هل تغيرت السيطرة الأمنية على عفرين بعد قدوم قوات أمنية من دمشق؟

سوار حمو – عفرين

بدأت قوات الأمن العام في حكومة تصريف الأعمال السورية بالدخول إلى منطقة عفرين شمال حلب، بشكل فعلي منذ الخميس 6 شباط/ فبراير الجاري، من خلال تسيير رتل تابع للأمن العام مكون من عشرات الآليات العسكرية رفقة عدد كبير من العناصر.

وتخضع منطقة عفرين بريف حلب الشمالي لسيطرة تركيا والفصائل الموالية لها منذ عام 2018.

اعتقال العشرات بعد خروج الرتل

بعد خروج الرتل العسكري من عفرين، اعتقل واستدعى فصيل “العمشات” الموالي لتركيا، في ناحية ماباتا (معبطلي) عشرات المدنيين للتحقيق معهم.

وكان حشد من سكان عفرين وقراها قد استقبلوا بالعلم الكردي والسوري الرتل عند وصولهم مدينة عفرين حيث قام الرتل بالتجول داخل المدينة ودخل مراكز نواحي راجو وماباتا (معبطلي) وشييه (الشيخ حديد) وجنديرس وفي المساء عاد الرتل أدراجه إلى مدينة حلب.

وفي اليوم التالي عاد الرتل لبلدة ماباتا للتحقق من عمليات الاعتقال التي قام بها فصيل “العمشات”، وسمع بعض الشكاوي من السكان الذين طالبوا بإخراج الفصيل من القرى و البلدات التي يتواجد بها، وطالبوا كذلك ببيوتهم التي رفض “العمشات” إعادتها لهم.

وكان يقود فصيل العمشات (سليمان شاه) محمد الجاسم المعروف بـ (أبو عمشة) والذي تسلم قيادة الفرقة 25 في الإدارة الجديدة في حماه وسط سوريا، وأبو عمشة مُعاقب أميركياً مع عدد من قادة الفصائل الأخرى لضلوعهم بانتهاكات بحقوق الإنسان في عفرين. ولا يعرف إذا ما كانت قيادة الفصيل تتبع له حتى الآن.

مكاتب داخل فروع الشرطة العسكرية

وقالت مصادر خاصة لنورث برس، إن الأمن العام بدأ بالدخول لفروع الشرطة العسكرية من أجل حلّها واستلام الأمور الأمنية منها حيث قام بإنشاء مكتب داخل فرع الشرطة العسكرية بمدينة عفرين.

وأضافت أن قوات الأمن العام بدأت عملية جرد واستلام جداول أسماء عناصر ومحتويات الفرع وقامت باستلام كافة الحواجز التابعة للشرطة العسكرية.

وأشارت إلى أن إدارة الأمن العام أبلغت قيادة الفرع بأنه سيتحول لمفرزة فقط وسوف يتم نقل كافة عناصر الفرع نحو مدينة حلب وستتحول الحواجز وكافة عناصرها تابعة للأمن العام.

كما قالت المصادر أن الأمن العام سحب عناصر مكلفين بحراسة مكتب الوالي التركي لتتم إعادة فرزهم، ومن جانب آخر قام الأمن العام بالتوجه نحو فرع الشرطة العسكرية بناحية بلبل من أجل استلام الفرع أصولاً.

إزالة حواجز

ترافقت هذه التطورات بإزالة حواجز تابعة للفصائل المنتشرة بمنطقة عفرين وإغلاق بعض المقرات.

ووفقاً للمعلومات التي أوردتها المصادر، فأن أغلب الفصائل سحبت السلاح الثقيل والمتوسط من منطقة عفرين نحو مناطق وسط سوريا وريف إدلب، تمهيداً للانسحاب الكامل بعد إبلاغ هذه الفصائل أن تواجدها بعفرين أصبح بحكم المنتهي.

لكن الخميس الفائت رصد نورث برس بالصور والفيديو انتشاراً أمنياً للفصائل والقوى المسلحة وسط مدينة عفرين، ويتضح خلاله أن المشهد لم يتغير كثيراً بعد دخول قوى الأمن العام.

وقالت مصادر مطلعة لنورث برس، إنه تم تعيين قيادي بهيئة تحرير الشام مسؤولاً أمنياً عن منطقة عفرين يدعى “سراقة أبو أحمد” وهو الذي سوف يتولى استلام كافة الأمور الأمنية والعسكرية في عفرين.

على الأرض لاتزال الانتهاكات وحالات الاختطاف التي تطال السكان مستمرة دون جهود تُذكر للحد منها.

وسط هذه التطورات ما تزال الصورة غير واضحة عن شكل الإدارة الأمنية لمنطقة عفرين وشكل العلاقة بين الإدارة الأمنية الجديدة والمسؤولين الأتراك الذين يتحكمون بكافة المفاصل الأمنية بالمنطقة في ظل تواجد القواعد والمراكز الأمنية التركية.

وفي وقت سابق، من كانون الثاني/ يناير الماضي، رفض الوالي التركي في منطقة عفرين تسليمها إلى وفد حكومي، قائلاً إن الموضوع سيتم طرحه لاحقاً، وكانت زيارة الوفد الحكومي قبل “خطاب النصر” في دمشق.

تحرير: خلف معو