دلسوز يوسف – الحسكة
انتقدت أحزاب سياسية في الجزيرة السورية، “سياسة الإقصاء” وتمثيلهم الحقيقي في مؤتمر الحوار الوطني الذي انعقد في دمشق، واصفة المؤتمر بأنه “خطأ فادح ولن يكتب له النجاح”.
واختتمت الثلاثاء الفائت، فعاليات مؤتمر الحوار الوطني بمجموعة من المخرجات أبرزها تشكيل لجنة لإعداد مسودة دستور دائم للبلاد، فيما لاقى المؤتمر موجة انتقادات من الأطر السياسية حول شكل وآلية انعقاده ومخرجاته.
إقصاء المكونات
يقول عماد تتريان، الأمين العام لحزب الاتحاد الأرمني، إن اللجنة التحضيرية للمؤتمر “ليس لها صلة بالحوار الوطني لأنها أقصت المكونات المتواجدين في شمال شرقي سوريا”، معتبراً أن “الذين تم دعوتهم يقطن غالبيتهم في دمشق ولا يمثلون سوى أنفسهم”.
ويبين “تتريان”، أنهم كمكون أرمني يتواجدون على هذه الأرض منذ الإبادة الأرمنية عام 1915 على يد الدولة العثمانية، “نحن نمثل هذه الشريحة وعندما لا نتواجد نعتبر ذلك تهميشاً لنا وإقصاء للمكونات”.
ويشدد السياسي الأرمني، على أنه يجب أن تكون أهداف المؤتمر مبنية على الشفافية والمصداقية دون تتدخل للقوى الخارجية والسير وفق رؤاها.
ويشير إلى أنه “كان يجب أن يضم المؤتمر جميع الأحزاب السياسية السورية لبناء سوريا ديمقراطية تعددية وليست سوريا رمادية”.
وعقب إقصاء تمثيلها، قالت الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا، على أعقاب المؤتمر، إن “مؤتمر الحوار الوطني لا يمثل الشعب السوري، ونحن كجزء من سوريا ولم يتم تمثيلنا نتحفظ على المؤتمر شكلاً ومضموناً ولن نكون جزءاّ من تطبيق مخرجاته”.
فيما أصدر 35 حزباً سياسياً في شمال شرقي البلاد، بياناً، قالت فيه “المؤتمرات التي تعقد بتمثيل شكلي لأفراد لا يعكسون حقيقة المكونات السورية، فلا معنى ولا قيمة لمخرجاته”.
“اللون الواحد”
يرى محمد درويش، الناطق باسم حزب الوطن السوري، أن الحوار الوطني ضرورة ملحة في هذا الظرف الحساس بعد سقوط نظام البائد.
ويضيف أنه “مهما يكن سواء أكان هناك أياد خفية أو فرض سياسة اللون الواحد، هذا يعتبر خطأ فادحاً، كنا نبتغي أن نرأب الصدع لا نوسع الهوة من جديد، نريد أن يجتمع السوريون حول المصلحة السورية العليا”.
ويقول “درويش” في تصريح لـنورث برس، “كان يجب أن يدعى جميع المكونات والأطراف السورية دون التركيز على الانتماء والتوجهات والأيدولوجيات الضيقة، سوريا جميلة بتعددها وليس بتشابهها، كون تاريخ العيش المشترك بين السوريين يمتد لآلاف السنين”.
ويصف “درويش”، دعوة بعض الشخصيات إلى دمشق لتمثيل مناطق شمال شرقي سوريا بـأنه “أمراً سلبياً”.
ويشير إلى أنه كان يتمنى اللقاء على أرض الجزيرة التي كانت سيؤدي إلى رسائل إيجابية ومنح أرضية أوسع لتمثيل النخب السياسية والمجتمعية والثقافية، وفق قوله.
ويؤكد السياسي السوري، أن “التعدد والتنوع لا يعني كما يحاول البعض الاصطياد في المياه العكرة ويتغنون بشعارات واهية ويرددون موضوع الانفصالية والانفصاليين، فهذه المنطقة غنية بتعددها فيها من الكرد والعرب والإيزيدين والشيشان والشركس والمسيحيين وغيرهم من فسيفساء السوري الجميل”.
ويرى أن “أي مؤتمر للحوار الوطني من مقتضياته أن يشمل جميع السوريين ويجب أن يمثل فيه النخب الثقافية السياسية والمجتمعية على امتداد الجغرافية السورية، وأن أي اختلاف لهذا التوجه لا يحقق مقتضيات المؤتمر الناجح”.
فيما تقول شاميرام دنحو، الرئيسة المشاركة لحزب الاتحاد السرياني، “كنا نأمل في حوار وطني بتمثيل جميع المكونات دون إقصاء أحد”.
وتضيف في تصريح لـنورث برس، أن “إقصاء محافظة الحسكة التي تمثل مكونات كثيرة من الكرد والعرب والسريان والأرمن، خطأ سياسي”.
وتشدد السياسية السريانية “دنحو”، بأن “لغة الحوار هي الأساس، كون نحن كشعب متكاتفون مع بعضنا، آمالنا وحقوقنا وأهدافنا واحدة طالما نعيش على أرض واحدة، لذلك عدم تمثيل حقيقي لن يكتب للمؤتمر النجاح لأن كل مكون يمثل نفسه”.
وكانت اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني قد أعلنت سابقاً عدم دعوة قوات سوريا الديمقراطية للمشاركة “بحجة أنها تتمسك بالسلاح”، وعقدت اللجنة جلسات حوارية لأبناء الحسكة والرقة خارج المحافظتين في دمشق.
فيما شدد قائد “قسد” مظلوم عبدي أن الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا قررت إجراء حوار خاص بها حول مستقبل البلاد، بعد استبعادها من الحوار الوطني.
كما أعرب عبدي عن استعداده لأن تكون قواته جزءاً من وزارة الدفاع الجديدة، لكنه قال إن عليها الانضمام ككتلة واحدة وليس كأفراد، وهي فكرة رفضتها سابقاً الحكومة الجديدة، وفق ما نقلت وكالة “رويترز“.