كوباني.. آلاف الأطفال محرومون من التعليم بسبب القصف التركي
فتاح عيسى – كوباني
اضطر بسام سمعو (43 عاماً) إلى الاعتماد على تعليم أطفاله الخمسة في المنزل بعد تعرض مدرستهم إلى القصف من قبل فصائل المعارضة الموالية لتركيا.
ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في دمشق في الثامن من شهر كانون الأول/ديسمبر الفائت، فقد معلم وأحد عشر طالباً حياتهم في كوباني جراء قصف القوات التركية والفصائل الموالية لها.
مخاوف ذوي الطلاب
يقول سمعو، لنورث برس، إنه توقف عن إرسال أطفاله إلى المدرسة منذ بداية الفصل الدراسي الثاني، بعد سقوط قذائف على سطح المدرسة، الأمر الذي يشكل خطراً على حياتهم، خاصة أن بعض مخلفات القذائف ما زالت موجودة على سطح المدرسة.
ويقيم سمعو مع أفراد عائلته في قرية “تل عبر” الواقعة على الضفة الشرقية لنهر الفرات، غربي كوباني، ولم ينزح من قريته رغم سقوط القذائف قرب قريتهم بشكل مكثف.
ويضيف أن زوجته تقوم بتعليم أطفالها بشكل مؤقت، مشيراً إلى أن هذا التعليم لا يمكن تعويضه بالتعليم المدرسي إلا بنسبة قليلة، فالأطفال يثقون بالمعلمين أكثر من ثقتهم بتعليمهم من قبل آباءهم وأمهاتهم.
ويذكر أن أطفاله وهم: (مصطفى في الصف الأول، ونهى في الصف الثاني، ومحمد وسوسن في الصف الرابع، وبشرى في الصف السابع)، يعبرون له عن اشتياقهم للمدرسة ولمدرسيهم وزملائهم.
ويطالب الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية بالعمل على إزالة القذائف ومخلفاتها من سطح المدرسة وإعادة ترميم المدرسة كي يستطيع إرسال أطفاله إلى المدرسة مرة أخرى.
ويتخوف سمعو من إرسال الأطفال إلى المدرسة حالياً لأن تلك المقذوفات قد تشكل خطراً على حياة الأطفال وخاصة أن المدرسة تتضمن أعداد كبيرة من الطلاب.
وفي تصريح سابق، قال كاميران إيبه، الناطق باسم إدارة المدارس في كوباني، لنورث برس، إن القصف التركي منتصف الشهر الفائت طال منزل المعلم عبدالله شيخ علي في قرية تل عبر بريف كوباني الغربي، ما أدى لفقدانه حياته هو وأفراد أسرته.
وأضاف أن المدرسة الواقعة في قرية تل عبر 35 كم غربي كوباني، تعرضت للتدمير بشكل كامل جراء القصف العشوائي على المنطقة، ما أدى لحرمان طلاب المدرسة من التعليم.

أضرار استهداف المدارس
فيما يقول شواخ شواخ وهو مدير مدرسة تل عبر بريف كوباني، إن المدرسة تعرضت للاستهداف في التاسع من كانون الثاني/يناير الفائت بثلاث قذائف مدفعية من الضفة الغربية لنهر الفرات ما أدى لحدوث خسائر كبيرة في بناء المدرسة.
ويضيف شواخ أن 500 طالب وطالبة في المرحلتين الابتدائية والإعدادية حرموا من التعليم في المدرسة منذ ذلك الوقت بسبب القصف وتردي الوضع الأمني في المنطقة.
كما يشير مدير مدرسة تل عبر إلى توقف 24 معلماً ومعلمة عن ممارسة مهنتهم في تعليم الطلاب.
ويذكر شواخ أن القصف تسبب بحدوث فتحتين في سقف البناء في صفين مختلفين، إضافة إلى حدوث شرخ في السطح وانخفاضه بشكل واضح وتجمع مياه الأمطار فيها وتسربها من الشروخ إلى المدرسة.
وبيبن أن القصف تسبب أيضاً بتكسير أحد عشر لوحاً زجاجياً لنوافذ الصفوف، وتدمير بعض المقاعد وتلفها بالكامل داخل الصفوف المستهدفة، إضافة إلى أضرار في الأبواب والجدران.
وينوه إلى أن قذيفة مدفعية ثقيلة لم تنفجر بعد لا زالت موجودة على سقف أحد الصفوف في المدرسة.
بينما يقول أحمد سليمان، وهو الناطق باسم المدارس في ريف كوباني الغربي، أن نحو ثلاثة آلاف وثلاثمائة طالب (3299) حرموا من التعليم منذ بداية الفصل الدراسي الثاني في أربع عشر مدرسة في ريف كوباني الغربي بسبب مخاطر الاستهداف والقصف.
ويضيف أن المدارس المستهدفة هي مدرستين في قرية جعدة كبيرة، ومدرسة في قرية جعدة صغيرة، مدرسة تل عبر، قبة، قبة بحيرة، تورمان، آشمة شرقي، تل أحمر، مزرعة تل أحمر، مزرعة القبة وبلدة الشيوخ.
كما يشير “سليمان” إلى أن عدة قذائف سقطت بجوار مدرسة بلدة الشيوخ في الثامن من شهر شباط/ فبراير الجاري.
مدارس خارج الخدمة
في ريف كوباني الشرقي تعرضت مدرسة قرية “الحرية”، للقصف أكثر من مرة ما أدى إلى خروجها عن الخدمة التعليمية والتربوية وحرمان أطفال القرية والقرى المجاورة من التعليم، بحسب الرئاسة المشتركة لمدارس ريف تل أبيض.
ويقول جمعان محمد عيسى وهو الرئيس المشارك لإدارة مدارس ريف تل أبيض، إنه تم إغلاق المدرسة جراء تعرضها للقصف، ما أدى لحرمان 60 طالباً وطالبة من حقهم في التعليم.
ويضيف محمد عيسى، أن عدة مدارس أخرى تقع على خطوط الجبهة تتعرض للقصف العشوائي بشكل متكرر مما يؤدي إلى تسرب الطلاب جراء مخاوف ذويهم من إرسالهم إلى المدرسة.
ويتابع أن المدارس التي تم إغلاقها بشكل مؤقت تقع في قرى “جديدة عين عيسى، والفاطسة، وجديدة نعيم، ونحيت، وأحيمر، وزنار كبير، وبئر عرب، والأحمدية، ولقلقو، وكورك، وزنار صغير”.
ويشير مسؤول مدارس ريف تل أبيض أن نحو خمسمائة وستين /560/ طالباً وطالبة حرموا من متابعة تعليهم في هذه القرى جراء القصف.
ويناشد المسؤول التربوي المنظمات الدولية والحقوقية ومنظمات حقوق الأطفال والدول الضامنة والتحالف الدولي، إيقاف هجمات الدولة التركية على المنطقة.
وتتعرض القرى والبلدات في ريف كوباني الغربي والجنوبي لقصف مدفعي عشوائي من قبل فصائل المعارضة، إضافة إلى قصف بالطائرات المسيرة يستهدف القرى القريبة من جسر قره قوزاق وسد تشرين بشكل يومي.