ريف القامشلي.. هل تنقذ الهطولات المطرية الأخيرة الموسم الزراعي؟

نالين علي – نورث برس

مع الهطولات المطرية الأخيرة، لا زال يتخوف المزارع عمار هذه السنة من غياب الإنتاج من موسم أرضه الزراعي بريف القامشلي, بعد تأخر هطول الأمطار بشكل عام في المنطقة  هذه السنة.

وسجلت منطقة الحسكة، معدلات مطرية تزيد عن 10 ملم خلال الأسبوع الماضي، بحسب هيئة الزراعة والري في الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا.

تأخر الأمطار وقلة المخزون

يقول عمار إبراهيم، مزارع من قرية سنجق سعدون بريف عامودا غرب القامشلي, لنورث برس، “هذه السنة الأمطار تأخرت ونحن خائفون جداً من عدم تخزين المياه وتأثيرها على محصولنا الزراعي.

ويضيف أن “هطول الأمطار خلال هذا الأسبوع والمنخفضات ساعدنا قليلاً على زراعة القمح, ولولا ذلك كان المحصول مضروباً هذا العام ولم نكن سنحصد أي شيء”.

ويشير المزارع إلى أن المحاصيل البعلية فشلت مبيناً أنه حتى المحصول السقي (المروي) “في حال لم تأت الأمطار كان مستحيلاً أن يكون هناك إنتاجاً للحنطة (القمح)”.

فيما فواز إبراهيم وهو مزارع من قرية سنجق خليل بريف عامودا غرب القامشلي, يقول لنورث برس، إن  “الأمطار إذا بقيت على هذا الحال وبنسبة قليلة وعلى شكل بخات فإننا نحن المزارعين لن نكون مستفيدين منها”.

ويضيف أن “الأمطار التي هطلت هذا الأسبوع كانت فقط مساعدة للزرع السقي, غير ذلك نحن خاسرون هذا العام في الزراعة نتيجة تأخر الأمطار وعدم هطولها في وقتها المناسب”.

ويشير “إبراهيم” إلى أن قسماً من البذار فشل لتأخر الأمطار فيما بدأت بعض المساحات الزراعية بالإنبات للتو وهي متأخرة.

تأثير قلة معدلات الأمطار

بينما يوضح آزاد أوسو مهندس زراعي بمدينة عامودا، تأثير تأخر الأمطار على المنطقة التي تعتمد اقتصادياً على الزراعة، ويقول لنورث برس، “كما هو معروف إن معدل الأمطار في مناطقنا تكون بين 600 و 700 مليمتر في السنة”.

ويضيف: “بالرغم من أننا الآن بنهاية الشهر الثاني (شباط) من العام إلا أن الأمطار لم تتجاوز 200 مليمتر, وبالتالي هذه الأمطار القليلة لها تأثير كبير جداً على الواقع الزراعي في المنطقة”.

ويشير المهندس الزراعي إلى أن هذا التأثير يكون على الزراعة البعلية والمروية أيضاً, وأن معظم  الأراضي التي تم زراعتها إلى الآن لم تنبت ولا تزال الزراعة حبة (بذرة), وفي حال نبتت ببعض المناطق تكون بنسبة قليلة جداً.

ويضاف إلى قلة الأمطار غياب الدعم، وذلك بالتزامن مع أزمة حادة في تأمين المحروقات للزراعة، عقب خروج الكثير من الآبار النفطية عن الخدمة، نتيجة قصفها من قبل القوات التركية منتصف شهر كانون الثاني / يناير الماضي.

هذه الأزمة والقصف تسبب بحرمان غالبية المزارعين من الحصول على مادة المازوت التي يعتمدون عليها لتشغيل مضخات الآبار لاستخراج المياه، وسط رفع الدعم عنها ليصل سعر الليتر إلى نحو 6000 ليرة سورية.

تحرير: خلف معو