“قطع مستمر”.. فصائل موالية لتركيا تحوّل عفرين إلى منطقة جرداء
سوار حمو – عفرين
ما تزال عمليات إبادة الغطاء النباتي مستمرة بمنطقة عفرين بريف حلب، شمالي سوريا، حيث تحولت التلال والجبال المكسوّة بالأشجار الحراجية الخضراء إلى تلال وجبال جرداء بعد عمليات ممنهجة لقطع الأشجار من قبل الفصائل المسلحة الموالية لتركيا.
ومنذ عام 2018 تخضع منطقة عفرين لسيطرة تركيا وفصائل سورية موالية لها.
تستمر هذه الانتهاكات في وقت أمل فيه نازحو عفرين بالعودة إلى ديارهم بعد سقوط الأسد والبدء بالعملية السياسية في البلاد.
قطع ممنهج
في قرية حج حسنة التابعة لناحية جنديرس بريف عفرين، كانت التلال والجبال المحيطة بها جميعها مغطاة بأشجار الصنوبر الحراجية قبل ٢٠١٨ حيث تحولت على مراحل من عمليات القطع الممنهجة للأشجار إلى منطقة جرادء ولم يبق منها سوى بعض الشجيرات الصغيرة.
وقالت مصادر محلية من قرية حج حسنة لنورث برس، إن فصيل “السمرقند” الذي يقوده المدعو “ثائر معروف” المنحدر من إدلب والموالي لتركيا، دأب على ممارسة عمليات قطع الأشجار باستخدام المناشير الكهربائية.
وأضافت أن عناصر الفصيل قاموا على مدار شهرين باستئجار عشرات العمال من المخيمات الواقعة على جبل قازقلي وكانت عمليات القطع تجري خلال النهار و يتم تجميع الأشجار المقطوعة وتحميلها بشاحنات كبيرة ونقلها نحو مدن عفرين وجنديرس وإدلب على مرأى الحواجز المنتشرة على الطرق.
ويقول أبو جوان (44 عاماُ) وهو من سكان القرى المحيطة بالأحراش، إن العمال يأتون بالصباح الباكر برفقة عدد من العناصر على شاحنات صغيرة ويقومون بقطع الأشجار خلال النهار وتقطيعها لقطع صغيرة لتسهيل تحميلها على الشاحنات.
ويضيف أنه “قبيل المساء تأتي شاحنات كبيرة ويقوم العمال بتحميلها كل يوم بين ثلاث لأربع شاحنات قاطرة مقطورة ويقومون بتغطية الأشجار المحملة على الشاحنات ومن ثم تأتي سيارات عسكرية وترافقها نحو وجهتها”.
ويشير إلى أن عناصر الفصيل كانت تنتشر خلال عمليات القطع والتحميل لمنع أحد من التوقف حتى انتهوا من قطع كافة الأشجار بالمنطقة وذلك قبل أسبوع من الآن.
كما يقول أحد السكان المحليين ويدعى أبو محمد (53 عاماً)، “لدي 150 شجرة زيتون قرب مكان الحرش، مشيراً إلى انه خلال قيامه بفلاحة أرضه كان يشاهد أشخاص يقومون بقطع أشجار الصنوبر على جانبي الطريق الواصل بين قرية حج حسنلي وكفر صفرة وكان عددهم بالعشرات”.
ويضيف أنه “كان يشرف عليهم شخص يرتدي لباس عسكري ويأتي كل يوم من مقره بقرية روتانلي القريبة من الحرش و هو تابع لإحدى الفصائل بالمنطقة وعلى ما يبدوا كان هو المسؤول عن العمال كونه يأتي بالصباح ويذهب بعد تحميل الأشجار المقطوعة”.
ويشير إلى أن العسكري كان يأخذ معه إلى قرية روتانلي شاحنة صغيرة أو شاحنتين وأما باقي الشاحنات الكبيرة تذهب لجهة أخرى برفقة سيارتين عسكرتين واحدة أمام الشاحنات المحملة بالأشجار المقطوعة والثانية خلفها.
إتاوات واستيلاء
نهاية العام الفائت، قالت مصادر محلية لنورث برس، إن عناصر فصيل “السمرقند” الموالي لتركيا، أقدم على قطع مئات الأشجار الحراجية من الصنوبر قرب قرية حج حسنة التابعة لناحية جنديرس في عفرين، وقام بتحميل الأشجار عبر شاحنات وإرسالها إلى مناطق في إدلب لبيعها.
وفي سياق الانتهاكات المتواصلة ضد سكان في ريف عفرين، قام عناصر تتبع لفصيل “الحمزات” بمداهمة منزل في قرية زعرة في ناحية بلبل والاستيلاء محصول الزيتون التي تعود لصاحبها “رأفت حسين” بعد عودته من قطاف أشجار الزيتون التي يملكها في قرية علي كارو، خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2024.
وأضافت المصادر أن العناصر استولت على المحصول بحجة عدم دفع ضرائب المفروضة على أشجاره في قرية علي كارو والبالغ عددها ٢٣٠ شجرة، حيث فرض الفصيل على سكان القرية ٢ دولار أميركي على كل شجرة، مشيراً إلى أنه تم أخذ الزيتون المسروق إلى مقر الفصيل في قرية شنكيلة بريف ناحية بلبل.
وفي وقت سابق، نشرت نورث برس صوراً ومشاهد فيديو لأشجار مقطوعة من جذوعها بآلات حادة، وقالت مصادر محلية إن فصيل “العمشات” قطع أكثر من ألف شجرة حراجية من الصنوبر في الحرش الواقع جنوب ناحية ماباتا (معبطلي) بريف عفرين.