“بين التحديات والحاجة”.. استمرار أعمال ترميم الجسر بين ضفتي الفرات بدير الزور
علي البكيع – دير الزور
بين ضفتي الفرات بدير الزور شرقي سوريا، يفصل النهر دون جسور، ما كان يشكل معاناة يومية منذ نحو 12 عاماً للسكان وصعوبة التنقل إلى أماكن العمل والمدارس والمستشفيات بسبب تدمير الجسور التي تربط بين الضفة الشرقية والغربية للنهر.
وأواخر كانون الأول/ديسمبر الماضي، أعلنت الإدارة الذاتية بمقاطعة دير الزور عن البدء بمشروع إعادة تأهيل الجسر “الحربي” الذي يربط بين ضفتي نهر الفرات.
ضروري للمرضى والتجارة
يقول “أبو أحمد” من قرية “هريبشة” بريف دير الزور، لنورث برس، “نتمنى بناء الجسر بسرعة لتكون الحياة أسهل، فهو ضروري للحركة التجارية والاجتماعية، ومع غيابه أصبح التنقل صعبًا، خاصة على المرضى والتجار”.
ويضيف أن “الأطفال والنساء يواجهون خطر السقوط في النهر، فأغلب السكان لا يجيدون السباحة”.
من جهته، يقول “أبو محمد” من قرية حطلة بريف دير الزور الشرقي، لنورث برس، إن “الجسر يمثل شريان الحياة، حيث يعاني سكان الجزيرة من صعوبة الوصول إلى مدينة دير الزور”.
ويشير إلى أن محاولة إصلاح الجسر بطرق غير مناسبة، مثل تغطيته بالتراب، زادت الوضع سوءًا، إذ يؤدي ارتفاع منسوب المياه إلى فيضانات تغمر الجسر بالكامل.
ويقع الجسر بين بلدة الحسينية ومدينة دير الزور، وهو واحد من بين 3 جسور تربط شرق الفرات وغربه في المدينة.
فيما يقول يوسف الحسين من حي الحويقة بمدينة دير الزور غربي الفرات، إن العمل في الجسر بدأ منذ شهر تقريبًا لكنه لم يُستكمل، مما يفاقم الأزمة، مشيراً إلى أن حادثة مؤلمة وقعت قبل أيام عندما أُغلِق المعبار ليلاً، مما حال دون عبور سيارة إسعاف كانت تحمل مريضًا في حالة حرجة.
أسباب تأخير المشروع
يقول المهندس عبد الهادي الصالح، مدير الخدمات الفنية بدير الزور، لنورث برس، إن المشروع الواقع على الضفة الشرقية من النهر والذي تنفذه شركة الشمال التابعة للإدارة الذاتية، واجه صعوبات في نقل المعدات والآليات من الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية.
يبين المهندس المشرف أن السبب الرئيسي للتأخير هو نقص الرافعات والمعدات اللازمة، مشيراً إلى أن جميع الجسور على نهر الفرات قد دُمرت، مما يجعل من الصعب نقل المعدات الثقيلة إلى مناطق الصيانة.
ولم تعلق الإدارة الذاتية على المشروع، فيما يشير المهندس المشرف إلى أنه ليس هناك جدول زمني محدد لإكمال العمل، مبيناً أن العوامل الجوية المتقلبة تعيق التقدم.
ويعدّ هذا الجسر المنفذ الوحيد المتبقي لعبور السيارات بين شرق وغرب الفرات في المنطقة، نتيجة تدمير باقي الجسور أثناء سيطرة مرتزقة داعش والنظام السابق.
ويكتسب هذا الجسر أهمية كبيرة، كونه يشكل حلقة الوصل الوحيدة حالياً، بين ضفتي النهر، ويسهل بشكل كبير من حركة تنقل السكان وانسيابية الأنشطة التجارية والاقتصادية والزراعية بين الضفتين.