زانا العلي – الرقة
على هامش ملتقى حواري في الرقة، شارك فيه شخصيات وكيانات سياسية من أغلب المناطق السورية، قالت شخصيات سورية وقوى سياسية إن اللجنة التي أعلنت عنها الرئاسة السورية، الأربعاء الماضي، لا تمثل جميع السوريين.
وضمت اللجنة التحضيرية سبعة أعضاء، بينهم امرأتان، وذلك في أول خطوة ضمن مسار المرحلة الانتقالية في سوريا بعد أكثر من شهرين على سقوط نظام الأسد.
من لون واحد
انتقد سياسيون سوريون تشكيلة اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري، مؤكدين أنها لجنة أحادية من لون واحد ولا تمثل جميع السوريين.
ويقول الدكتور المهندس حسان اليازجي، عضو المكتب السياسي لحزب سوريا الغد، “إننا تفاجأنا بتشكيل اللجنة، فلا أحد من أعضائها يحمل درجة أكاديمية ومن الواضح أنهم من هيئة تحرير الشام، وهذه بداية غير ديمقراطية ولا تبشر بالخير”.
ويضيف “اليازجي” لنورث برس، أنه كان من المفترض أن تمثل اللجنة التي تحضر لحوار سوري -سوري جميع السوريين إذا كانت تهدف إلى إيجاد حلول لسوريا، مشيراً إلى أن “هذا مؤشر نحو دكتاتورية جديدة ستجر سوريا إلى خراب أكبر”.
من جانبه، يقول الدكتور إلياس حلياني، رئيس الرابطة العلمانية السورية إن اللجنة التحضيرية التي تم الإعلان عنها “غير منطقية”، إذ أن خمسة من أعضائها “ينتمون إلى هيئة تحرير الشام”.
ويضيف لنورث برس، أن “النتيجة ستكون معروفة في ظل خلفية خمسة أعضاء محسوبين على الهيئة”، على حد قوله.
بينما يرى أنس جودة، رئيس حركة البناء الوطني، أن المشكلة ليست في اللجنة نفسها، بل في المؤتمر ككل، حيث “حتى الآن لا نعرف ما هي أجندته”.
ويقول “جودة” لنورث برس، إنهم يتحدثون عن أن اللجنة ستُمثل جميع السوريين، لكن الواقع أصبح واضحًا من التشكيلات التي جرت في الحكومة أو غيرها من المؤسسات، وكلها تسير في اتجاه اللون الواحد، والحوار الوطني لا يُبنى على رأي واحد، على حد تعبيره.
ويضيف “أننا بحاجة إلى شراكة حقيقية من جميع الأطراف لكي يكون الحوار متوازنًا ويحقق نتائج إيجابية للمستقبل، خاصةً أن الحوار الوطني ليس أمرًا سهلاً أو بسيطًا، لذلك يجب أن يشارك فيه الجميع دون تسرع”.
بينما يقول عباس شلش من الفريق الثقافي السوري في ريف دمشق، لنورث برس، إنه كان يجب على اللجنة التحضيرية أن تعرف جميع مكونات الشعب السوري، وأن تنظر إلى المواطنة الحقيقية لجميع السوريين.
ويشير إلى أن أي شخص ذو كفاءة يشارك في المؤتمر الوطني يجب ألا يكون محسوبًا على فئات معينة.
تغييب قوى سورية
انتقدت الإدارة الذاتية شمال وشرق سوريا، في بيان صادر عنها أمس السبت، تشكيل اللجنة التحضيرية للحوار الوطني السوري، معتبرةً أن المعايير التي اعتُمِدَت في تشكيلها تنمّ عن سياسة “الحصر والإقصاء”، ما يعكس، وفق تعبيرها، “سوء التقدير” للواقع السوري المعقد.
ورأت الإدارة الذاتية أن هذا النهج يعبّر عن “قصور واضح” في عملية التحول الديمقراطي في سورية الجديدة، محذّرة من أن غياب الشمولية والمرونة في تشكيل اللجنة قد يعيد البلاد إلى مركزية النظام القديم.
وكان المجلس الوطني الكردي قد طالب في بيانٍ له، الخميس الفائت، بإعادة النظر في تركيبة اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري، مؤكداً ضرورة أن تعكس اللجنة التعددية السياسية والقومية في البلاد.
وأعرب المجلس عن مخاوفه من استبعاد التمثيل الكردي، معتبراً ذلك إخلالاً بمبدأ الشراكة الوطنية، ما قد يؤثر سلباً بنجاح أي عملية حوارية تهدف إلى إيجاد حلول جادة للأزمة السورية.
ودعا المجلس إلى تصحيح هذا “الخلل” من خلال ضمان مشاركة عادلة وفاعلة للأكراد وسائر المكونات السورية، بما يحقق التمثيل المتوازن ويؤسس لحوار وطني شامل.
وجاءت بيانات كل من الإدارة الذاتية، والمجلس الوطني الكردي، رداً على تصريحات المتحدث باسم اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني، حسن الدغيم، الذي أكد أن قوات سوريا الديمقراطية “قسد” غير مدعوة للمؤتمر.
وكانت اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني في سوريا أفادت بأنه لن يتم دعوة (قسد) إلى مؤتمر الحوار الوطني كونها لا تمثل جميع سكان المنطقة الشرقية.
وعقدت اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري، الخميس الماضي، في العاصمة السورية دمشق، مؤتمرها الصحفي الأول للإعلان عن أجندة عمل اللجنة.
وقال حسن الدغيم رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري إن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لن يتم دعوتها لمؤتمر الحوار الوطني طالما تحمل السلاح كما أنها لا تمثل المحافظات الشرقية التي يمثلها سكانها، حسب تعبيره.
وأشار “الدغيم” إلى أن توقيت عقد المؤتمر وعدد المشاركين فيه والمحاور كله متروك للنقاش العام وستكشف عنه الأيام القادمة.