الوطني والتي غالباً هي أسلحة تركية فتتوالى خسائر أنقرة  على نحو كبير، لتهبط صادرات الأسلحة هذا العام بشكل لافت بالمقارنة مع زخم عروض شراء الأسلحة التي كانت تنهال عليها أي تركيا من مختلف الدول حول العالم  خلال الأعوام الفائتة”، وفقاً لضغيم.

ونشرت صحف تركية تقارير قدرت صادرات القطاع العسكري من المقاتلات المسيّرة والأسلحة والذخائر والعربات المدرعة لعام 2023 ب ( 5\5) مليار دولار.

وفي ذات السياق أشار الخبير الاقتصادي هشام الريس، إلى أن “الإقبال على شراء الأسلحة العسكرية التركية بدأ يتراجع بشكل كبير مقارنة بالعام الماضي بالعام الذي تلاه”.

وأضاف خلال حديث خاص لنورث برس: “حققت تركيا في 2020 ما لا يقل عن 11 مليار دولار من مبيعات الأسلحة لكنها انخفضت في 2023 إلى أقل من 6 مليار دولار وحتمية انخفاض الأرباح لأقل من ذلك خلال السنوات القادمة”.

وتمتلك “بيرقدار” التركية خاصية الاختفاء، ورغم الإمكانات التي تمتلكها المقاتلة التركية وصعوبة إسقاطها إلا أن حزب “العمال الكردستاني” المعارض في تركيا، أعلن  في بيان على موقعه الإلكتروني الخاص العام الفائت، أنه يمتلك تقنيات لإسقاط المسيرات التركية وأنه دمر15 مسيرة من بينها اثنتين من نوعية “بيرقدار”.

تحرير: خلف معو