ضحايا ألغام مع وقف التنفيذ.. خوف مزمن وحوادث انفجار متكررة في دير الزور

عمر عبد الرحمن – دير الزور
تُعتبر دير الزور بشرقي سوريا واحدة من أكثر المناطق تضرراً من النزاع المسلح الذي عصف بالبلاد منذ عام 2011، وأسفرت العمليات العسكرية والنزاعات عن انتشار الألغام والذخائر غير المتفجرة، مما يشكل تهديدًا حقيقيًا لحياة المدنيين، خاصة الأطفال.
وشهدت دير الزور معارك عنيفة بين مختلف الفصائل المسلحة، وأدى هذا النزاع إلى استخدام الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة، مما جعل المنطقة واحدة من أكثر المناطق خطرًا على مستوى العالم.
خوف دائم
يقول أحمد الشاهين، البالغ من العمر 39 عامًا، وهو من أهالي دير الزور، لنورث برس، إن “الألغام أصبحت جزءًا من حياتنا اليومية، كلما خرج الأطفال للعب أو حتى للمساعدة في الأعمال الزراعية، يعيشون في خوف دائم”.
ويضيف: “لقد فقدت أحد أصدقائي بسبب لغم انفجر به بالقرب من الحقول الزراعية”، مشيراً إلى أنه لا توجد حملات توعية كافية، فالأطفال لا يعرفون ما هي الألغام وغالبًا ما يعتقدون أنها ألعاب، ما يتوجب أن يكون هناك المزيد من الجهود لتثقيف المجتمع”.
ويجدد دعوته إلى إنقاذ الأرواح، لافتاً بأنهم عجزوا عن الحصول على المساعدة، حيث أطلقوا صيحات النداء لإنقاذهم من تلك الأجسام المتفجرة، لكن دون جدوى، على حد قوله.
فيما تقول سارة العلي، ناشطة حقوقية من دير الزور، لنورث برس : إن “الأطفال هم الأكثر تأثرًا بمخاطر الألغام، نحن نرى حالات يومية حيث يتعرض الأطفال للإصابة أو حتى الموت بسبب الألغام، هذا أمر مأساوي ويجب التحرك بسرعة لحماية هؤلاء الأطفال”.
وتضيف: “نعمل على توعية المجتمع المحلي بمخاطر الألغام ونقدم الدعم للضحايا وعائلاتهم بالتعاون مع المنظمات الإنسانية، نحاول توفير المساعدة اللازمة بالإضافة إلى تنفيذ برامج إزالة الألغام وتقديم الدعم النفسي للضحايا”.
وتشير إلى أنهم يعملون على توفير موارد توعوية للمدارس ومراكز المجتمع، مؤكدة على الحاجة الملحة لتعاون أكبر بين المنظمات المحلية والدولية، وتشدد على ضرورة العمل معًا لتوفير بيئة آمنة للأطفال.
تقنيات حديثة غير متوفرة
بينما يقول بدر الخضير، مختص بهندسة الألغام في قوات سوريا الديمقراطية (قسد): إن “التضاريس الصعبة والحرب المستمرة تعيق جهودنا، بالإضافة إلى نقص الموارد والتدريب الكافي والحاجة إلى دعم أكبر من المجتمع الدولي”.
ويضيف: “هناك تقنيات حديثة مثل الطائرات المسيرة التي تساعد في الكشف عن الألغام، لكننا بحاجة إلى مزيد من التمويل لتطبيق هذه التقنيات”.
أرقام في وقت قياسي
كما يشير محمد السلطان، عضو في لجنة الصحة بدير الزور، إلى أنه “منذ بداية العام الحالي شهد 38 حادث انفجار بالألغام في دير الزور، غالبيتها في الريف الشرقي، خاصة في القرى السبع”.
ويضيف أن تلك الحوادث أسفرت عن إصابة ومقتل 50 طفلاً، منهم 19 فقدوا حياتهم وجلهم من الأطفال.
بالإضافة إلى حالات إصابة من أعمار مختلفة وصلت إلى 40 إصابة على الأقل، 30% منها وفيات.
ويبين أن أعمار الأطفال المتأثرين تتراوح بين خمسة و15 عامًا، مما يشير إلى أن الأطفال في سن المدرسة هم الأكثر عرضة للخطر.
وتشكل حوادث الانفجارات الناتجة عن الألغام تهديدًا كبيرًا لحياة الأطفال في دير الزور، في الوقت الذي يرى نشطاء أنه من الضروري تكثيف الجهود المحلية والدولية لحماية هؤلاء الأطفال وضمان مستقبل آمن لهم.
كما أن العمل الجماعي والتعاون بين جميع الجهات المعنية يمكن أن يسهم بشكل كبير في تقليل المخاطر وتحسين ظروف الحياة للأطفال المتأثرين بالنزاع.