أسعار مرتفعة وجيوب خالية.. ركود في أسواق السويداء

هارون العربيد – السويداء

في وقت يواصل فيه سعر صرف الدولار تراجعه، يبقى سعر السلع والمواد الغذائية في السويداء عند مستويات مرتفعة، ما يؤدي إلى حالة من الركود في الحركة الشرائية للمواطنين، خاصةً مع تأخر صرف الرواتب.

لعبة التجار مع الأسعار

يُشير عامر الأشقر، من سكان السويداء، جنوبي سوريا، إلى أن سعر صرف الدولار قد تراجع بنحو 30 بالمائة، إلا أن الأسعار لم تشهد انخفاضًا مشابهًا.

ويرى الأشقر أن التجار يتعمدون الإبقاء على الأسعار المرتفعة بحجة أنهم اشتروا بضائعهم عندما كان الدولار أعلى، رغم أن رأس مال التاجر يعتمد أساسًا على البضاعة المتوفرة لديه، وليس على المبلغ الذي دفعه لشرائها، على حد وصفه.

من جانبه، يعرب خلدون شنان، صاحب كشك للمشروبات الساخنة في شارع أميّة بالسويداء، عن استيائه من بقاء أسعار المنتجات الأساسية، مثل القهوة والنسكافيه والكابتشينو، كما هي رغم تراجع سعر الدولار.

ويشير إلى أن خفض الأسعار هو مسؤولية التجار “لخلق واقع اقتصادي أكثر استقرارًا يتناسب مع دخل المواطنين”.

في السياق ذاته، يصف ناصر عزام الوضع بأنه “أزمة أخلاقية”، حيث يستغل بعض التجار حاجة السكان في ظل ارتفاع الأسعار المستمر، مع الإشارة إلى أن حجة ارتفاع أجور النقل لم تعد قائمة، خاصةً بعد الانتهاء من الإتاوات المفروضة على سيارات النقل بين المحافظات من قبل حواجز النظام السابق”.

يذكر أن حواجز النظام وخاصة التابعة للفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد شقيق الرئيس السابق، أثقلت كاهل التجار والمواطنين بفرض إتاوات على سيارات النقل بين المحافظات مما ساهم بارتفاع أجور النقل بين البضائع بشكلٍ ملحوظ انعكس سلباً على أسعار السلع والمواد.

قدرة شرائية ضعيفة

تُشير خزامى نوفل، معلمة من السويداء، إلى أن “انخفاض الأسعار كان طفيفًا، واقتصر على بعض المواد الغذائية، بينما ظلّت أسعار السلع الأخرى، مثل الملابس، بعيدة عن متناول المواطنين”.

وتلفت نوفل إلى أن الأسعار في السويداء لا تزال مرتفعة مقارنةً ببقية المحافظات، فيما القدرة الشرائية ضعيفة.

من جهتها، تعزو ريم مسعود، متسوقة، عدم تفاعل أسعار السلع مع تراجع سعر الدولار إلى تراجع القدرة الشرائية، الذي يرتبط بعدم صرف الرواتب، وهو ما ينعكس سلبًا على الأسواق.

فيما تقول نور زيتونة، أن الأسواق في السويداء اعتادت على رفع الأسعار سريعًا عند كل ارتفاع في سعر الدولار، لكنها لا تُظهر نفس الوتيرة في خفض الأسعار عند التراجع.

وفي هذا السياق، يرى ناصر عزام أن الأسعار قد انخفضت مقارنةً بفترة النظام السابق بنسبة جيدة، لكن سكان السويداء لم يشعروا بهذا الانخفاض بسبب مجموعة من الأسباب، أبرزها ضعف القوة الشرائية، ارتفاع نسبة البطالة، والدخل المحدود أو غير الموجود، بالإضافة إلى القرارات الحكومية التي أفضت إلى فصل عدد من الموظفين العاملين بنظام العقود.

ويشير عزام إلى أن “الأسرة المكونة من خمسة أشخاص تحتاج إلى ما لا يقل عن مليونين ليرة شهريًا لتغطية احتياجاتها، وهو مبلغ غير متاح للكثيرين”.

ومع استمرار التباين بين انخفاض سعر الصرف وارتفاع أسعار السلع، يبقى التساؤل قائمًا حول فاعلية انخفاض الدولار ما لم ينعكس بشكل إيجابي على معيشة السكان.

تحرير: خلف معو